حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الأول

حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الأول

0 المراجعات

حكاية الأمير وبائعة الفطير: الجزء الأول

يحكي هذا الجزء في العصور القديمة في مملكة كبيرة يحكمها ملك عادل قسم مملكته على ابنائه، وأعطى كل  أمير امارة كعادة الملوك في ذلك الوقت وقصتنا تكون في إمارة الأمير فارس، لقب بهذا الأسم لإنه تعلم الفروسية من الصغر كان يدخل في سباق الخيل والرمايا وهو لا يتعدى الإثنى عشر 12 عام، عندما شاب أعطاه والده إمارة كبيرة وقال له أنه يعتمد عليه في الحكم بالعدل والشوري، وكان مازال في  20 العشرين من عمره، لم يخزل الأمير فارس والده وحكم بالعدل والشورى حتى حاز على حب كل شعب الإمارة.

وعلى الجانب الأخر كانت امنية بائعة الفطير احد رعايا الأمير فارس، تسكن في زقاق صغير وسط عدة بيوت بسيطة تبنى من الطين والطوب اللين على شكل عشوائي، و في أخر الزقاق كان أحد الأسوق الكبيرة والهامة في الإمارة، توفى والد امنية وهي مازالت في العاشرة من عمرها وترك لها أم مريضة وأخوات صغار، كانت امنية تهوى الطهي وخاصة الفطائر بجميع أنواعها، الحلو منها والحار كما تميزت بالبهارات الخاصة بها والتي جعلت الأقبال على فطائرها كبير على هذا عاشت امنية تخبز في المنزل حسب الطلب حيث تأتي اليها الزبائن تأخذ الفطائر إلى منازلهم في العزومات أو للأولاد، اتمت الجميلة أمنية (كما كانو يدعونها ) زواج اختاها قبلها على الرغم من أنهم أقل جمال منها هذا حرصاً منها على البقاء في المنزل و رعاية والدتها المريضة حتى أن توفت والدتها فجلست وحدها ومع جيرانها وأصدقائها الظرفاء.  

 موت طباخ الأمير 

تبدء الحكاية بموت طباخ الأمير والذي أعتاد عليه منذ نعومة أظافرة كما يقولون، وبعد موت الطباخ اصبح الأمير لا يأكل إلا فتات ليقمن صلبة ويستطيع الحركة، ولكن هذا بالطبع أثر على صحته وتركيزه، وبالتالي  على حكمة للإمارة فأصبح عصبي حاد الطباع مما أدى إلى ارتفاع الشكوى منه، فأرسل إليه والدة الملك سعفان ليعرف السبب ليعرف من خلال الحوار الذي دار بينهما أنه يحتاج إلى طباخ،

انت ببساطه تحتاج إلى طباخ يحل محل المرحوم زايد.

مع احترامي لك يا مولاي لا أستطيع أكل من أي طباخ وخاصة في الفطائر والتي هي أكلتي الأساسية.

بسيطة أعمل مسابقة لجميع الطباخين  فتأكل وتختار ما هو الأفضل لتعينه في القصر.

مسابقة الطباخين

اعدت المسابقة ونظمت بإحكام ودقة، فكان لا يتقدم إلى وظيفة طباخ  القصر إلا من قام بالعمل عند وزير أو عين من أعيان البلد.

للمسابقة موعد محدد وهو بعد ثلاث أسابيع من الآن فقط  .

المسابقة لا تزيد عن ساعة .

كما حدد الأمير ثلاث أصناف للفطائر( بيتزا، دنش بالعسل، و فطيرة حرة حسب رغبة المتسابق).

لا يدخل باب القاعة التي تقوم فيها المسابقة إلا من هم من المعازيم و لدية كارت الدعوى الخاص،  أو من طباخين المسابقة ومعه كرنية صغير مسجل به اسمة وبلده ورقمه في المسابقة.

موعد المسابقة

خرج المنادي يعلن في كل الأسواق والأماكن العامة عن موعد المسابقة، وشروطها، فسمعت الفتايات في شغف و حب وفي الزقاق تجاذبن الحديث

اه يا أمنية لو دخلتي المسابقة

مسابقة ايه؟

انت ما سمعتيش.. وحكت لها صديقاتها عن المسابقة .

والله يا أمنية ما حد في البلد بيعمل الفطير زيك، ده حتي عماد قدم شوفي الغلب!!

طب بالزمة انتي والا عماد؟؟

ما تنسيش إن عماد له معارف كثير في القصر.

طب و داليا ما تنفعش ؟

بعد سماع بائعة الفطير إلى كلام الفتيات تحمست وذهبت للتقدم في مسابقة طباخ الأمير، ولكن دون جدوى فقد عرف الكاتب أنها لم يسبق لها العمل في اي مكان، فرفض رفض قاطع بل ونهرها وهو يقول( انت بتسطعبطي ازاي عايزة تطبخي للإمير مرة واحدة بمنظرك ده) وقال الأخر سيبك من المنظر دي مش عندها خبرة والا نيلة..انت عايزة تودينا في داهية).

حاولت صديقتها داليا التدخل حيث كانت أحد جواري القصر، ولكن دون جدوى، فقد أكد مسئول المسابقة إن دي قواعد وضعها الأمير وانه لايستطيع التغير فيها إلا بأمر منه، كان الأمير فارس حنون لكنه صارم،  كما عرف بالحزم والدقة، كان محبوب لكن يهابه كل من يتعامل معة.

