حكاية الأمير وبائعة الفطير: الجزء الأخير

حكاية الأمير وبائعة الفطير: الجزء الأخير

0 reviews

حكاية الأمير وبائعة الفطير: الجزء الأخير

مين حط الشطة في الأكل

هكذا اشتهرت القصة مع من سمعها مني من قبل من الأقارب والأصدقاء، قال هذه الجمله التي نبني عليها قصتنا الأمير فارس في مسابقة طباخ الأمير في الجزء الأول وهو ينظر إلى طبق البيتزا الخاص ببائعة الفطير “امنية”، و بناءً عليه هربت امنية وهي خائفة حيث دخلت إلى المسابقة بطريقة غير مشروعة، و كان صوت الأمير فارس قوي غليظ فخافت المسكينة وتركت فارس مع كوابيسة التي كادت أن تقتله، حيث لا نوم و لا تركيز، أما امنية الجميلة عاشت في زي جدة عجوز، وقضت بذلك على شبابها، كما ذكرت في الجزء الثاني جاء قرار الملك بجواز الأمير ذلك ليحمية من الكوابيس المرعبة التي كانت تطارده والتي كان يرى فيها شبح امنية كما خيل إليه  (ذلك بناءً على وصف من رأوها في اثناء التحقيق) يراها تريد قتله، فظن الملك أنه يريد الزواج وأعلن عن حفل يشبه حفل سندريلا في القصص القديمة، حيث يقام الحفل من أجل زواج الأمير، تري من يحضر الحفل؟؟

حفل زواج الأمير

بعد أن أصر الملك “سعفان”على زواج ابنه الأصغر “فارس ”فخيره إما يكون الزواج  من حفل تقام ويحضرها كل العائلات المناسبة لك أو تتركني أختار انا لك العروس ، وافق الأمير بالحفل تحت ضغط من والده شديد،  فراح "فارس "كعادته في إجراءات مكثفة لضبط الحفل ومن أهمها كيفية دخول القصر وشكل بطاقة المعازيم بحيث أن تكون بشكل لائق بل ومختومه بختم الملك الذي لا يزور، هكذا قد أمن عدم الدخول إلى قصره إلا من يريد فترسل له ولعائلته بطاقات فلا يدخل كبير ولا صغير إلا بالبطاقة حتى الأطفال، ثم راح فارس يحدد شكل الإحتفال و الفرق الموسيقية والراقصة وطريقة دخولها التي كانت محددة بنوع أخر من البطاقات المختومة أيضاً ولكن بشكل مختلف، هكذا .. ولم يستعين بطباخين أو مقدمي الطعام والشراب للضيوف من خارج القصر بل شكل الفريق من عمال القصر الفعلين، هكذا فلن يجد أحد صغرة لدخول القصر مهما كان.

امنية والقصر

من عامة الشعب الكادحة تجلس “امينة” في زي العجوز بين قرائنها  وفي نفس العمر التي صنعتة لنفسها، كانت تجلس في السوق تفكر في ذكريات شبابها التي دفنته لما سمعت صوت المنادي في السوق وهو راكب حمارة المليئ بالأجراس حتي ينتبه الجميع بقدومه كان المنادي يرتدي جلباب أبيض وفوقة عباءة خضراء بها دوائر صغيرة سوداء ويمسك بطبله صغيرة وعصا أصغر تشبة أدوات المسحراتي، كان المنادي يمشي حوالى 20 متر ثم يقف ويردد وهو يطبل بين كل عبارة واخرى فيقول:

ايها الناس اسمعو واعو ( طخ تطختخ طخ)

الأمير فارس( طخ تطختخ طخ)

 أميرنا الهمام( طخ تطختخ طخ)

عامل حفلة يوم الحد عشان كل حد يقول لحد( طخ تطختخ طخ)

عاملها ابن السلطان  عشان يختار زوجة تخلي ليلة نهار.

ظل المنادي ينادي في السوق حتى وصل بالقرب من امنيه المتنكرة فسمعت وراءت و بينما هي حزينة ومتنكرة ابتسمت فسألتها من هن من حولها عن سبب الإبتسامة فادعت أنها تذكرت شبابها ثم عادت للحزن وهي تسأل عن حال حفيدتها امنية ثم راحت تسأل عن حالها الآن، وهل هي تأكل؟.. وأين تنام؟..ثم تردد الله يجازي اللي كان السبب!!.. هكذا ظلت “امنية” إلى أن اقترب الليل فقامت من في السوق مع جارتيها يساعدوها للوصول إلى منزلها متمنيان لها النوم الهادئ .. و إلى الملتقي في الغد.

تركتتهم امنية بابتسامة ودخلت منزلها وأغلقت الباب، الجميع يعرفون ان جدة امنية المزيفة إذا اغلقت الباب إذن هي نائمة فلا تريد إزعاج فكانت تغضب من طرق الباب بعنف أو ترك الباب المتكرر، بينما كانت تترك الباب مفتوح في أغلب أوقات النهار لتستقبل الجيران والأصدقاء، هذا طبعاً حتى تستطيع أن تغلق الباب عليها في هدوء وآمان حينما تجلس مع شبابها، وكثيراً ما كانت تتذكر الأمير وهو يقول “مين حط الشطة في الأكل”فتغضب تارة وتبتسم تارة.

امنية مع شبابها

دخلت بائعة الفطير وخلعت عنها الملابس السوداء ثم ارتدت ملابسها الأصلية  حتى تجلس مع شبابها تفكر.. ربما تكون هذه فرصة عظيمة لظهورها بمنظرها الأصلي ولقاء الشابات الائي في سنها، وأي شابات هن من الطبقة الراقية الغنية،  نعم والحفل في القصر الذي طالما حلمت بدخوله، ثم تعود فتتذكر أن هذا الحلم هو الذي سبب لها هذا القيد وهذا اللبس ، ربما لو لم تفكر في حضور المسابقة ما كانت تغيرت حياته إلي الأسوء حيث الظهور الدائم أمام الناس بالحزن والتظاهر بالالم عندما تريد أن تخلو بنفسها، “امنية” فتاة طموحة وذكية نعم ولكنها جريئة ومتهورة، لم تستسلم ، بل أصبحت تغلق باب منزلها في ساعات طويله من النهار بحجة التعب أو الصداع الشديد أو تتظاهر بآلم في البطن وربما تخبرهم بأنها تحتاج إلى النوم الهادئ لانها لم تنام بالامس من شدة الألم أو من الأرق.. كانت كل هذه الأعذار حتى تتمكن من التفكير في خطة محكمة تمكنها من الدخول إلى القصر وحضور الحفل.

 خطة امنية و القصر

وبعد تفكير طويل ربما  كان أيام وساعات طويلة متواصلة،  وتمثليات عديدة حتي تعرف بها أخبار الحغل وطريقة الدخول، حتى علمت من صديقتها القديمة"داليا" جارية القصر وصديقة “امنية” الشابة وهي الآن تزور جدة امنية لتسأل عنها،  و ربما تستقبلها خارج القصر في بعض الأوقات لدقائق معدودة،  كما كانت تفعل مع “امنية” الشابة، هل هذه هي مفتاح الدخول الآن كما كانت في السابق ؟…لا لأن الأمير اللئيم منع دخول أو خروج أحد من القصر يوم الحفل بل من ليلة السبت حتى صباح الأثنين، هكذا إذن ..فما العمل وما الخطة البديلة يا أمنية يا حالمة، كيف يكون الأمير وبائعة الفطير معاً .

