ألف ليلة وليلة والراوية الحسناء شهرزاد

ألف ليلة وليلة والراوية الحسناء شهرزاد

3 المراجعات

آلف ليلة وليلة 

كانت ولا تزال روايات ألف ليلة وليلة مصدر لإلهام العديد من الكتاب لعقود طويلة لإحتوائها على العديد من القصص ذات الخيال الخصب المليء بالغموض والتشويق والإثارة والمغامرات وكل ذلك فى إطار الرواية التى تسردها الفاتنة شهرزاد على مسامع الملك شهريار الذي يكون دائما متشوقاً لمعرفة تفاصيل الأحداث المثيرة في رواية شهرزاد التى استطاعت بذكائها الحاد أن تجعل الملك شهريار يعيش بكامل حواسه مع أبطال رواياتها

الليلة الأولى

حان موعد الراوية الحسناء شهرزاد لتلقي بحكاية على مسامع الملك شهريار وقد استهلت حديثها قائلة: بلغنى أيها الملك الكبير ذو الحظ الوفير أن هناك قرية على ضفاف نهر صغير  يسكنها عدد غفير وكان من بينهم رجل مكير  يعيش في بيت ليس بكبير يقال له الخبير

وذات يوم زاره شابا ذو وجه ممتلئ  على عصاه يتكأ وسأله ألست انت الخبير المكير

اجابه الخبير نعم أيها الشاب العجوز

ارتاب الشاب في أمره وسأله وكيف علمت أنى عجوز  هل لاننى أتوكأ على عصا أم ماذا؟

اجابه المكير قائلا: لا ليست عصاك  التى عليها تتكيء وإنما هى  شعرة من شعرك بيضاء بالعجز تمتلىء وانت غريب وانا المكير  وداهية في التفكير فأنت عجوز  أتيت إلى لأكشف لك عن سر الكنوز الدفينة في صحراء اللوز  وتخضع لسيطرة الملك المهزوز ذات العيون الفيروز

نظر اليه الفتى العجوز وقال له : وكيف عرفت كل هذا أيها المكير

أبتسم المكير واجابه قائلا: أنا الذى أرسلت إليك الطائر المسحور  من بلاد النور وقد سحرك وأرشدك إلى مكانى هذا وكنت بانتظارك عند غياب النور

نظر اليه الشاب وقال : ولماذا اخترتنى أنا للقيام بذلك

اجابه المكير بصوت كالهدير لأنك فى سلالتك انت الأخير

وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح 

الليلة الثانية 

سارت شهرزاد في الممر الطويل داخل القصر الملكي الذي تزين بالأزهار الجميلة وانبعثت منه رائحة البخور بعطر المسك المميز وما ان وطأت قدماها حجرة الملك شهريار حتى استقبلها في لهفة قائلا: أين كنت يا فاتنة القصر فانا انتظرك على أحر من الجمر

ابتسمت شهرزاد وقالت : أحقا كنت تنتظرني يا مليك الفؤاد أم انت متلهفا لسماع حكاية عواد?

سألها شهريار: ومن يكون عواد؟

أجابته قائلة: ذلك الشاب العجوز ألذى يبحث عن كنز الكنوز

فبادرها شهريار بقوله: اكملى الحكاية يا أميرتي 

ضحكت شهرزاد وقالت: بلغنى أيها الملك الكبير ذو الحظ الوفير ان الشاب العجوز كان يطلق عليه أسم عواد وقد جاء من آخر البلاد مسحورا يقصد الخبير المكير الذى دبر له هذا العمل الكبير ليصحبه فى رحلة تبدأ عند غروب شمس الأصيل

لم يستطع شهريار ان ينتظر اكثر فقال لها: كفاك تشويقا واكملى

أبتسمت شهرزاد قائلة: بلغنى أيها الملك الكبير ذو آلحظ الوفير ان الشاب العجوز عواد عندما اخبره المكير بانه الأخير في سلالته فسأله وما هى سلالتى ؟

أجابه المكير قائلا: ان سلالتك تنحدر من سلالة الطاووس التى تؤثر في جميع النفوس

بهت عواد من سماع كلام المكير فقد ادرك انه اتى من اخر البلاد  ليكون على استعداد للقيام برحلة مجهولة الأبعاد تحت قيادة المكير شديد العناد وتبادر إلى ذهنه سؤال لم يخطر على بال

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

الليلة الثالثة 

داخل الجناح الملكى انتظر  الملك شهريار  قدوم شهرزاد وفي الحقيقة انها لم تتأخر عن موعدها ولكن بركان الفضول المشتعل داخله كان على وشك الانفجار فقال محدثا نفسه: ماذا دهاك يا شهريار ؟ لماذا تبقى على حياتها ؟ هل أصبحت تابعا لحكاياتها ؟ أم رجعت طفلا ينتظر والدته لتقص عليه أسطورةً من عالم الخيال ؟ ثم ماذا عنها هى ؟ من تكون ؟ فتاة بسيطة أم ساحرة طاغية أم ……، انتزعه من أفكاره دخول شهرزاد بابتسامتها الرائعة وهى تقول : مرحبا أيها الملك الشديد ذو الفكر السديد

تلاشت كل تساؤلاته وانفعالاته امام ابتسامتها وابتسم بدوره قائلا: مرحبا يا راوية العجائب من الزمن الغائب

ردت عليه بنفس الابتسامة قائلة: ما خطبك اليوم يا مليكى فقد اتيت فى موعدى غير متأخرة على شريكى

انفعل شهريار وقال : شريكك ؟ ومن يكون شريكك؟

تعالت ضحكة شهرزاد وقالت : وهل يوجد لى شريك مثلك ملك على عرشه يتكأ

ابتسم شهريار وقال : إذن تابعى حكايتك

استهلت شهرزاد حديثها قائلة: بلغنى أيها الملك الغيور غير الصبور ان عواد تبادر إلى ذهنه سؤال لم يخطر على بال وهو لماذا فعل المكير كل هذا من اجل ان يحضره فلابد من انها حيلة ماكرة ليدفعه إلى رحلة هائلة ليجنى هو ثمارها ولكن لا يوجد لديه خيار سوى إطاعته فهو لا يستطيع العودة إلى دياره بدون ذلك المكير الداهية فى التفكير  لذلك عليه هو الاخر ان يعرف سبب اختيار المكير له … لذا فقد سأله : ماذا تريدنى ان افعل ايها المكير ؟

اجابه المكير : لا شيء سوى الطاعة حتى أمنحك الطاقة

زادت حيرة عواد فساله أية طاقة تقصد والى اين المقصد من تلك الطاقة ?

شعر المكير بذكاء عواد الكبير فأجابه قائلا: انها طاقة فك الاسرار  وزوال الأسحار

ارتبك عواد وقد أضناه التفكير في كلام المكير ولكنه تابع قوله : وكيف لى ان اكتسب تلك الطاقة الرهيبة واستخدمها لتنفيذ اعمالك العجيبة

ابتسم المكير في خبث وقال : لا تتعجل الميعاد يا عواد

استطرد عواد قائلا: أي ميعاد؟

جاءت اجابة المكير رنانة مدوية كالصاعقة حين قال : ميعاد النظير أيها الأخير

وادرك شهرزاد الصبآح فسكتت عن آلكلام المباح

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة