ألف ليلة وليلة والراوية الحسناء شهرزاد ~ الجزء الثاني
الليلة الرابعة
راح الملك شهريار يجوب جناحه الملكي جيئة وذهاباً في عصبية ثم صاح قائلاً: يا سياف …، يا سياف
أتاه السياف شاهرا سيفه قائلا في احترام : أمر مولاى فبادره شهريار بقوله: ابق رهن إشارتى جاهزا مستعدا لنظرتى عندما أناديك تاتى والسيف بين يديك
والان انصرف …. ثم قال محدثا نفسه : لابد لى من انتصر عليك يا شهرزاد فلا احد استطاع ان يأسرني وقد بلغت قمة العناد عدا أنت يا ساحرة الفؤاد
أتاه صوت شهرزاد من خلفه وهى تقول : سمعتك تتحدث عن العناد والفؤاد …. ما الخطب ؟ أيوجد في البلاد من هو اشد من شهريار فى العناد
ابتسم شهريار وقال : لا تهتمى يا مالكة الألباب فقد شردت لحظات فى الكون الخلاب
نظرت إليه شهرزاد وقالت بنبرة ذات مغزى : ومالى أري السياف يجلس خارج بابنا أليس له دار لها باب مثلنا
ارتبك شهريار لكنه تظاهر بالدهشة وقال في انفعال : السياف !!! وماذا يفعل ذلك السياف هنا عندنا ؟
أجابته شهرزاد : يبدو أنك قد سئمت حكاياتى فطلبت من السياف ان ينهى حياتى بأن يطير رأسى يا مليك قلبى ونفسي
انهار شهريار تماما أمام عذوبة الكلمات التى نطقتها شهرزاد فنادى السياف وصاح فى وجهه قائلاً: أغرب عن وجهى أيها السياف اللئبم ولا تأتى ثانية بدون اذن كالبعير السقيم
وبعد ان انصرف السياف التفت شهريار محدثا شهرزاد قائلا: لن يعكر مخلوق ما صفو مجلسنا ،،،، والان عودى بنا إلى عواد والمكير الذى أتى به من آخر البلاد
أبتسمت شهرزاد وقالت : بلغنى أيها الملك الجسور شديد السرور ان المكير عندما أخبر عوادا بأنه على موعد النظير سأله عواد : وماذا يكون النظير ؟ رد عليه المكير قائلا: ليس ماذا وإنما من يكون النظير ؟ فقال عواد : حسنا ومن يكون النظير ؟
اجابه المكير في ثقة قائلا: النظير هو انت يا صاحب المكير
فسأله عواد : نظير من ؟
فأجابه المكير : نظير للملك المهزوز الذى يعيش في صحراء اللوز
ثم تابع قوله: سوف أمنحك من القوة ما يضاهى قوة المهزوز بل ويفوقها في النفوذ
وهنا ارتفع صوت انثوى يقول فى سخرية: هل نسيت نفسك أيها المكير ؟ أم انك غارق في غرورك الكبير ؟
ارتعد عواد عند سماع تلك الكلمات فقد تلفت حوله ولكن لم يرى من المتحدث وهنا أتاه نفس الصوت الأنثوي قائلا: لا تخف يا عواد فأنا أكليل الندى ملكة فتيات الأمطار الجنيات الصغار وسوف أمنحك الطاقة الرهيبة التى تمكنك من السير في رحلتك العجيبة
وهنا تحدث المكير قائلآ: العفو يا أكليل الندى فأنا لم اقصد ان مجهودك سيذهب سدى
فقالت إكليل الندى : لا تضيع الوقت فى التوسل والسماح واذهب انت وعواد إلى العراف الفلاح فى بستان التفاح
وادرك شهرزاد الصبآح فسكتت عن آلكلام المباح
الليلة الخامسة
دخلت شهرزاد إلى الجناح الملكى لتجد شهريار مستغرقا فى تفكير عميق لدرجة أنه لم يشعر بوجودها فقالت له : ما الذي يشغل بال الملك ويجعله سابحا في الفلك
انتزعته عبارتها من أفكاره فقال لها : إنى أفكر في عواد الذى اتى من آخر البلاد واحاول أن استنتج ما هو مقدم عليه عند ذلك الميعاد
ضحكت شهرزاد وقالت : ألا تستطيع الانتظار حتى أقص عليك منه بعض الأخبار
أبتسم شهريار وقال : لا يمكننى ان ان انتظر فأكملى حكايتك
استهلت شهرزاد حديثها قائلة: بلغنى أيها آلملك المفكر الذى يريد سماع اكثر ان عواد حين سمع الجنية إكليل الندى وهى تصيح بصوت كالصدى إلى المكير الخبير بأن يسرع فى الذهاب إلى العراف الفلاح فى بستان التفاح ليعطيه المفتاح كى يستطيع الذهاب إلى الملك المهزوز فى صحراء اللوز وقد جمع اغراضه وسار بصحبة عواد جاره إلى بستان التفاح وهناك كانت خيمة سوداء يعتلى قمتها تفاحة سوداء وينبعث من المكان دخان البخور الذي فى الفضاء يدور وما ان اقتربا من الخيمة حتى سمعا صوتا يقول : توقفا ولا تتحركا حتى اتى اليكما
وخرج من الخيمة العراف الفلاح ويستقر فوق رأسه تاجا من التفاح فقال محدثا المكير : مالذى أتى بك إلى هنا أيها المكير ألا تعلم بأننى أستطيع أن احولك الى بعير
تنحنح المكير قائلا : العفو أيها العراف الكبير فقد جئت طالبا للعون بعد ان استنفدت الكثير
سأله العراف : وقد أتيت إلى هنا كى أعطيك المفتاح
اجابه المكير : بالضبط فأنا أريد المفتاح يا ملك التفاح
واخبره العراف الفلاح بأنه سوف يعطيه المفتاح ولكن بثلاثة شروط بدونها يكون مثل شجر البلوط
وادرك شهرزاد الصبآح فسكتت عن آلكلام المباح