رواية الرقص مع الحياة،الإمتناء كنز الحكمة

رواية الرقص مع الحياة،الإمتناء كنز الحكمة

0 reviews

القاعدة الالى: الإمتناء كنز الحكمة

بينما كنت سائرا بين أزقة إحدى الأسواق العتيقة في مدينة موغلة، رأيت رجلا ناهز عمره ثمانين عاما منكبا على عمله و هو ينحت بعض الكلامات المبهة بكل دقة وهتمام على فص من الفيروز الصافي ، توجه بروحه وقلبه لإنجاز ذالك العمل، ثم قام بتثبيت ذالك فص الجميل على الخاتم من الفضة الخالصة، فشدني المنضره تماما ودفعني الفضول لمعرفة ما قد كتب على تلك الفيروزة، فقرأتها وكان قد كتب عليها كلمة (الإمتنان)! فسرعان مشتريت منه ذالك الخاتم وكأني ملكت الدنيا وكتشفت سرا غامضا من أسرار الحياة.

. إن الإمتنان للأشياء مهما صغرت سيجلب البهجة الى قلوبنا ويجعلنا نحب الناس والحياة. وإذا رضينا على كل شيء في حياتنا فإن الله سيمنحنا جوهرة الإمتنان، وهي حالة من السكون والسلام الصافي الذي يغمر القلب بالرضا فيفيض على محيانا بالجلال ونور.

إن الريضا العميق على كل يوم يمر علينا وما نلاقيه من الصعاب، وتقبل التضاريس اجسادنا مهما كان شكلها  وقبول الناس على اختلافهم، وقبول الماضي رغمة ألمه، والحاضر رغمة عثراته، وتعهد التام بالرضا على كل ما تهبه لنا الحياة في أيامنا القادمة، والاستسلام الكامل  لكل امر لا نقدر تغييره، وتقبل كل حالاتنا وكل ما نملكه وتقبل نقائصنا ومشاكلنا والاعتراف بذلك  بكل صدق مع أنفسنا ،ثم السعي بهمة وثبات بكل لطف او تكلف لتحسين الحال نحو الافضل ، ذلك هو جوهر العبش بامتنان وهو غاية  الحكماء في عيش حياة طيبة.

خرجة رجل في سفر مع ابنه الى مدينة بعيدة وكان معها حمار وقد وضعا عليه الامتعة، وبين هما يسيران كسرت ساق الحمار في منتصف الطريق، فقال الرجل : ماحجبه الله كان أعظم، فأخذ كل منهما متاعه على ظهره وتابعا السير، وبعد مدة جرحة قدم الرجل فما عاد يقدر على حمل شيء، واصبح يجر رجله جرا فقال الرجل: ما حجبه الله كان أعظم، فتعجب ابن من ذلك الكلام ولم يفهم المغزى من ذلك، فحمل متاعه ومتاع ابيه على ظهره ونطلاقا يكملان السير في الطريق  لدغعت الابن لفعى فوقع أرضا وهو يتألم فقال الرجل: ما حجبه الله كان أعظم، وهناك تذمر الابن وقال لابيه: هل هناك أعظم مما أصابنا ؟ وواصلا السير بصعوبة حتى وصلا الى المدينة فإذا بيها اصبحت انقاضا جراء زلزال ابادها، فنظرة الرجل الى ابنه قائلا: انظر يا ولدي: لو لم يكن قد اصابنا ما اصابنا في رحلتنا لوصلنا مبكرين وأصابنا ما هو أعظم وكنا مع الهالكين. 

تقبل لحظات الخسارة مثلما تزهو بالحظات الفوز، وارض بالقليل مثلما تفرح عندما تغنم بالشيء الكثير، فليس من الانصاف ان تفوز كل يوم وتفوز كل ساعة، بل اسع في الحياة ان يكون الكل فائزين.

دع الآخرين يفوزون ويفرحون مثلك وجعلهم يفتخيرون بأنفسهم مثلك , وعندما تخسر جزءا من أموالك تقبل ذلك وعتبر ان ذلك  قد ذهب الى من هو في الأمس بحاجة إليه، وعندما يفوتك مشروع مربح فتقبل ذلك راضيا  وادع للفائز بالتوفيق.

كن ممتنا بما تهبه لك الحياة حتى لو كانت نعما صغيرا، جرب ذات مرة ان تستنشق الهواء بهدوء وعمق حتى يملاء كل رئتيك ثم حتفظ به لثوان وأطلقه مرة أخرى، ومرر ذلك مرارا ونظر لنفسك كيف أصبحت.

ترى الصفاء و السكون يغمرك والراحة تملأ روحك، ان ذلك لم يكن إلا هواء فما بالك بالنعم التي تحيط بك، ان وجودك في الحياة هو هديتك العظيمة، عش وانت ممتن لما يجري من حولك و سيسري في داخلك  تيار غامر من الفرح و البهجهة لتتنعم بسلام فريد. 

إذا اردتم ان اكمل الرواية ضعوا في تعليقات اتمام رواية، شكرا لكم وسلام

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

5

متابعهم

1

مقالات مشابة