يوميات كاتب ابن خلدون

يوميات كاتب ابن خلدون

2 المراجعات

يـــــوميــــــــــات كـــــــــاتــــــــــب

 

أهلاً بك يا صديقي هل تسمح لي بأن نصبح أصدقاء؟ سأكون سعيدًا للغاية إذا قبلت صداقتي, اليوم هو اليوم الأول الذي قررت فيه كتابة يومياتي... تجربة جديدة أشاركك فيها تفاصيل قد تبدو عادية، لكنها تحمل في طياتها الكثير.

نسيت أن أبدأ بتعريف نفسي: اسمي خلدون. ماذا عنك؟ ما اسمك؟                              "عاشت الأسامي!" ربما تشعر بالدهشة من اسمي، أليس كذلك؟ لا تقلق، أنا أيضًا لم أعتد عليه تمامًا

 في الحقيقة، لا أستطيع أن أقرر إن كنت أحبه أم لا, لكن، دعني أشاركك المفاجأة الأكبر. ..اسمي الكامل هو... "ابن خلدون"! نعم، تمامًا كما قرأت. يبدو وكأنه اسم خرج من أعماق التاريخ، أليس كذلك؟

جدي هو من أصر على أن يُطلق علي هذا الاسم. لست فيلسوفًا، ولا مؤرخًا، ولا شيء من سلالة ابن خلدون الشهير، لكن جدي؟ آه، هو قصة أخرى. حلم ذات ليلة حلمًا غريبًا، ومنذ تلك الليلة كان مصممًا أن يحمل أحدنا هذا الاسم العظيم.

والآن، دعني أختبرك يا صديقي: هل تستطيع تخمين عمري؟

أعلم أن الأمر يبدو غريبًا، أليس كذلك؟ أن تحمل اسمًا كبيرًا كهذا دون أن تكون جزءًا من عالم الفلسفة أو التاريخ. لكن، هناك شيء في هذا الاسم يُشعرني أحيانًا بأنني أحمل مسؤولية غير مرئية ربما بسبب إصرار جدي الغريب، وربما بسبب الحلم الذي لم يُفصح عنه كثيرًا  كل ما أعرفه أنه استيقظ ذات صباح وعيناه تلمعان بشيء من الغموض، وأخبر والدي أنه لا بد أن يسميني "ابن خلدون".

الشيء المثير للاهتمام هو أنني كلما كبرت، شعرت أن هذا الاسم ليس مجرد صدفة، بل جزء من رحلة لم تبدأ بعد. ربما الحلم الذي رآه جدي كان مقدمةً لحكاية لم تُكتب بعد.

لكن دعني أعدك يا صديقي، هذه اليوميات قد تكشف لك أكثر مما تتوقع. قد لا أكون فيلسوفًا أو مؤرخًا، لكنني كاتب، والكتاب يعرفون كيف يحولون الأحلام إلى قصص، والأسماء إلى مصائر.

والآن، قبل أن أشاركك المزيد، أريد أن أعرف... هل خمنت عمري؟

قبل أن أخبرك بعمري، أردت أن أشاركك شيئًا آخر يشغلني هذه الأيام. كنت أفكر كثيرًا في *سياسة التخلي* في العلاقات. هل سمعت عنها من قبل؟ 

هي ليست مجرد فكرة عابرة، بل تبدو وكأنها قاعدة غير مكتوبة. في لحظة ما، تجد نفسك تتساءل: هل الأفضل أن تتمسك أم تترك؟ البعض يقول إن التخلي هو نوع من القوة، والبعض الآخر يعتبره نوعًا من الهروب. لكن الحقيقة، يا صديقي، أن التخلي قد يكون أصعب قرار يمكن أن تتخذه في حياتك. 

أحيانًا نتخلى لأننا نحتاج إلى مساحة، وأحيانًا لأننا نبحث عن أمان لم نجده في العلاقة. هل التخلي هو الحل؟ أم أنه مجرد هروب من مواجهة الو سأخبرك اليوم عن رحلة *تخلي* مررت بها، وأعتقد أنها كانت واحدة من اللحظات الفارقة في حياتي. كنت في الثانية عشرة من عمري... هل خمّنت الآن كم هو عمري الحقيقي؟

في تلك الفترة، كنت محبوبًا للغاية بين أصدقائي، وكان لدي الكثير منهم، كل واحد منهم مميز بطريقته الخاصة. ولكن، كان هناك صديق واحد تميز عنهم جميعًا، صديق كنت أفضله على الجميع... اسمه كان "رَهاف". ربما يبدو لك الاسم غريبًا، لكن رَهاف كان صديقي الأقرب، الشخص الذي شعرت معه بالأمان وبأنني أفهمه ويفهمني. 

