يوميات شاب فلسطيني

يوميات شاب فلسطيني

1 المراجعات

هذة القصة التي  تدور أحداثها خلال يوم في غزة، تعكس الحياة اليومية وتفاصيلها من خلال عيون شاب يكافح لتحقيق أحلامه رغم الصعوبات. هذه الرواية تستعرض الصراع اليومي من أجل الحياة والأمل.


---

احلام سعيده   

في الصباح الباكر، وبينما كان الشاب أحمد يخرج من بيته المبني على أطراف مخيم الشاطئ في غزة، حملت الريح الباردة رائحة البحر الممتزجة برائحة القهوة التي تتصاعد من أكواب الجيران. كل شيء كان يبدو هادئًا، لكن الهدوء في غزة ليس إلا إشارة لبداية يوم جديد من الكفاح.

اتجه أحمد إلى الجامعة، حيث يدرس الهندسة المدنية، ويحلم بأن يكون قادرًا يومًا ما على بناء شيء لا تقدر القنابل على هدمه. كان الطريق الطويل والمزدحم يوحي بحياة طبيعية، لكنه يعرف أن هذه الحياة محاطة بقيود ثقيلة. في كل يوم يسير أحمد، يدرك أن الشوارع والمباني تحكي قصصًا قديمةً من النضال والصبر، حتى أن حجارة الطرقات التي يدوس عليها كانت شاهدةً على ماضٍ مليء بالدموع والدماء.

بينما كان يسير نحو محطة الحافلات، التقى بأحد أصدقائه، محمد، الذي كان متجهًا للعمل في ورشة والده. تبادلا الأحاديث، كما يفعلان دائمًا، متحدثين عن أحلامهم وآمالهم التي تتجاوز كل الحدود. كانا يحلمان بأشياء بسيطة، لكنها تبدو في غزة كبيرةً وعظيمة؛ حياة كريمة، مستقبل آمن، وبيت يحتضن عائلتيهما دون خوف.

وصل أحمد أخيرًا إلى الجامعة، ووجد أصدقاءه يجتمعون في قاعة المحاضرات، حيث يحضرون لمحاضرة الهندسة التي يحبها بشغف. خلال المحاضرة، كان الأستاذ يشرح نظريات هندسية حديثة، لكن أحمد كان يفكر في كيفية تطبيق هذه النظريات في واقع غزة، حيث تُفَكك البنى التحتية بدلًا من أن تُبنى، وحيث يظل البناء حلمًا مستحيلًا للعديد من الشباب.

انتهت المحاضرات في الظهيرة، وذهب أحمد مع زميلته ليلى، التي تُعدّ أيضًا شغوفة بالمستقبل. ذهبا إلى مقهى صغير قريب، حيث تبادلا الحديث عن مشاريعهم وأحلامهم. كانت ليلى تحلم ببدء مشروعها الخاص لتعليم الأطفال، أما أحمد فكان يحلم بأن يعمل في شركة هندسية خارج غزة، كي يتعلم ويعود حاملًا معه خبرات تساعده في بناء مدينته. لكن هذا الحلم كان يبدو بعيد المنال بسبب الحصار والحواجز التي تفصلهم عن العالم الخارجي.

وبينما كانا يتحدثان، سمعا صوت انفجار بعيد. الجميع تجمدوا لوهلة، وتبادلوا نظرات القلق. كان الانفجار تذكيرًا بأن الهدوء لا يدوم طويلًا في غزة. أخذ أحمد نفسًا عميقًا، وعاد لتفكيره: هذا هو الواقع الذي يعيشونه، ولابد من الاستمرار رغم كل شيء.image about يوميات شاب فلسطيني

في المساء، عاد أحمد إلى بيته، وكان أفراد عائلته يتجمعون حول المائدة المتواضعة، التي كانت تحتوي على بعض الخبز والشاي. تبادلوا أطراف الحديث وضحكوا من النكات التي يلقيها والده للتخفيف من توتر اليوم، ورغم بساطة العشاء كان الجو مشبعًا بالحب والتكاتف.

بعد العشاء، جلس أحمد في شرفته الصغيرة ينظر إلى السماء، حيث كان القمر يعكس ضوءه الخافت على بيوت المخيم. شعر بشيء من الأمل يلامس قلبه؛ الأمل الذي يراه كل يوم في عيون أهله وأصدقائه، وفي الأحاديث التي يتبادلها مع زملائه. كانت غزة بالنسبة له ليست مجرد مدينة محاصرة، بل هي مدينته التي يحبها، ويود أن يراها تنهض من جديد.

ختم أحمد يومه في دفتره مذكراتة فيه أفكاره وأحلامه، وكتب في آخر صفحة: "ربما لا أستطيع أن أغير العالم، لكنني سأبذل جهدي لأحيا في هذا العالم بعزيمة. سأنجح رغم كل الظروف، سأبني حلمي هنا على هذه الأرض، وأغرس بذور الأمل في كل زاوية من زواياها. يوماً ما، ستنهض غزة."

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

3

مقالات مشابة