نصائح ابي الغاليه

نصائح ابي الغاليه

0 reviews

“نصيحة أبي التي غيّرت حياتي”

كنتُ أظنُّ أنّ الحياة لعبة حظ، إن كنت محظوظًا ربحت، وإن لم تكن، فعليك أن ترضى بخسارتك وتكتم وجعك. كنتُ أمشي في الطرقات أجرّ خلفي خيباتي، أبحث عن معنى، عن سبب يجعلني أستيقظ في الصباح دون أن أكره كلّ شيء.

فشلت كثيرًا. تعبت. وسقطت. ثم سقطت مجددًا.

وكنتُ كلما نظرت في المرآة، رأيتُ شبحًا لا يشبهني. شخصًا لا يملك من نفسه إلا اسمه. لا جسد قوي، ولا عقل واضح، ولا قلب حيّ.

وفي ليلة باردة، كنتُ جالسًا في غرفتي، ألعنُ الدنيا، وأفكر في أن أترك كل شيء وأستسلم. دخل أبي عليّ، لم يقل شيئًا، فقط جلس جواري وقال:

“اسمعني جيدًا يا بني. الحياة ليست عادلة، لكنّ الرجال لا يبحثون عن العدل، بل يصنعون طريقهم رغم الظلام. اجعل من ألمك وقودًا، ومن فشلك سُلّمًا. كلُّ بطل كان يومًا حائرًا، كلُّ قوي كان ضعيفًا ذات مرة. الفرق الوحيد؟ أنهم لم يتوقفوا.”

لم أنم ليلتها.

كلماته ظلت ترنّ في رأسي مثل نبض القلب. ومن تلك الليلة، قررت أن أبدأ من جديد، لا من المنتصف، بل من الصفر. بدأت أعتني بجسدي، بعقلي، بنومي، بأكلي، بدأت أقرأ، أتمرّن، أتعلم، أخسر وأحاول، ثم أخسر وأحاول مرة أخرى.

كنتُ في البداية أُسخر من نفسي، كيف لشخصٍ مثلي أن ينجح؟

لكنّني مع كل يوم جديد، بدأت أصدّق أنني أستحق. وأنني وُلدت لأكون قويًا، لا هشًّا كما كنت أظن.

واليوم، أنظر لنفسي، وأبتسم.

لم أصل بعد، لكنني على الطريق.

والطريق... بدأ بنصيحة من أبي.

نعم بدات الرحلة!!!

كنتُ أظنّ أن النجاح ضوء بعيد لا يُرى، وأنني لا أملك من الأدوات شيئًا. لكن الحقيقة؟ أن أقوى أداة كانت داخلي… الإرادة.

مرّت الأيام، وأنا أستيقظ قبل الفجر، أبدأ يومي بكوب ماء، وسطر جديد في دفتري:

“لا ترحم نفسك… حتى تصبح النسخة التي تفتخر بها.”

كنتُ أتمرّن وكأنني أقاتل، أقرأ وكأنني أجمع أسلحة، أراقب نفسي، أخطائي، وأصلّح كل تفصيلة صغيرة. لم أنتظر أحدًا يصفّق لي، ولا أحدًا يشجعني، لأنني فهمت أن أعظم التصفيق… هو أن تنظر لنفسك وتقول:

“أنا البطل الحقيقي لحكايتي.”

وفي يوم من الأيام، وقفتُ أمام المرآة، فرأيت شيئًا مختلفًا.

لم يكن الجسد فقط أقوى، بل كانت النظرة في عينيّ تقول كل شيء:

“أنا من صنعت هذا.”

ومن وقتها، وعدت نفسي وعدًا لا رجعة فيه:

“لن أعود أبدًا لذلك الضعيف القديم… مهما حصل.”

نعم، ما زلت أتعلم، وما زلت أقع أحيانًا.

لكنني لم أعد ذلك الذي يستسلم.

أنا الآن أقف، أقاتل، وأسير نحو القمة، خطوة بخطوة.

وكلّما تذكرت نصيحة أبي، أبتسم.

لأنه لم يُعطني حلًا… بل أيقظ بداخلي الشخص الذي كنت أبحث عنه طوال حياتي.

“من قلب الوجع… بدأت الرحلة.”

“ومن نصيحة واحدة… بدأت الحكاية.”

“وها أنا أكتبها الآن… لأني لم أعد أخاف.”

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles