رواية الجزار حسن الجندى الفصل الاول

رواية الجزار حسن الجندى الفصل الاول

0 reviews

 العذاب 

 يمكنني في خلال ساعة واحدة أن أرغمك على أن تكفر بوجود الله ببساطة أو أجعلك تقبل قدمي كي تعترف بأي جريمة أطلبها 

 آدم محمد عبد الرحمان الذي يعمل في إحدى الشركات الكبرى محاسب .. بينما هو بمكتبه أخرج هاتفه المحمول و الإبتسامة بادية على وجهه و بمجرد أن رفع الطرف الآخر السماعة، قال : " لقد انتهى عملي يا حبيبتي ، و سأكون في المنزل بعد ساعة في ذلك الحين طرق باب مكتبه ليظهر رجل أشيب الشعر .. إنه المدير جاء ليخبر آدم بأنه زاد في راتبه بصفة دائمة مع إعطاءه نسبة 2% من أرباح أي صفقة . اتسعت ابتسامة آدم و هو ينظر للمدير شاكرا إياه ، و أخذ يتخيل ما يمكن أن يحققه من صفقات ، و كيف سيسعد هذا زوجته عندما تسمع الخبر... عند خروجه من العمل وقف آدم يتأمل الخاتم الذهبي في صندوق عرض إحدى محلات الذهب و هو يبتسم و قام بشرائه لها ، ارتفعت عيناه و هو يتخيل تلك اللحظة التي سيعطي فيها لزوجته ذلك الخاتم و كيف سيرى السعادة على وجهها .. وقف أمام باب بيته ليلتقط أنفاسه ثم دلف إلى الشقة على أطراف أصابعه ، و هو يغلق الباب بلا صوت ، ثم يسير ليبحث عن زوجته في الغرف ، فجأة شعر بمن يطوقه من الخلف بحنان ، فانتفض لحظة من الفزع ، ليسمع صوت بتول زوجته و هي تضحك و هي تقول اشتقت لك كثيرا ، ليرد عليها بانه اشتاق لهذه اللحظات طوال النهار .. هنا تحرر آدم من يدها ليقبلها بحنان و أخرج من جيبه الخاتم ، ففرحت كثيرا به واحتضنته سريعا ... هنا ارتفع صوت يأتي من غرفة النوم .. صراخ إبنتهم نور .. نهضت بتول لتحمل الطفلة الصغيرة محاولة أن تضحكها ، بالرغم من بكاء الطفلة إلا أنها مجرد أن رأت آدم سكتت فجأة.

ذلك كان على الساعة السادسة مساءا حين ارتفعت ضحكة الملازم الأول محمود و هو يستمع لتلك النكتة البذيئة من زميله عادل ، فجأو انفتح باب الغرفة ليدلف منه شاب قوي البنيان ليخبرهم بأن اللواء حمدي شخصيا يتابع ملفات القضية ، و علم أن هناك أحد المنفذين العميلة التفجير قد تم القبض عليه واعترف ببعض الأسرار ، و هو الآن يطلب تقريرا عن اعترافاته على مكتبه بعد ساعة من الآن .. الرائد حسن يسأل زميله محمود و هو يتثائب عن المعلومات التي أعطاها لهم منفذ العملية ، ليجيبه الآخر بأنهم بعد التحريات ، تمكنوا من أن يتوصلوا لإسم ثلاثي وراء أغلب الأحداث ، و هو المخطط الرئيسي داخل مصر ، لكن هذا الإسم ينطبق على 8 أفراد داخل مصر .. و هو " آدم محمد عبد الرحمان " و بعد ما انتهينا من التحريات وجدنا أن الإسم يتشابه مع طفلان ، و رجل تعدى ال 70فاقد للبصر ، و شخص ميت من 6 سنوات ، بقي أمامنا شخصان يحملان إسم آدم محمد عبد الرحمان الأول يعمل في شركة n.m group لإستيراد أجهزة الحاسب الآلي و قد تزوج منذ عامين و نصف و أنجب طفلة منذ عام ، يبلغ من العمر 25 سنة و يسكن في إحدى ضواحي المرج و لا يملك أي سجل في أقسام الشرطة ، كما اشتهر بحسن السير والسلوك .. أما الشخص الآخر لا نعلم عنه شيئا إلا أنه يبلغ من العمر 28 سنه و أنه سافر إلى الإمارات مع والده بعد وفاة أمه ، لكننا الآن لم نتمكن من العثور على إقامته حاليا ... في تلك اللحظة ، سمع الإثنان صوت دقات على باب الغرفة ، ثم دخل شاب متوسط الطول قائلا لهم بأن توجد أوامر عليا بأن يكون المتهم داخل الإدارة الليلة بأي شكل .. نظر حسن و صبري إلى بعضهما وتكلم صبري شارحا للوضع بأنهم عثرا على 2 ، الأول بعيد تماما عن الشبهات ، و الثاني هو الهدف الأساسي ، لكنهم يحتاجون إلى يوم آخر لكي يجدوه .. ارتفع الصوت الذي دخل الغرفة و هو يقول بغضب : قلت لكم إنه يجب أن يكون هنا الليله ، ألم تفهموا ؟ إنها أوامر عالية... قال حسن بهدوء بابتسامة ترسم على وجهه : " الليلة سيكون هنا ... غادر حسن الشقة بعد ما كان تائها بالنظر إلى نفسه في المرآة ، يفكر في الأسباب التي تركته يرفض الزواج حتى الآن ، ثم أفاق من شروده ليتصل بزميله كي يتحركا للقبض على الشخص المطلوب من منزله ... دفع دفعة قوية لباب الشقة حتى تحطم فسمع صوت صراخ امرأة ، يأتي من إحدى الغرف ، و صوت رجل يتكلم بعنف ، فأكمل الرائد حسن إشعال سيجارته ، و توجه بخطوات بطيئة إلى الغرفة ، لتقع عيناه على فتاة شابة ، ترتدي قميص النوم و تحاول أن تغطي جسدها بغطاء الفراش، ورجل شاب يرتدي سروال نوم محاولا أن يدفع الرجال الذين يمسكون به ، و بيده الأخرى يضع يده أمام زوجته يحاول أن يحميها .. لكم أحد الرجال آدم لكمة عنيفة أطاحت به ليقع على الأرض .. هنا بدون وعي صرخت بتول و قفزت من على الفراش متناسية الغطاء الذي يلف جسدها ، و الذي وقع و هي تحاول الوصول إلى آدم ، لكن حسن تجمد في مكانه و هو ينظر إليها .. لقد اشتعلت في داخله رغبة في تلك الفتاة الناعمة.. قال حسن لضباطه خذوهم ، أخذت تنادي بتول بحرقة " نووور " لكنهم لم يستمعوا لها جروها حتى خرجوا خارج الشقة و أغلقوها .. و لم يبق في الشقة سوى نور ... ثم أبحر بنا الكاتب في وصف ما حل بآدم و زوجته .... في غرفة صغيرة خالية من الأثاث يوجد حسن و الرائد علي و خلفهما 3 رجال و على الأرض آدم ملقى و أنفه محطم 

إبتسم له حسن قائلا كل الأفلام التي شاهدتها لا تظهر سوى %1% مما يمكننا فعله.. يمكنني في خلال ساعة واحدة أن أرغمك على أن تكفر بوجود الله ببساطة أو أجعلك تقبل قدمي كي تعترف بأي جريمة أطلبها " غضب آدم و أخبرهم بانه ليس هو الفاعل ، و بعد محاولات كثيرة في تعذيبه بأن يعترف لم يستجب لهم ... حينها اقترب حسن من زوجته و كان ينظر إليها بنظرة خبث حاولت بتول الدفاع عن نفسها ، و في النفس الوقت كان آدم يصرخ ويقول بأنه الفاعل و يتوسل لهم بأن يتركوها و انها مصابة بالقلب ، لكن حسن لم يعد يشعر بنا يفعله فاعتدى عليها بعنف ، بينما الزوجة تحاول أن تدافع عن نفسها بكل قواها فجأة ارتعش جسدها ثم توقفت حركاتها و انقطع نفسها

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

1

similar articles