قصة : سر الغابة المضيئة

قصة : سر الغابة المضيئة:-

في صباحٍ مشمس وجميل، كان "سامي" الطفل الذكي يحب المغامرات والقراءة، يجلس تحت شجرة في حديقة جده، يقرأ عن الغابات والعجائب. بينما كان يتصفح كتابًا قديمًا، سقطت منه خريطة غريبة! كانت مرسومة باليد ومكتوب عليها: “سر الغابة المضيئة – لا يراه إلا من يحمل قلبًا نقيًا!”

شدّ ذلك انتباه سامي كثيرًا، فأخذ الخريطة وذهب بسرعة إلى أصدقائه: "ندى" الطيبة، و"زياد" الشجاع. قال لهم:

– “عايزين نروح نكتشف السر ده! الغابة مش بعيدة، والخريطة واضحة.”

ترددت ندى قليلًا، لكنها وافقت، بينما زياد قال بحماس:

– “أنا جاهز! يمكن نلاقي كنز!”

انطلق الثلاثة في مغامرتهم، ومعهم حقيبة فيها ماء ووجبة خفيفة وبوصلة وكشاف صغير. كانوا متحمسين جدًا، وقلوبهم مليانة فضول.

دخلوا الغابة وكانت الأشجار عالية وكثيفة، والضوء بيمر من بين الأغصان بشكل سحري. كل ما اتعمقوا أكتر، بدأوا يسمعوا أصوات طيور غريبة، وشافوا أرنبًا أبيض جري قدامهم بسرعة.

قالت ندى:

– “ده شكله مش أرنب عادي!”

وفعلاً، تبين إن الأرنب بيقودهم لمكان معين. اتبعوه، لحد ما وصلوا لباب خشبي ضخم وسط الأشجار، مكتوب عليه: "قل الحقيقة، يدخل من يستحق فقط".

وقفوا قدام الباب، وظهر صوت غريب من وراه بيقول:

– “كل واحد فيكم لازم يقول حاجة عملها وكانت غلط، ويعترف بيها.”

سكتوا للحظة... بعدين سامي قال:

– “أنا مرة كسرت فازة في بيت جدتي وقلت إن القطة هي السبب.”

ندى قالت:

– “أنا خبيت درجاتي لما جبت درجة وحشة وخليت ماما تفتكر إني نسيت الورقة.”

زياد قال بعد تردد:

– “أنا ضحكت على ولد جديد في المدرسة مع زمايلي، ومكنتش المفروض أعمل كده.”

فجأة... الباب فتح!

دخلوا فوجدوا مكانًا رائعًا مليان نور وأشجار بتلمع، وفراشات ملونة، وكان في بحيرة صغيرة ميّتها صافية كأنها مراية. في جانب البحيرة كان في صندوق صغير، ولما فتحوه لقوا جواه رسالة مكتوب فيها:

“الصدق هو مفتاح كل الأبواب. حافظ على قلبك نقيًا، ترى النور في كل مكان.”

ظهر طائر ملون وقال لهم:

– “أنتم وصلتم هنا لأنكم قلتوا الحقيقة، واللي عنده صدق في قلبه يقدر يشوف جمال الغابة دي. السر مش في كنز، السر في نقاء القلب.”

ضحكوا التلاتة، وكانوا مبسوطين جدًا. قضوا وقت جميل، وبعدها رجعوا وهم متغيرين، وعرفوا إن الصدق مش ضعف، ده مفتاح لحاجات عظيمة.

ومن يومها، بقوا دايمًا صادقين ومتعاونين، وكل يوم جمعة بيروحوا مغامرة جديدة… لكن دايمًا بنفس الخريطة، ونفس القاعدة:

“قل الحقيقة، تفتح لك كل الأبواب.”