كنا نلعب معًا، نذاكر معًا، نبكي معًا، بل حتى كنا نتفلسف معًا عن الحياة وما تخبئه لنا. علاقتنا كانت تبدو أقوى من أن يكسرها شيء. لكن في يومٍ لم أكن أتوقعه، تغير كل شيء.صديقي، الذي كنت أفضّله على الجميع، بدأ بنسج خيوط من الكذب بيني وبين بعض أصدقائي الآخرين، أولئك الذين تركتهم لأجله. ببطء، أوقع بيننا الضغينة، حتى أصبح الجو مشحونًا دون أن أدرك السبب. وذات يوم، اجتمع الجميع فيما بدا وكأنه خطة مدروسة، وأخبروني بأننا سنلتقي جميعًا في أحد الفصول المهجورة، خلف مبنى الكانتين، بحجة اللعب معًا كما كنا نفعل دائمًا.

لم أشك للحظة في نواياهم، وذهبت. وكان رَهاف، صديقي المقرب، بجانبي كعادته. ظننت أن كل شيء على ما يرام، ولكن عندما وصلنا إلى ذلك المكان المهجور، تجمّعوا من حولي. وفجأة، حدث ما لم أتوقعه، ما طعن قلبي بعمق.

اللحظة التي كنت أثق فيها أنني بين أصدقاء، تحولت إلى لحظة خيانة مؤلمة.

انهالوا عليّ بلا رحمة.لم أفهم في البداية، كانت الصدمة أكبر من أن أستوعبها. كل تلك الوجوه التي اعتقدت أنها مألوفة، كل هؤلاء الأصدقاء الذين ظننت أنهم يحمون ظهري، تحولوا في لحظة إلى أعداء. كلماتهم كانت كالخناجر، تملأ المكان بصدى خيانة لم أكن مستعدًا لها. لم يكن الألم جسديًا فقط، بل كان عميقًا، يتغلغل في روحي. 

لكن الأسوأ من كل هذا؟ كان رَهاف، صديقي المفضل، واقفًا بينهم، يشاركهم في الهجوم. ذلك الشخص الذي كنت أعتبره نصف روحي، كان هو من خطط لهذا المشهد القاسي. لم ينطق بكلمة، فقط نظراته كانت كافية لتأكيد خيانته. 

في تلك اللحظة، لم أعد أشعر بالضربات التي تتساقط على جسدي، بل شعرت فقط بانكسار داخلي، وكأن شيئًا في داخلي قد تحطم ولن يعود كما كان.

عيناي كانت متسمرة على رَهاف، تملؤهما الدموع، وداخلي يمتلئ بتساؤلاتٍ لم أكن أجرؤ على طرحها بصوت عالٍ. *لماذا يا صديقي؟* لماذا تفعل هذا بي؟ لماذا تخليت عني بهذه السهولة؟ 

رأيت في عينيه برودًا لم أعهده من قبل، وكأن شيئًا قد تغيّر للأبد. شعرت بأن قلبي، الذي كان ينبض بثقة تجاهه، قد تحوّل إلى قطع صغيرة متناثرة، لا أمل في إصلاحها. الألم في داخلي كان يتجاوز ما يمكن للكلمات وصفه. كان قلبي يبكي، لكن بصوت مخنوق، صوت لا يسمعه أحد سواي، وكأن النحيب داخلي قد انقطع عن الحياة تمامًا.

في تلك اللحظة، لم يكن الألم مجرد خيانة صديق، بل شعرت وكأن جزءًا مني قد مات، وأن الثقة التي بنيتها بسنوات قد انقلبت ضدي في لحظة.

لم تكن هذة هي النهايه ولكن كان بداية وأول درس في التخلي 

أنتظرني يا صديقي المقاله القادمه لاخبرك ماذا حدث بعد وهذا كان يوما من يومياتي وانا صغير فهل خمنت الان كم عمري اليوم ؟

اكتب اليك

ابن خلدون

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

5

متابعهم

8

مقالات مشابة