شموع سارة وماضيها الجزء الثاني

شموع سارة وماضيها الجزء الثاني

0 المراجعات

تغلق سارة نوافذ افكارها المتشعبة وتكف عن طرح الاسئلة لنفسها وتجري مسرعة للمطبخ وتقوم بإعداد الفطور مع بقية الخدم والذين  هم الطباخالماهر خليل والذي تعتبره بمثابة اب روحي لها وداعمها الاول تلقي التحية عليه بوجهٍ بشوش قائلة :' صباح الخير شيف خليل كيف حالك اليوم ؟'ويبادلها هو كذلك بشاشة الوجه قائلًا :' صباح الخير بنيتي سارة , انا بأفضل حال وانتِ؟' وتلقي ايضًا التحية على زوجته التي تعمل مساعدة نظافةفي هذا المنزل السيدة منال 'صباح الخير سيدة منال ' لكن لسوء حظ سارة كانت السيدة منال من الفئة التي لا تروق لهم سارة او ايجابيتهااللامتناهية وكانت تمقتها برغم محاولات زوجها في اقناعها ان سارة لا تصطنع هذا كله وانما هذه هي طبيعة شخصيتها ومع كل محاولة كانت تصرالسيدة منال على تصنع هذه السارة لإخفاء خبثها  وبدؤا جميعًا في تجهيز مائدة الفطور ويسمعوا من خلفهم صوت دقات كعب حذاء فيصيبهمالتوتر فهذه هي حذاء سيدة هذا المنزل المرموق السيدة ثريا طويلة القامة ذات البياض الشاحب والعيون الضيقة قليلة الكلام كثيرة نظرات الامتعاضالتي تتصف بالدقة في مواعيد الاعمال في كل امور حياتها والتي وبالتأكيد اول الكارهين لسارة وكثيرة التعليق على افعالها والتعديل على اعمالهافالمنزل بل كانت تشعر بالتسلية عند اهانتها او جرحها ولكن الذي كان يشغل بال سارة من ناحية السيدة ثريا هو سؤالٌ واحد 'إذا كانت السيدة ثرياتكن كل هذا الكره لي لماذا إذًا تصر بكل جهدها على عملي في منزلها ؟!' قالت لهم السيدة ثريا بإسلوب يحوي في طياته القليل من السخرية ' هليسمح لي بمعرفة سبب تأخير الفطور اليوم لعشرة دقائق سيدة منال ؟ ‘ قالت منال ولسانها لا يكاد يخرج الحروف من قلقه زوجي السيد خليلسيدتي شعر بقليل من التوعك هذا الصباح وعندما شعر انه يستطيع ان يعد الطعام فعل ‘ ردت السيدة ثريا المرموقة وعيونها ترفض ما سمعت  ‘ اظنان زوجك قد هَرِم ولا يستطيع مباشرة الاعمال مثل سابق عهده وسأحتاج لتغييره في اسرع وقت ‘ اسرعت منال بمباشرتها القول : ‘لا سيدتي لاصدقيني هو مجرد توعك والان يشعر بصحة جيدة ‘ , انتهى حوارهما وجلست افراد العائلة على مائدة الطعام والتي تتكون من خمسة من الافرادالسيدة ثريا واولادها الثلاث سند ومجد وحمد وبنتها المدللة سارة فنادى السيد سند الخادمة سارة قائلًا : ‘ سيدتي شمعة هل يمكن ان تجلبي ليالمزيد  من عصير البرتقال ‘ فنظرت له امه في شعلة من غضب قائلة : ‘ألن تكف عن افعالك السخيفة هذه ! ؟ ‘ رد قائلًا بهدوء : ‘ تعرفين متى وكيف سأكف عنها  ‘ وترك المائدة ومضى , ولا احد يعلم من الحاضرين مالذي يدور بين السيدة ثريا وابنها سند ؟ وما علاقة سارة بذلك ؟ ولم تغضب عندما يناديها  شمعة ؟ , وبعد الفطور تنظر سارة لصورة فالحائط وهي شاردة الفكر , انها صورة السيد سليم سيد هذا المنزل والذي توفى منذ خمسة اعوام وهو رجل انيق قد بلغ من العمر قبل وفاته خمسون عامًا ودائما ما كان يجذب انتباه سارة فيه هو لون عيونه العسلية التي ورثها منه ابنه السيد سند , وكان يراقبها في خفية السيد سند بكل خيبة امل على نظراتها لوالده , وتخرج من جيب فستانها صورة قديمة لامرأ ة ثلاثينية قائلة : ’ اشتقت لكِ يا امي ‘ , وتنتبه سارة لوجود السيد سند وظهر هو نفسه قائلا : ’ هل تودين رؤيتها  ؟ ‘ فترد ’ لا يمكنني سيدي سند فكما اعرف لقد توفت امي منط كنت فالعاشرة من عمري ’ رد عليها قائلا  ’ اجل اجل لقد نسيت اعذريني واين باقي عائلتك ؟ قالت : ’ لا اعلم فأنا هنا منذ بلوغي الرابعة عشر وقبل طلك كنت في الملجأ وقد قالوا لي اني يتيمة الاب والام . يتبع فالفصل الثالث ..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة