تأملات في خلق الإنسان
اين الخلاص؟
اين الرشد والهداية!
اين الثبات على الحق والهدى..
اين واين واين!
تساؤلات تنتابني كثيرا لا أدري ما الجواب ولا سبيل للتخلص من مآزرها الدفينة ذات الأثر المتوهج.
ألسنا أحق بقلب سليم؟!
أما الآن للنفس أن تستقيم.
عهدا جديدا!!
أظل ابحث واذهب هنا وهناك تحت سطوة العقل وجبروته ونشوته التي اجبرته على التبطر على كل ما هو آت ومنتظر حتى أصبح لا يرغب ولا يعطي الفرصة لانتظار شئ، جعل روح صاحبه تحلق في أفق السماء إثر نشوته .! وليته يدري انه ليس من الصالح له ذلك، بل لعله يوشك ع الهلاك اذا ما ظل على مثل هذا الحال من تكبر وانفه وتحت ظل الكبرياء.
لابد من التخلص من مثل هذا الجنون.
إنه جنون العظمة.
هل من معين فيعينني؟
هل من مستغيث فيغيثني؟
هل من جبار فيقهرني كي أعود واستقيم.؟
إنه ليس سواه الله جل في علاه.
كيف أعود لمعيته!
كيف ادخل في كنفه ورعايته!
كيف اانس به ويأنس بي!
إن ركن المعية قائم على أضلع ثلاث او اربع.
الأول هو الولاية والثاني الخلة والثالث التوكل.
والرابع... المناجاة
الله يريدك ان تقبل عقابه كما تقبل حبه وانسه.
اذا تولاك الله فاعلم أنه سيطهرك من شدة الحساسية ذات الطابع الجبلي التي فطر البشر عليه فهذا من شروط الاصطفاء والاجتباء.
فتحت ظل التيه والضلال ستجد الآلام تعصف بك من غير أن تدري من أين تأتي وفجأة تدرك انك متجرد عن حول البشر وقوتهم فتعلم انك بين يدي الله فقط كل ما يجري بداخلك إنما هي مجريات القدر.
فكيف النجاه واين الخلاص! والقدر كائن لا محاله.
واذا اصطحبك الله فاعلم أنه يريدك قائم على حدوده ملتزم بالاوامر تاركا النواهي، فإذا ما وجدك على معصية اذلك حتى تتوب وتنوب إليه وتستغفره مغفرة مقبولة منه.
واعلم أن الله اذا اتخذته وكيلا فهذا كفيل بجعلك شخص مدر النفع والصلاح دائما كامن الخيرية متسع الفكر منبسط اليد وواسع العطاء مترف الروح.
....
وانا تائهة ما بين العمي والبصر!
هل الله هداني فعلا؟
هل الله هداني حقا؟ ام الله سيقلب على الأحداث والنوائب من جديد.
ما الحقيقة! سأظل ابحث عنها..كثيرا!!
هل ذلك سيستمر كثيرا؟
لا أدري. لعل الراحة قادمة.
لكن كيف؟!
وماذا بعد التبطر إنه فريسة لرغد العيش.
لكن ليس من حق أحد الاعتراض وتسيير حياته وفق ما يشتهي ويرغب! إنها سنه الكون.
الكون كله مسير تحت إرادة الله وقدرته وتسخيره لكل ما دب وظهر على وجه الأرض من نبات وحيوان وانسان وجماد.
هناك البعض من النساء على الخلاف: نساء في صورة امراة وبالداخل روح رجل.
إنها روح حيوية ونشاط وهمة وحماس.
ولكن اتدري أيها القارئ ما رسالة هذا النوع من النساء في الحياة؟ هل التربية والعناية بالأطفال كسائر عادة النساء. كلا!
وكيف يواجهن المجتمع؟!
وخاصة إذا وصلت لمرحلة التكدر والتعنت والمشقة، وظهرت عليهم آلالام وضعف المواجهة، وعين الشذوذ في المهمة، وفي الرسالة الانثوية المجتمعية.
إنه حل وحيد لمثل هذه المشكلة، ماهو ؟!
إنه التجاهل لكل المحيطين، والمضى بخطوات في تحقيق وإثبات الذات، والتغافل عن نظرة المجتمع،والسعي نحو السلوك المميز الدال على طبيعة وروح الشخصية،
لعل يسهل على المحيط الخارجي تقبل حقيقة هذا النوع من النساء .. من خلال لمس ظاهر شخصيتهن وسلوكن.
وماذا بعد؟!
إنه تقلب المزاج هو من يسيطر ويستحكم بصاحبه
سنظل أسرى لامزجتنا لمتى.
سنظل منساقين وراء نفسيتنا حتى متى.
هل سمعت مرة عن لغة الصمت؟!
هل اقتنعت بحب الآخرين لك بمجرد صمتهم عن ما يقلقكك..
هل قدرت على ازاله الشكوك التي بداخلك تجاه نفسك بمجرد سكوت المحيطين عنها.! وخاصة إذا كانوا ذو ثقة من قرابة أو.. وما إلى ذلك.
لماذا لا نرضى بشئ من الهزيمة؟ فهى مفتاح النهوض والقيام من جديد.
لماذا لا نتفهم طبيعتنا بل ترى اننا نكذب على أنفسنا كثيرا تحت مسمى قلة الوعي أو نحو ذلك.
إنه لشئ مؤسف حقا.
واحق وجدير بأن يتغير.
كيف سنعيش بلا مقومات وبلا رغد من العيش وهى دنيا نعيشها لن تتكرر في العمر الا مرة!
هل حقا خسرنا ما نفتقده ونعيش على امل عودته؟
هل حقا ما فقدناه حقيقة؟ ولماذا قلوبنا تنبض بمدى مكسبه!
إنها حقيقة الحياة. قلوبنا دائما تخالف أنفسنا
او بمعنى آخر هوى قلوبنا يخالف هوى أنفسنا لان الحقيقه ان الحياة لعبة الكل يلعب على بعضه،حتى الإنسان بكل ما فيه.
الا ترى ان القلب أصدق ما في الإنسان ورغم ذلك أودع الله في نفس جسد الإنسان اكذب وأشد عداء له وهي النفس.
وماذا بعد؟! هل سنظل معدمين فقراء لا نملك سوى قوت يومنا، اين الملاذ والمتعة.
لقد قهرتنا الحياة كثيرا أكثر من اللازم.
قد بذلنا وسعنا ورغم ذلك لا ثمار ولا جدوى.
أصبحنا عاجزين عن العوز وإبداء الرغبة.
هذا هو سبب خلقتنا ورغم ذلك عجزنا عنه لذا متنا أحياء.
وكانت النتيجة اننا عجزنا عن الكسب لما نرغب.
في الدنيا بشر ضعاف خلقهم الله لعلنا نكون منهم ولكن هذا لا يعني اننا فقدنا جوهر قيمتنا. كلا! إن الإنسان لا تحدد قيمته من خلال ما يملك بل من خلال ما يعرف، لا من خلال ما يكسب بل من خلال ما يفقه ويميز، لقد خلق الإنسان ليحمل رسالة العلم لا ليحمل رسالة المال.
إن الإنسان حقا إذا ارتقى عن مستواه الجبلي الذي فطر عليه إلى مستواه الادمي المرجو لعلم ان المال ارخص وادنى شئ يمتلكه أو يكتسبه.
تأمل معي : ماذا لولم يوجد المال؟!
هل سنموت جوعا؟
كلا.
هل سنتعرى؟
كلا
هل سنفقد المأوى؟
كلا
الا تدري ان المال مال الله بمعنى انه يورث.
ومالا ميراث له لا عمل له ومالا عمل له لا علم له.
لذا فلنعلم جيدا ان رزقكك ليس فقط من يأتي عن طريقك بل قد يأتي عن طريق غيرك، فطالما أصبح عائدا عليك ومن نصيبك ومعطى لك فهو ملكك وانت تستحقه جيدا.
لذا فلنتخلص من المعتقد الخاطئ ان بعضنا غني وبعضنا فقير واننا طبقات. كلا. بل كلنا سواسية طالما نعمل ونبذل ما في وسعنا.
الا تدري ان الفقير له حق في مال الغني.
الي متى سنظل في الوهم وتحت سطوته بدافع مظهر كذاب الا تدري ان الزينة الفاتنة هى عين الظاهر لذا من كان ظاهره حسنا كان باطنه سيئا، وذلك يرجع لفطرة البشر القائمة على عداء النفس للقلب. نعم وهذا يرجحه أننا نسمع كثيرا من رجال الدين ان الخلق نوعان باطن وظاهر فالباطن يشمل ما بينك وبين الله واما الظاهر ما بينك وبين الناس، وشتان ان يلتقي الاثنان لان القاعدة تقول من المستحيل ان يجمع فرد بين ارضاء الله وارضاء الناس.
فالجمال الحقيقي جمال الجوهر لا القالب أو المظهر.
فهذا لا يعني ان لا نسعى لتغيير ما يبدو قبيحا في نظرنا.
ليس هذا هو المقصد.
فقط الفكرة تقوم على شئ واحد.
إنه {تغيير القناع }
َمع الحفاظ على سريرتك وقناعاتك والاحتفاظ بها.
الرؤية ليس هى المحقة وليست هى المرجع بل الجميل سيظل جميل لكن الرؤية ليست منوطة-قائمة - على الجمال بل هى قائمة على النفع والصلاح.
ولكن لعل سائل يسئل؟مآ ضابط الصلاح
اقول لك اخي ان الصلاح والجمال لا يلتقيان.
لماذا؟!
فهما بمثابة الخير والشر. وهما لا يجتمعان إما هذا وإما ذاك.
ولكن ما البرهان : إنه حديث (خير الأمور الوسط)
فالوسط هو الخير والصلاح.
بخلاف الجمال فهو شئ فائق ولا يمت الي الوسطية بصلة، بل هو شئ متعالي بارز شديد الالتفات شاذ في حد ذاته.