جاءت الخطة البديلة بعد جلسات طويلة وحوارات داخل وخارج المنزل حتي جاءت في مساء يوم  الخميس فخرجت من منزلها وقالت انها تريد أن تلتقي بجارية القصر"داليا" وفي اللقاء تعمدت أن تحاول الأقتراب من البوابة حتى يراها  الحرس فيمنهوها فتعرفهم بها “داليا” الجارية وتقول إنها جدة أعز أصدقائها، وبعد أن انتهت المقابلة  اتجهت الذكية إلي سوق من الأسواق الكبيرة والبعيدة عن محل اقامتها حيث لا يعرفها أحد،  ثم دخلت إلى بائع القماش فاختارت كل ما يناسب فستان حالم لفتاة جميلة من ألوان وحلى،   حيث أنها كانت فتاة فقيرة تصنع ملابسها بنفسها و من جاراتيها من  تصنع ملابس الأمراء والأعيان كحرفة للرزق هذا بالطبع لضيق الرزق،   كانت امنية تحيك ملابسها و ملابس والدها و كذلك والدتها بنفسها و خاصة بعد مرض والدتها،  واليوم و بعد عزم الجميلة على دخول  القصر و حضور حفل من أفخم الحفلات فكان عليها أن تنظر إلى كيفية حياكة ملابس الأميرات وخاصة في الحفلات،  فأصبحت تجلس مع جيرانها اللائي يصنعن مثل هذه الأثواب بحجه أنها تريد أن تغير من جلستها وتختلط بالاخرين وخاصة إنها  كما كانت كثيراً ما تسأل عن أصدقاء “امنية” الشابة حتي تجلس معهن فتتذكر حفيدتها وتستئنس بوجودهن معها،  وفي واقع الأمر كانت امنية تجلس مع صديقاتها الحقيقيون وتستمه لهن،  أما اليوم  كانت تريد أن تتقن كيفية حياكة ملابس الحفلات والذوق الرفيع.      

  امنية والأميرة حورية

صنعت “امنية”بائعة الفطير  أجمل ما رأت العين من فستان سهرة يليق بجمالها الحقيقي ثم أرتدت فوقة عدة الشغل العباءة السوداء والطرحة السوداء بل والنقاب والعكاز الطبي، ثم قالت لجيرانها أنها سوف تذهب إلى قصر الأمير و صديقتها “داليا” سوف تدخلها لتعمل خادمة، وبالفعل وقفت أمام بوابة القصر فعرفها الحرس و لكنهم منعوها من الأقتراب فبكت الماكرة وهي تدعي أنها جائعة و لم تأكل لحم منذ شهر 

يا حاجة ما ينفعش اللي انتي بتعمليه دة؟

والله ما حد ها يشوفني وانا كده..بالزمة دة منظر يقابل حد والا يحضر حفلات؟

قولي لنفسك!!

انا ها ادخل انظف الحمامات فقط بتاعة المبني الثاني وما ليش دعوة بالحفلة خالص.

ياستي ما تعمليش لنا مشاكل أرجوكي.

انا .. انا أعمل مشاكل ! طب ازاي ؟.. يا ابني انا ست كبيرة ومش بتاعة مشاكل.

ظل هذا الحوار بين الحرس والماكرة المتنكرة تارة تبكي وأخرى تتوسل حتى تركوها تدخل وهم يحذروها من الأقتراب من مبنى الحفل، وهي تردد حاضر..حاضر..حتى أن دخلت إلى القصر، حيث دخلت مع الحارس مبني الوزراء والاجتماعات بعيداً عن مباني السكن أو قاعة الحفلات، دخلت “امينة المبنى وراحت تنظف الحمامات والحرس والخدم يراقبونها بين الحين والأخر حتى اجتمع أكثر المعازيم وأمتلئت القاعة بأسر الملوك والوزراء وكل الأعيان وكل من عنده جميلة يقدمها لملك المستقبل،  بدأ الحفل و اختلطت المعازيم و بالطبع بدأ عمل الخدم والطباخين والحرس الكل يعمل على خدمة ضيوف الأمير من الجميلات و ذويهم،  هنا خلعت ”امنية ملابس التنكر فتخرج بما أعدت من فستان رائع وتركت ملابسها في الكيس الذي دخلت به وادعت انها تدخل به  لتضع فيه ما تبقى من الطعام وتأكلة في الأيام القادمة، كما وضعت النظارة و النقاب أما العكاز فأسندتة  من الخلف حتى لا يظهر لاحد على الرغم أنها اختارت مبني لا يمكن لاحد أن يدخله الآن حيث أنه خاص بالعمل فقط، هكذا خرجت "حورية“امنية” إلى الحفل بهذا الأسم دخلت الحفل.  

الأمير وبائعة الفطير

دخلت “امنية ”الحفل بعدأن عرفت نفسها بأسم الأميرة “حورية” ابهرت الأعين بجمالها وجمال فستانها والذوق الرفيع والرقيق الذي يحمله الفستان والحلى من تناسق الوان مع البساطة الجزابة في الموديل، هكذا.. وكما لفتت الأنظار فكان امير بل الملك نفسة من بين المعجبين بها رقة و شياكة وذوق رفيع حتى في الحديث والتعامل مع الضيوف، كما جذبت عين البراءة والخجل القلوب، فراخ الأمير يطلبها للرقص فأبت و قالت أنها لا تعرف الرقص.

انت أول مرة تحضري حفل في قصر

انا أول مرة أحضر حفل .

ازاي ده

اصل أهلي مش بيردو يخرجوني.. بيقولو عيب وحرام.

ياه انت من عيلة مين

لا ارجوك.. شرطهم لما اجبروا على خروجي للحفل النهارده اني لا اذكرهم.

اجبرو.. مين اجبرهم

استأذنك يا مولاي

لا..خلاص مش ها أسئل تاني..بس اصلي كلامك غريب..انت منين.

مولاي.. اسمح لي بالانصراف.

لا ..خلاص أوعدك تكون دي أخر مرة.

بهذه الطريقة وهذا الذكاء قضت "امنية مع الأمير وقت ممتع في الحفل دون أن يعرف من هي؟   

فارس وحورية في الحفل

ظلت الأميرة “حورية” مع الأمير فارس حتى أن استيقظت “بائعة الفطير” من الحلم عندما وجدت القاعة تتناقص و الضيوف تخرج إلى منازلهم، ماذا عنك ؟ ماذا تنتظري؟ 

اعتذرت “حورية” للآمير وطلبت دقائق وتعود فظن أنها تخجل أن تطلب الحمام فتركها وهو يقول بس ما تتأخريش عايز اقدمك للملك “سعفان” يالا الكارثة.. لقد اختار الأمير بائعة الفطير لتكون زوجتة. 

هرولت “امنية” مسرعة نحو المبني القريب من القاعة وهي ترتجف من الخوف ومنه إلى مبني الاجتماعات التي تركت به ملابسها وفي الحمام  ارتدت ملابس التنكر بسرعة و قلبها يدق بسرعة وشدة، انها لم تتوقع حدوث هذا ما أرادت سوي قضاء وقت ممتع في الحفل التى طالما تسمع الأصوات ودقات الطبول ولكن بينها وبين ذلك أسوار وطرقات وحرس.

هي الآن من تكون؟ 

الأميره “حورية”

جدة"امنية" العجوز

أم “امنية” الجملة

خرجت تجري وهي لا تعرف إن كانت تفرح أم تحذن، ثم انجهت إلى غرفة رثيس الخدم تطلب جزاء مانظفت من حمامات، فأعطاها على الفور حيث قامت بعمل جيد حقاً 

استني خدي نايبك في الأكل عملنا لك كم وجبة حلوين يكفوكي  اسبوع ويمكن أكتر

شكراً.. شكراً

قولي صح انت كنتي فين ؟

كنت نايمة في الحمام

اية..هاها..هاها..نايمة في الحمام.

ايوه هو ده حمام ده احسن من صالون العمدة.

هاها..هاها..هي هي…

خرجت جدة “امنية” من القصر اسفة لتعود إلى سن الشيخوخة مرة اخري و الحزن والتظاهر بالمرض حتى تخلو بنفسها، تعود إلى المنزل وهي حزينة.. لا.. ليست حزينة..لا بل حزينة.. دخلت العجوز المنزل في وقت متأخر من الليل رأها القليل وتمنو لها نوم هادئ..

هروب جدة امنية من القصر

أما الأمير فارس على الجانب الأخر ينتظر.. ما الذي تنتظر؟

هي فين؟

مين يا مولاي الأميرة “حورية ” يا بجم

ما نعرفش ساعتك

يعني ايه!!..انشقت الأرض وبلعتها

متأكدين انها ما خرجتش من البوابة ؟

ايوه يا مولاي         

طب دورتم في كل حمامات المبنى؟

ايوه يا مولاي

يمكن تكون راحت مبني تاني.. دورو في كل المباني اللي في القصر..المرة دي فيها اعدام انا ها اعدمكم كلكم.

