رواية سامر و المغامرات العجيبه

رواية سامر و المغامرات العجيبه

0 المراجعات

🧭 الجزء الأول: بداية لا تُشبه أي بداية


🌆 المشهد الأول: سامر والميل الغريب للمجهول

في مدينة صغيرة تحيط بها الغابات من كل الجهات، تُدعى رُبى الغابة، وُلد صبي يُدعى سامر. كان في الثالثة عشرة من عمره، نحيفًا بعض الشيء، بعينين واسعتين فيهما نظرة حادة، كأنه يرى ما لا يراه غيره.

منذ أن كان في السابعة، شعر بشيء مختلف يدفعه نحو المجهول. بينما كان أطفال الحي يلعبون كرة القدم أو يركضون وراء بعضهم البعض، كان سامر يراقب السماء، يعدّ النجوم، ويكتب في دفتره أسئلة لا يعرف أحد لها إجابة:

"لماذا نشعر أحيانًا أن أحدًا يراقبنا رغم أننا وحدنا؟"

"هل يمكن لكتاب أن يغيّر العالم؟"

"لماذا أحلم دومًا بأنني أطير فوق مدن لا تشبه أي شيء أعرفه؟"

كانت والدته تحب ذكاءه، لكنها كانت قلقة من وحدته. أما والده، فكان صامتًا دائمًا تجاه ميول ابنه، ينظر إليه كما لو كان لغزًا يصعب فهمه.

لكن سامر لم يكن وحيدًا فعلاً. كان لديه صديق واحد، لا يُشبه أي صديق...

image about رواية سامر و المغامرات العجيبه

🌲 المشهد الثاني: صديق الليل

في الغابة خلف منزله، حيث لا يجرؤ أحد على الدخول ليلًا، اعتاد سامر أن يتسلل ليلًا بصمت تام. وهناك، تعرف على بومة بيضاء صغيرة، كان يراها في نفس المكان كل مرة، تجلس على غصن شجرة مائل، تحدّق فيه بعينيها الواسعتين كأنها تفهمه.

كان يسميها "عين الليل".

– سامر (يهمس وهو يقدم لها قطعة من الخبز):
"أتعلمين، أشعر أنني وُلدت لشيء كبير. شيء لن يفهمه أحد هنا."

ولم تكن البومة ترد، لكنها دائمًا تبقى ساكنة، كأنها تستمع... وكأنها تعرف.


🧳 المشهد الثالث: السوق المهجور والمتجر الغامض

في يوم أربعاء رمادي، كانت السماء ممتلئة بالغيوم الثقيلة. خرج سامر وحده كعادته، يتجول في سوق المدينة القديمة. هذا السوق لم يعُد يُزار كثيرًا. معظم المحلات أُغلقت، والباقي يبيع قطع غيار قديمة أو تحف لا يهتم بها أحد.

لكن شيئًا مختلفًا حدث.

بين محل الخردة ومحل العطارة، ظهرت زاوية لم يرها من قبل. كان هناك باب خشبي عتيق مفتوح قليلًا، وعلى قمته لافتة مهترئة بالكاد تُقرأ، كُتب عليها بخط غير مألوف:

"أشياء لم تُخلق للبشر..."

شعر بقشعريرة تسري في عموده الفقري. توقف لوهلة. لكنه لم يكن من النوع الذي يخاف من المجهول... بل كان ينجذب إليه كالفراشة إلى الضوء.

دخل.


📚 المشهد الرابع: الكتاب الأسود

داخل المتجر، كان الصمت تامًا. لا موسيقى، لا صوت حركة، لا أحد.
الجو بارد بطريقة غريبة، والهواء ثقيل برائحة غريبة... كخليط من العطر القديم والعفن.

الرفوف كانت مليئة بأشياء غير منطقية:
– زجاجات بها سوائل مضيئة.
– جماجم بحجم اليد.
– مرآة يظهر فيها انعكاسه كأنه أكبر منه بعشر سنوات.
– قناع خشبي يبتسم بطريقة مزعجة.

وفي وسط كل هذا، وُضع كتاب أسود ضخم على قاعدة خشبية منفصلة، تحت ضوء خافت قادم من لا مكان.

اقترب سامر، قلبه ينبض بسرعة غريبة.
نفض الغبار عن الغلاف، فظهر عليه بوضوح:

"كتاب الظلال: لمن يجرؤ فقط..."

مدّ يده، ولمس الكتاب.

وفجأة...

همسة خافتة تسللت إلى أذنه، كأنها قادمة من داخله:
"لقد تم اختيارك، سامر..."

تراجع خطوة.
"من هنا؟!" قال بصوت مرتجف.

لكن لا أحد أجاب.

ثم، أُغلقت أبواب المتجر بقوة خلفه... فارتج المكان، وسقطت بعض الزجاجات، وانطفأ الضوء!

بقي الكتاب وحده مضيئًا.

رغم الخوف، شعر بجاذبية لا تُقاوم تدفعه لفتحه.

فتح الصفحة الأولى.

image about رواية سامر و المغامرات العجيبه

🌪️ المشهد الخامس: السقوط في المجهول

ما إن فُتحت الصفحة الأولى حتى تغير كل شيء.

الرفوف بدأت تختفي كأنها تُمحى من الوجود، الأرضية تحولت إلى ضباب كثيف، والهواء أصبح كأن فيه طنين غريب.

وسامر... بدأ يسقط.

يسقط في نفق أسود لا يُرى له نهاية. صرخ، لكن لا صوت خرج منه.
أحس أن الزمن توقف.

ثم... في أعماق الظلام، ظهر وجه غير واضح الملامح، وهمس من جديد:

"من يفتح هذا الكتاب... لا يعود كما كان."

وبعدها... صمت تام.

ثم... ظلام.


🕳️ نهاية الجزء الأول.

تلميح للجزء الثاني:

أين سقط سامر؟ هل دخل إلى عالم آخر؟ أم أن كل هذا حلم؟
وهل هو وحده... أم هناك من ينتظره؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

2

متابعهم

5

مقالات مشابة