مسابقة طباخ الأمير 

image about حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الأول 

وبعد ثلاث أسابيع خرجت امنية الجميلة بائعة الفطير من المنزل  تتجه إلى مكان المسابقة، وانتظرت في شغف وهي تتمنى أن تجد ثمة طريقة تجعلها تدخل تلك المسابقة، وقفت تترقب الدخول إلى القاعة حيث وقفت مجموعة على الباب لا دخل إلا  كان  بكرت دعوى فيتجه إلى المدرجات،  أو كرنية طباخ حيث يدخل إلى ساحة المسابقة، وبعد اقتراب موعد المسابقة وبعد الإنتظار لما يقرب من ساعتين وهي على امل أن تحدث معجزة فتدخل، حيث كانت طوال الأسابيع الماضية تسأل معارفها الطباخين عن نوع الفطائر وما يحب الأمير ولم تخبر أحد أنها لم تقبل في المسابقة، فقد ظن الجميع أنها تقدمت حيث أنها معروفة في الوسط بالمهارة والسرعة بل والمزاق اللزيز، حتى صديقتها عرفة أنها استطاعة ان تدخل المسابقة، 

جاءت امينه ومعها الفطائر المخمرة والخلطة ووقفت تنتظر حتى رأت موكب الأمير يدخل وبدءت موسيقى الأستقبال والترحيب كما أضاءت ألوان طلقات الإشارة السماء، هنا وجدت فتاتنا الذكية الفرصة سانحة للدخول فانتظرت حتى وجدت صديفتها الجارية خلف الأمير فدخل وسط الركب وهي تقول

كنت مستنياكي

ليه ما دخلتيش؟

كنت خايفة

فسارت في آمان حتى دخل الموكب مكان المسابقة، ثم ودعت صدقيتها حيث دخلت إلى المسابقة أما صديقتها فقد اتجهت إلى المدرجات.

في ساعة العمل

المكان مجهذ حيث تقوم فيه مسابقات عديدة، غرف ذات حوائط فصيرة في كل غرفة موقد خاص، ومنضدة وجميع لوازم الطباخ، كما يقف مساعدين تحت رهن اشارة طباخين المسابقة بحيث ينتهي الطباخ في الموعد المحدد دون تعطيل،  لم تترك امنية الصدفة تلعب دور في حياتها بل كانت تعلم جيداً أن المسابقة بها عدد قليل من الطباخين وذلك يرجع لقسوة الإجراءت في البداية كما كانت متأكدة من وجود مكان لها داخل الساحة، وبما أنها دخلت فعليها أن تعطي أجمل والذ ما عندها، دقت ساعة العمل وبدء الجميع في سرعة ومهارة فائقة، حتى انتهى الوقت المحدد فجاء وقت التسليم،  فأمر مسئول المسابقة طباخين المسابقة بترك كل ما في ايديهم والإنتباه، وهو يقول

لو حد مسك حاجة من ادوات الطبخ  يخرج من المسابقة.

كل واحد يسلم الكرنية بتاعة للمساعدين.

على المساعدين رفع غطاء اللصق من الكرنية ولصق كل كرنية فوق احد الصواني المجهزة. 

هنا كانت الكارثة امنية الجريئة لم  يكن معها كارنية كما نعلم ولم يكن يعرف أحد بأمر المادة اللاصقة تلك.. ترى ماذا  حدث ؟

اتجهت امنية نحو المساعدين لتسلم الكرنية ولكنها تظاهرت بأنه وقع منها حيث انها لم تهتم به، وقالت وهي تبكي( كنت فاكره ان الكرنية عشان ادخل بيه بس، انا حمارة، اعمل ايه دلوقتي) وسط البكاء الشديد والندم، تشاورا  المساعدين ثم وافقو على رفع طعامها على صواني الطباخين، ولكنهم طلبو منها الانتظار، حيث ذهب المتسابقين إلى المدرجات.

مين حط الشطة في الأكل

image about حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الأول

نزل الأمير فارس من المدرجات ليقف أمام المنضدة (كانت منضدة طويلة (2 متر عرض  *  4 أمتار طول) لاستقبال الطعام، ثم رفع يده ليدخل الطباخين واحد تلو الأخر بابتسامة وتحيه للأمير فيقوم برص طعامة على المنضدة بنظام ثم يرجع خطوات فيقف حيث أمر المشرف المسئول، ساعة البدء تدق فيبدء الأمير فارس بتذوق الفطائر المختلفة وأعين الطباخين تترقب وعين  أمنية من بعيد تنظر في قلق.

راح فارس يتذوق واحدة تلو الأخرى ولكنه يقف عند أحد فطائر بائعة الفطير ثم يعود فيتحرك ويتزوق ثم يقف قام بفعل هذا عدة مرات وقلب أمنية يرتجف من القلق ثم قال بصوت عالي أجش:

مين حط الشطة في الأكل ؟

ثم عاد وقال بصوت أعلى وهو يقف أمام البيتزا  الخاصة بالفتاة أمينة.

طبق مين ده ؟

هنا ارتجفت الصغيرة من الرعب وخرجت مسرعة إلى منزلها، وتركت الأمير يصرخ ويعاتب كل المشرفين والطباخين فأمر بغلق الأبواب وعمل تحقيق فوراً وهو يقول:

من الذي يجرأ على مخالفة نظامي؟

من هو صاحب الفطير؟

  لماذا اندس وسط الطباخين ؟

هل كان يريد أن يسمم الأمير ؟

تابعونا في الجزء الثاني لنعرف هل عرف أمنية؟

و ماذا فعل الأمير فارس ببائعة الفطير ؟    

                                                                                                                                                                                             

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

13

متابعين

13

متابعهم

9

مقالات مشابة