من قلب الفشل إلى منصة النجاح: حكاية ريم التي صنعت الحلم بيديها"

من قلب الفشل إلى منصة النجاح: حكاية ريم التي صنعت الحلم بيديها"

0 reviews

أصوات من تحت الأرض: قصة نجاح بدأت في غرفة صماء”

 

---

مقدمة: عندما يصبح الصمت صوتًا

النجاح لا يرتبط فقط بالشهرة أو المال. أحيانًا، النجاح الحقيقي يبدأ في أعماق الصمت، حين يحاول الإنسان أن يصنع فرقًا رغم أن لا أحد يسمعه. هذه قصة "نرمين"، فتاة وُلدت في صمتٍ كامل، لكنها رفضت أن تعيش حياتها صدى لما يريده الآخرون.

 

---

الفصل الأول: غرفة صمّاء ومجتمع أصمّ

وُلدت نرمين في قرية صغيرة، فاقدة للسمع. عاشت طفولتها في عزلة تامة، ليس فقط بسبب الإعاقة، بل لأن المجتمع حولها لم يعرف كيف يتعامل معها. المدارس لم تكن مهيأة، والناس كانوا يظنون أنها "غير قادرة"، والبعض كان ينظر لها بشفقة، وآخرون بتجاهل.

لكن نرمين لم ترَ نفسها ناقصة. كانت ترى العالم بطريقة مختلفة. تراقب الوجوه، وتفهم المشاعر من حركة الأيدي، وتعبيرات العيون. ومع الوقت، بدأت تمسك القلم لترسم مشاعر لم تستطع التعبير عنها بالكلمات.

 

---

الفصل الثاني: النجاح ليس له صوت، بل أثر

في سن السادسة عشرة، بدأت نرمين تنشر رسوماتها على الإنترنت، بتوقيع بسيط:

> “الفتاة التي ترى ما لا يُقال.”

كانت ترسم الألم، الفرح، الوحدة، والخوف… كل لوحة كانت تحكي قصة دون أن تنطق بكلمة واحدة.

 

وفي أحد الأيام، نشرت لوحة بعنوان:

> “عندما صرخت ولم يسمعني أحد”

كانت لوحة لفتاة تغرق في بحر من الكلمات المبعثرة، والصراخ يخرج منها كفقاعات صامتة.

انتشرت هذه اللوحة بسرعة، ووصلت إلى آلاف المشاركات، حتى لفتت انتباه منظمة فنية دولية مهتمة بالفنون التعبيرية وذوي الاحتياجات الخاصة.

 

 

---

الفصل الثالث: من الظل إلى الضوء

سافرت نرمين لأول مرة إلى الخارج، لعرض أعمالها في معرض دولي في هولندا. لم تكن تتحدث، لكنها كانت تُحاور العالم من خلال لوحاتها. الصحف تحدثت عنها، وكتبت إحداها:

> “نرمين ترسم بصمتٍ أعلى من صراخ الكثيرين.”

 

بعد ذلك، حصلت على منحة لدراسة الفنون الرقمية، وبدأت تُدرّب أطفالًا من ذوي الإعاقة السمعية على استخدام الفن كلغة بديلة عن الصوت. حولت ألمها إلى رسالة، ورسالتها إلى نور في حياة آخرين.

 

---

الفصل الرابع: الأثر لا يحتاج ميكروفون

اليوم، نرمين تُدير مؤسسة صغيرة تُدعى "أصوات مرئية"، تساعد الأطفال الصم في التعبير عن أنفسهم عبر الرسم والفن. تقول في أحد لقاءاتها المكتوبة:

> “لم أسمع صوت العالم، لكني قرأته بعيني، ورسمته بقلب لم يتوقف عن الصراخ.”

 

قصتها تلهم الآلاف، وتؤكد أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في نظرة المجتمع التي لا ترى إلا ما تريده.

 

---

خاتمة: ليس المهم أن يسمعك الجميع، بل أن تصل

قصة نرمين لا تحكي عن مجرد فتاة واجهت التحديات، بل عن إنسانة خلقت من صمتها أداة للتغيير. أثبتت أن النجاح ليس حكرًا على من يصرخ بأعلى صوت، بل أحيانًا، من يرسم ألمًا صامتًا، يترك أثرًا لا يُنسى.

النجاح لا يحتاج ميكروفونًا، بل روحًا ترى في الصعوبات طريقًا، لا نهاية.

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

3

followings

0

followings

0

similar articles