الجزء الثاني: الهمسات الأولى

الجزء الثاني: الهمسات الأولى

0 المراجعات

✨ الجزء الثاني: الهمسات الأولى

عاد سامر إلى المنزل وهو يحمل بين يديه الكتاب الأسود الذي غير كل شيء. كان عقله مليئًا بالأسئلة: من هو البائع العجوز؟ لماذا اختارني؟ وهل حقًا هذا الكتاب... ساحر؟

دخل غرفته، أغلق الباب ببطء وكأنّه يخشى أن يسمعه أحد، ووضع الكتاب فوق مكتبه الخشبي المتآكل. جلس أمامه، قلبه ينبض بسرعة غير مألوفة. ظل ينظر إلى الغلاف لبضع دقائق. رغم الظلام، الكتاب كان يلمع بوميضٍ خافت كأن أنفاسًا تسكن صفحاته.

مدّ يده لفتحه…

image about الجزء الثاني: الهمسات الأولى

الصفحة الأولى فارغة. وكذلك الثانية. ثم الثالثة.

فكر سامر:

"هل كان كله وهم؟ كتاب شكله غريب بس يمكن عادي…"

لكن حين لمس الصفحة الرابعة بإصبعه، تغير كل شيء.

ظهرت الكلمات ببطء كأنها تُكتب أمام عينيه، بخط عتيق مائل بلون أحمر قاتم:

"إلى من حمل هذا الكتاب… مرحبًا بك في ظلال المعرفة. اسمي ريثار… آخر من حمله قبلك."

تجمّد سامر. عقله لم يستوعب أن الكتاب يرد عليه. ظل يقرأ:

"لقد اختارك الكتاب لأنه شعر بك… بقلبك الباحث عن المغامرة، وعقلك الذي لا يرضى بالسطحي. أنت الآن على بداية طريق لا رجوع منه. كل صفحة في هذا الكتاب هي باب، وكل باب يخفي اختبارًا… أو لعنة."

قلب الصفحة التالية…

خريطة. خريطة مرسومة بحبر باهت، لكنها تشع بهالة زرقاء. كان واضحًا أن أحد أجزائها يُظهر بلدة سامر، لكن ما لفت انتباهه هو جزء غريب في الزاوية… منطقة خلف التل القديم، كانت تُسمى:

"وادي الظل المائل."

لم يسبق له أن سمع بهذا الاسم. بل لم ير هذه المنطقة يومًا، رغم أنه يعرف المدينة جيدًا. وبينما كان يحدق في الخريطة… شعر ببردٍ مفاجئ.

نافذته تُفتَح وحدها، والستائر تتحرك رغم عدم وجود هواء.

وفجأة، ظهرت بومة بيضاء صغيرة، ذات عيون متوهجة، وحطّت على حافة النافذة. حدقت فيه بثبات.

قال سامر مذهولًا:

"إنتي... نفس البومة اللي كانت هناك… في المحل!"

ردّت البومة… بصوت بشري واضح:

"نعم، يا سامر. أنا عين الليل، رفيقتك وحارستك. أُرسلت من عالم الغموض بعد أن فُتح الكتاب. هناك من استيقظ الآن… ومن لا يريدك أن تكمل."

اقترب سامر منها ببطء، وقال:

"ليه أنا؟ أنا مش بطل، أنا طالب عادي، بحب المغامرات… لكن ده كتير!"

قالت البومة:

"أنت الوحيد الذي نظرت في وجه الظلال ولم ترتعب. أنت الذي سمعت الهمسة، واستجاب قلبه. لم تخترك الصدفة… اختارك الظل."

فجأة، أضاءت الغرفة كلها بنور أزرق. الجدران اهتزت، والمرآة تشققت، والكتاب بدأ يصدر صوت نبض… وكأنه قلب حي.

صرخت البومة:

"أغلق الكتاب الآن، وإلا..."

لكنه لم يستطع. شيء ما جذب يديه لفتحه أكثر.

صفحة جديدة ظهرت:

"الاختبار الأول: غابة الأشباح الثلاثة"

وقبل أن يتمكن من قراءة المزيد… اختفى العالم حوله.

ظلام. ثم ضوءٌ خافت. ثم… صوت أوراق تتحرك تحت قدميه.

سامر فتح عينيه ليجد نفسه واقفًا وسط غابة مظلمة، الضباب يلف الأشجار، والبرد يتسلل إلى عظامه. في يده الكتاب. وعلى كتفه… عين الليل.

قالت له بصوت مرتجف:

"نحن في الاختبار الآن… أول من عبر هذه الغابة مات فيها. الأشباح لا ترحم."

ارتجف سامر، وسألها:

"يعني إحنا في حلم؟ ولا ده حقيقي؟"

قالت:

"إذا مت هنا… لن تستيقظ أبدًا."

أمامه، ظهرت ثلاثة مسارات في الغابة. كل واحد منها مغطى بضباب مختلف:

المسار الأول: ضبابه رمادي.

المسار الثاني: ضبابه بنفسجي.

المسار الثالث: ضبابه أسود تمامًا، لا يُرى فيه شيء.

فتح سامر الكتاب من جديد، فظهرت كلمات:

"واحد من هذه الطرق يعيدك إلى الأمان. آخر يقودك إلى الجنون. والثالث… لن تعود منه."

رفع سامر عينيه إلى البومة وسألها:

"إيه أختار؟"

قالت:

"لا يمكنني التدخل. القرار لك وحدك… المغامرة بدأت."


نهاية الجزء الثاني…

هل سيختار سامر الطريق الصحيح؟ وما هو السر وراء "وادي الظل المائل"؟ وهل سيكتشف من هو "ريثار" الذي كتب في الكتاب؟

اقرء الجزء الاول 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

2

متابعهم

5

مقالات مشابة