العرب:  هم الذين أدخلوا النور والنظام على أعمال الأقدمين

العرب: هم الذين أدخلوا النور والنظام على أعمال الأقدمين

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

العرب:  هم الذين أدخلوا النور والنظام على أعمال الأقدمين

"إن العرب هم الذين أدخلوا النور والنظام على أعمال الأقدمين " التي كان يكتنفها الغموض في وضعها المتفكك وهذه شهادة باعتراف جماعي ممن أرخ للطب. ولقد أعطتهم أوروبا – وهو أمر تندر معرفته اليوم – الأفضلية كاساتذة، وأخذت عنهم معارفها الطبية، أكثر مما أخذت من مصادر اليونان المشوشة المحدودة".

ولقد كانت براعة العرب في التجربة، وإبداعهم للمنهج التجريبي، سبيلهم إلى نقد  الموروث العلمي القديم.

فعلى بن العباس، طبيب عضد الدولة (337-371هـ/949-982م) يقول: "لم أجد بين مخطوطات الأطباء الأقدمين والمحدثين كتابا كاملا، يحتوي على كل ما هو ضروري من أجل تعليم فن الطبابة.

هيبوقراط كتب باختصار شديد، وكثير من تعابيره ضبابية وتحتاج إلى شرح وجالينوس ألف عدة كتب لا يحتوي كل منها إلا على جزء يسير من فن الطبابة، غير أن كتبه مفرطة الطول، كثيرة الإعداد والتكرار، لم نجد له كتابا واحدا متكاملا ومناسبا لتعليم المتدربين..

العرب:  هم الذين أدخلوا النور والنظام على أعمال الأقدمين

في الأندلس ، ألف الجراح أبو القاسم الزهراوي (324-403هـ/936-1013م) كتابا جامعاً في الطب، يقوم على التجارب الشخصية، وضع فصله الثالث حجر الأساس للجراحة الأوروبية، ورفع الطب الجراحي – الذي احتقرته المسيحية – كفرع طبي مستقل، يستند إلى التشريح العربي، إلى مصاف الاختصاصات الأخرى سواء بسواء".

وفي الأندلس، الف ابن زخر ( 484-557هـ/1091-1162م) كتابه الرئيسي (المداواة بالحمية والتنفيس) مرشدا للطب، غرضه الأساسي تثقيف المبتدئين من الجراحين من خلال قصص المرضى والأطباء المبرزين.".

ومخطوط الرازي (حول الحصبة والجدري) قد ظل يطبع في أوروبا حتى القرن التاسع عشر الميلادي .

يقول الطبيب العربي ابن الخطيب (713-775هـ/ 1313-1374م):"إن القاعدة التي يجب أن نستند إليها هي أن برهانا تاماً، أُخذ بطريق النقل، ينبغي أن يخضع للتعديل إذا ما اتخذ موقفا مناقضا مما يشير إليه إدراكنا الحسي".. ويقول ابن البيطار ( 646هـ / 1248م) :" كل ما كتبه هنا نابع من  تجربتي الشخصية، أو من تقارير أمثال هؤلاء المخالفين، الذين نعرف عنهم أنهم كتبوا ما وجدوه ثابتا من خلال التجربة الخاصة.

ومما لا سبيل إلى تجاهله،عدد الفلكيين العرب الذين لم ينساقوا خلف الاعتقاد ال سائد الأعمى، الذي قابلت به أوروبا في القرون الوسطى، أمير الفلك الهليني بطليموس، بل أعادوا النظر في النتائج التي توصل إليها من خلال المشاهدات الجديدة والحسابات والنظريات المستحدثة فحسنوها، وصححوا الأخطاء، وتجاوزوها في بعض المسائل ..

لقد وضع الفلكيون اليونان بين أيدي العرب بعض أجهزة القياس ، غير أنها سرعان ما عجزت عن تلبية المتطلبات المطروحة للقياسات التي يحتاجها العرب لأغراض العبادة اليومية، ولكونهم تقنيين غزيري الخواطر، وميكانيكيين مهرة، فهم يسعون إلى التحسين، ويجرون تعديلات، ويفكرون في الجديد، ويطورون في أساليب مشاهداتهم وأدوات القياس المختلفة لديهم نحو الكمال، بينما يأخذها الغرب عنهم، ويستعملها على صورتها دون إدخال تعديلات عليها حتى عصر ابتكار التلسكوب .

وفي هذه الأثناء تحولت المراصد الفلكية إلى منشأة لا  غنى عنها، تم بناؤها من قبل الأمراء الهواة وطلبة العلم، وغالبا ما ارتبطت بأكاديميتهم، ومن أشهر هذه المراصد ، المرصد الذي بناه المـأمون ( 198- 218هـ / 813- 833م) في بغداد، وفي سامراء .. وفي دمشق .. ومرصد العزيز ( 365 – 386هـ/ 975-996م) والحاكم ( 386 – 411هـ/ 996 – 1020م) في القاهرة.. ومرصد عضد الدولة (337 – 371هـ/ 949- 982م) في بغداد.. ومرصد ملك شاه في نيسابور .. ومرصد أولوغ بيك في سمرقند".

لقد كان البيروني (362-440هـ/ 973-1084م) أحد أهم علماء العرب في عصرهم " ولقد ذهب في ابتلائه – (اختباره) – الناقد لعقيدة الهيلينيين الفلكية مذهبا بعيداً، بحيث رفض صورة العالم البطليموسية الشاملة للشمس الدائرة حول الأرض .. وفي رأيه أن الشمس ليست هي المسؤولة عن تناوب الليل والنهار، بل الأرض بذاتها التي تدور حول محورها مرة في اليوم، ومرة تنتقل فيها حول الشمس في عام، وظل البيروني يقف وحيداً أمام المعتقد السائد حول فكرة "  الزخرحة المقدسة".

  واكتشاف البقع الشمسية على يد ابن رشيد (520-595هـ/ 1126-1198م) الذي أقدم هو وزميله البطروجي (580هـ - 1184م) على رج العقيدة البطليموسية ، وعلى تقديم تفسيرات أخرى لمنحنيات الكواكب.

ومارس ابن باجه الأندلسي (533هـ/ 1338م) تأثيرا، أشد بالنسبة إليه فإن  القوة لديه واحدة، وهي ذاتها، سواء منها ما يحرك الكواكب أو التي تجعل تفاحة تسقط من شجرة، وهو الرأي الذي يجابه الازدواجية اليونانية، والذي يؤثر – بصفته فيزيائيا – على جاليلي (1564- 1642م) عن طريق العلاقة التي يفترض وجودها بين القوة – السرعة – والمقاومة في الأجسام المتحركة".

لقد أجرى الفلكي الكبير السرقلي (420-480هـ / 1029-1087م) في طليطلة ما لا يقل عن 4020 مشاهدة، فكان أول من برهن على أن تغيير بعد الأرض والشمس، التي اعتبرها اليونانيون ثابتة، ملائمة ( لتقدم نقاط تعادل الليل والنهار).

وقد قام جيرهارد كريموتا، بترجمة مؤلف السرقلي هذا إلى اللاتينية، وعرف باسم المؤلف Arzachel وفي عام 1530م استشهد كوبرنيكوس (1473-1543م) في كتابه الذي نشر بالفرنسية تحت اسم De Revelutionibus بهذا الكتاب، وبكتاب البتاني (244-317هـ/ 885-929م).

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

353

متابعهم

608

متابعهم

6669

مقالات مشابة
-