هدي نفسك يا فارس هدى نفسك يا أمير.

يا والدى انا بينضحك عليا مش قادر.. انا لازم اعرف مين دي مش كفاية المرة اللي فاتت في المسابقة.. 

ثم سكت فارس لدقائق و شرد فابتسم ..ثم ضحك بصوت عال.. والجميع ينظرون إليه في تعجب!!..في ذلك الوقت جاء أحد الحرس بعكاز طبي وهو يقول وجدت هذا في أحد حمامات مبنى الاجتماعات، هنا ضحك الأمير بصوت أعلى فظل يضحك ويضحك لدرجة الهستريا وهو يقول بصوت متقطع عك..كاز..مين ..ده..شوفوه

ضحك الملك ثم الوزير حتى الحرس والخدم من شدة ضحك اميرهم وهم لم يعرفو سبب هستريا الضحك التى أصابتهم جميعا.. فتوقف الملك عن الضحك بعد دقائق ثم قال بقالي شهور ما سمعتش انك ضحكت دقيقة ولما تضحك.. تضحك بالشكل ده..فهمني فيه ايه؟؟

سكت فارس عن الضحك الهستيرى ولكنه ما زال يبتسم ابتسامة واسعة، فطلب حرسة الخاص المقربون وهو يقول ..عايز اعرف مين دخل القصر النهاردة من غير ورق ؟.. دقائق ويكون الخبر عندي من غير ما تخوفو حد::

خرج الحرس وعادو برئيس الخدم وحرس البوابة يرتجفان من الرعب فطلب منهم عدم الخوف الملك "سعفان" يرقب الأمير من بعيد في تعجب..

فيه ست عجوز دخلت النهارده بدون ورق 

 يا مولاي سموك  دي صاحبة “داليا”.. فقيرة وتحتاج إلى المساعدة دحلناها تنظف

طب بس خلاص هاتو “داليا”.. جاءت "داليا" بعد أن ايقظها الحرس تكاد أن تموت من الخوف و جاء بعض الحرس بعمدة البلد يقول أن هذا عكاز اسماعيل

اسماعيل ابو امنية..صح..ثم نظر إلى داليا وهو يقول العجوز جدة امنية.. ظهرت يوم المسابقة فجاءة ..صح

   العمدة يقول نعم والجارية تقول نعم و يصرخ فارس فجاءة وهو يقول هاتو جدة امنية بسرعة، ثم اسر في اذن أحد المقربين له وكاتم اسراره بكلام لم يسمعة احد.

مين حط الشطة في الأكل

على الجانب الأخر وفي منزل ريفي صغير تجلس "امنية" بالليل وقد  دخل وقت  الفجر ومازالت الفتاة الحالمة تجلس أمام المراءة تتذكر ما حدث في الحفل  في رومانسية حالمة وحصرة على ما حدث اليوم وما سوف تعود إليه في الغد،  هنا دق الباب ..فلم تفتح فدق بعنف وهم يقولون افتحي احنا حرس الأمير، ووسط الدق استيقظ الجيران واجتمعت الأصدقاء في الزقاق وحول المنزل، سمعت امنية أصوات الجيران وأصوات الحرس فاسرعت و ارتدت زي التنكر كامل ولكنها لم تجد العكاز يا ويليك لقد تركت العكاز في الحمام، لقد نسيتية وسط الرهبة والحب اللذان اجتمعان سوياً في الحفل، يا ويلك..نزلت امنية وفتحت الباب ليمسك بها أحد الحرس وهو يقول <تعالي معانا>..مطلوبة عند الأمير، تجمعت الجيران تسأل بينما دخل الحارس المقرب إلى داخل المنزل يبحث عن ما اسر به الأمير في اذنه وهو (فستان الحفل) فلم يجده.. ذلك لان امنية مازالت ترتدية، خرجت جدة امنية مع الحرس ومن وراءها الكثيرون يعترضون على القبض على تلك العجوز في مثل هذه الساعة حتى وصلا إلى القصر.

اية ده كله الشعب كله جاي وراكي..ثم نظر إلى حرسه الخاص فأشار الحارس بالسبابة بالرفض

سعتك انا..انا مش عارفة معاليك قابض عليا ليه.

مش عارفة اه .. ياغلبانة

ايه الأسلوب ده.. حضرتك دي ست عجوز وما تستحملش البهدلة..حضرتك طول عمرك ووالدك ديمقراطين ومحبوبين!!  هل يرضيك يامولاي الملك سعفان تصرف الأمير؟…

كانت هذه وأكثر مجموع من الصرخات تعاتب اميرهم على الأمساك بالعجوز الفقير بهذه الطريقة..والملك ينظر إلى ولده فارس  في تعجب وحذر،  أما فارس فيضحك بصوت عالي

عجوز..اه عجوز

يافارس الناس على اخرها .. بلاش كده انت زنقتني.

يا حضرات المحترمين ممكن استأذنكم بخلع الثياب السوداء عن  تلك العجوز .

انت بتقول ايه ؟

اية الكلام ده يافارس؟

ياجماعة اهدو عليا.. ادي خنجري الخاص في يد حارسي لو أخطئت في مقصدي امرة بقتلي

ايه..ازاي..الكلام دة.. عاوز تقول ايه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

ياجدة امنية يا غلبانة ممكن تخلعي النظارة والنقاب..أظن كده ما فيهاش حاجة.

اخلعي يا حجة معلش خلينا نشوف اخرته اية

وأخيراً ووسط الألحاح خلعت امنية النظارة والنقاب 

مين.. يا خبر ..امنية..مش معقول

أظن كدة انا براءة

والله ..انا مش فاهم حاجة..ليه يابنتي عملتي كده

انا بقي فاهم..وقبل ما اقول عايزة امنية تخلع العباية السودا دي 

ليه بقي ما خلاص؟

لا .. لسه ..دي ضحكت عليا النهاردة وعملت نفسها الأميرة"حورية" انا عمر ما حد لعب بي والا ضحك عليا ..بس دمك خفيف

خلعت امنية الرداء الأسود وكشفت عن مفاتنها وفستان الحفل فصدق قول الأمير.

ياه ..يا خبر..ليه كدة ..انت ضحكتي على الكل احنا كده متبرين منك..اعمل فيها ما بدا لك.

صحيح..!!

ايوه..اه..حقك…زقالو هذا فانهارت امينة في البكاءو هي تقول:

ليه..!! انا عملت ايه ؟؟.. انا بحبكم كلكم ..انا عمري ما أذيت حد

حين اذن اقترب منها الأمير ومسح دمعها وهو يقول تضحكي علي تبقي اذتيني

انا ما قصدش انا ك ك كنت عايزة اشتغل طباخة ثابته بمرتب كل شهر

ياسلام ..بس

وكمان كنت عايزه..اشتغل في القصر الجميل ده

اه..بس < قالها وهو يمسح على رأسها ووجها في حنان>.

 وعشان ابقي جنبك و اخدمك

اههه عشان كدة جيتي ثاني في الحفلة.. انت مش بتخافي مني خالص.

اخاف ليه..ده حضرتك طيب وحنين 

لا والله رغم اني بخاف مني

عموماً مين قال لك أني مش بحب الشطة في الأكل انت بهرتيني بأكلك.. هربتي و خلتيني  اتعلقت بيك و عجبني ذكاءك و تمثيلك..و النهاردة كمان في الحفلة بهرتيني بجمالك

ثم ركع فارس أمام بائعة الفطير وهو يمسك بيدها في حنان فقال( تقبلي تتجوزيني) صرخ المتفرجين فرحين مهللين جميعاً من حرس وخدم وشعب بعد هذا المشهد  الرومانسي الرائع 

وقال “سعفان” صحيح  جمع الحب بين قلبين  لا يمكن للعقل  البشري الجمع بينهم اه.. حكاية  الأمير و بائعة الفطير ستظل ترويها الأجيال.  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

12

متابعهم

9

مقالات مشابة