قصة المرآه العتيقة

قصة المرآه العتيقة

0 المراجعات

 "المرآة العتيقة"

في أحد الأحياء الهادئة، كان هناك منزل قديم يشتهر بجماله التاريخي لكنه كان يثير دائمًا فضول جيرانه. هذا المنزل كان يملك مرآة عتيقة ذات إطار مزخرف، والتي كانت دائمًا موضوعًا لقصص الرعب التي تُحكى للأطفال. مرآة المنزل كانت مستطيلة، ومحفورة بتفاصيل دقيقة، وعُرفت بأنها تلتقط الضوء بشكل غير عادي في المساء.image about قصة المرآه العتيقة

ذات يوم، قررت مريم، وهي مصممة ديكور طموحة، شراء هذا المنزل القديم. كانت تحلم بإعادة تأهيله وتحويله إلى مكان حديث وجميل. بينما كانت تعمل على تجديد المنزل، قررت أن تحتفظ بالمرآة العتيقة كقطعة فنية مميزة. لم تكن تعرف الكثير عن تاريخها، ولكن جمالها العتيق كان يشدها.

بعد أسابيع من العمل الشاق، جاء اليوم الذي انتقلت فيه مريم إلى منزلها الجديد. كانت المرآة العتيقة قد وُضعت في غرفة المعيشة، حيث كانت تعكس الضوء الطبيعي وتضيف لمسة سحرية إلى المكان. مع مرور الأيام، بدأت مريم تلاحظ شيئًا غريبًا. في كل مرة تقترب من المرآة، كانت تشعر بقشعريرة غامضة، وكأن شيئًا غير مرئي يراقبها.image about قصة المرآه العتيقة

في إحدى الليالي، بينما كانت مريم تستعد للنوم، سمعت صوتًا خافتًا يأتي من غرفة المعيشة. كان الصوت يشبه همسات أو أنينًا خافتًا. قررت أن تتجاهل الأمر، ظنًا منها أن الصوت يأتي من تسرب الهواء أو من الأجهزة الكهربائية. لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بالقلق.

بينما كانت تحاول النوم، شعرت فجأة بشيء ثقيل يجثم على صدرها. فتحت عينيها لترى الظلام من حولها، وسمعت همسات تزداد قوة. قررت أن تتحقق من الأمر وخرجت إلى غرفة المعيشة، حيث كانت المرآة العتيقة تلمع في ضوء القمر الذي يتسلل عبر النوافذ. اقتربت مريم من المرآة، وسألت بصوت عالٍ: "هل هناك أحد هنا؟"

لم يكن هناك جواب. لكنها لاحظت شيئًا غريبًا في انعكاس المرآة. بدلاً من أن تعكس فقط الغرفة، كانت المرآة تظهر مشهدًا مختلفًا. في الانعكاس، بدت الغرفة وكأنها عادت إلى وضعها القديم، مليئة بالأثاث القديم الذي لم يكن موجودًا في الواقع.

بدأت مريم تشعر بالخوف عندما لاحظت أن انعكاس المرآة يظهر شخصًا غريبًا يقف خلفها. الشخص كان يرتدي ملابس قديمة وقبعة ذات حافة واسعة، ووجهه كان مغطى بشحوب قاتم. كانت عيونه عميقة وكأنها تخترق الروح. حاولت مريم أن تدير رأسها لتتأكد مما رأته، ولكن لم يكن هناك أحد خلفها.

قررت مريم أن تذهب إلى مكتبة المنزل القديمة التي اكتشفتها خلال عملية الترميم، حيث عثرت على سجل تاريخي يتعلق بالمنزل. قرأت أن المرآة العتيقة كانت في الأصل ملكًا لعائلة نبلاء قديمة، وأنها ارتبطت بعدد من الحوادث الغامضة والمآسي. كانت هناك قصص عن أفراد من العائلة الذين اختفوا بشكل غامض، والعديد من الشهادات التي تتحدث عن أصوات وهمسات تأتي من المرآة.

في إحدى الليالي، بينما كانت مريم تقرأ في السجل، شعرت بالمرآة تثير فضولها أكثر. اتخذت قرارًا بأن تراقب المرآة بشكل مستمر خلال الليل لتكتشف السر الكامن وراءها. في تلك الليلة، جلست على مقعد بالقرب من المرآة وأشعلت شمعة. بدأت مريم تراقب المرآة بتركيز شديد، وكانت الأصوات تزداد تدريجياً.

فجأة، انكسرت الشمعة وساد الظلام. سمعت مريم صوت زجاج ينكسر، وعندما عادت الإضاءة، لاحظت أن المرآة قد شُقت بشكل غريب. في الانعكاس، كان هناك مشهد مظلم ومرعب؛ كانت المرآة تعكس مكانًا مظلمًا ومخيفًا، حيث كان الظلام يعم كل شيء.

بينما كانت مريم تحاول فهم ما تراه، شعرت بشيء بارز يتحرك خلفها. نظرت إلى الوراء ووجدت نفس الشخص الغريب الذي رأته في المرآة، ولكن هذه المرة كان أقرب إليها. الشخص كان يقترب منها بخطوات بطيئة، وأصوات همساته أصبحت أكثر وضوحًا.

أصبحت مريم في حالة من الذعر. ركضت إلى الخارج، ولكن عندما نظرت إلى المرآة مرة أخرى، وجدت أنها أصبحت أكثر تشققًا. بدأت المرآة تتشقق بشكل متسارع، حتى بدا وكأنها على وشك الانهيار. في لحظة من اليأس، قررت مريم أن تزيل المرآة من الجدار.

عندما نزعته، سقطت المرآة على الأرض وتكسر زجاجها إلى قطع صغيرة. عندها، بدأ كل شيء في المنزل يهتز بشكل غريب، وكأن هناك قوى غير مرئية تحاول منعها من التقدم. مريم شعرت بوجود قوى مظلمة تحيط بها، وسرعان ما خرجت من المنزل بشكل عاجل.

في اليوم التالي، قررت مريم أن تترك المنزل خلفها. لم تستطع تحمل الغموض والخوف الذي كان يرافقها. قررت بيع المنزل، ولكنها لم تذكر أبداً ما حدث معها. وبالرغم من محاولة العديد من الأفراد شراء المنزل، إلا أن الجميع كانوا يشعرون بشيء غريب تجاهه. ظل المنزل مهجورًا، وبقيت المرآة العتيقة جزءاً من الألغاز التي لا يمكن تفسيرها.

في نهاية المطاف، أصبح المنزل والمرآة جزءاً من الأساطير المحلية، ومرت الأيام دون أن تعود مريم إلى ذلك المكان. ولكن قصص الرعب عن المرآة العتيقة استمرت في إلهام الخوف في قلوب من سمعوا عنها، وأصبحت جزءاً من الحكايات التي تُروى في الأحياء المجاورة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

24

متابعهم

358

مقالات مشابة