"اختفاء في وضح النهار"

"اختفاء في وضح النهار"

0 المراجعات

 

في صباح مشمس من ربيع عام 2011، خرجت "إليزابيث" من منزلها الصغير في ولاية يوتا لتشتري بعض الحاجيات… ولم تعد أبداً.

الشرطة في البداية اعتقدت أنها ربما هربت، لكن شيئاً في غرفتها لفت انتباه المحققين: هاتفها، محفظتها، وحتى كوب الشاي الذي كانت تشربه ما زال دافئاً على الطاولة.

كل ساعة تمر كانت تجعل القصة أغرب…

شاهد أخير قال إنه رأى سيارة بيضاء تتوقف بجوارها، ورجل يرتدي قبعة يفتح الباب بسرعة ويجبرها على الدخول.

بدأت عملية بحث ضخمة، لكن بلا أثر… حتى جاء اليوم الرابع.

في غرفة فندق مهجورة على أطراف المدينة، عثرت الشرطة على ملاحظة مكتوبة بخط يدها:

“أنا على قيد الحياة… لكنهم لن يسمحوا لي بالعودة.”

ما حدث بعدها كان صدمة للجميع…

القصة الكاملة ما زالت تُروى حتى اليوم، ولا أحد يعرف على وجه اليقين من كان وراء هذا الاختفاء أو لماذا أُعيدت الملاحظة فقط دون الفتاة نفسها.

 

 

عندما قرأ المحقق "جونز" الملاحظة، شعر بقشعريرة تسري في جسده. الكلمات كانت مكتوبة بخطٍ مهتز وكأنها كُتبت بسرعة، وفي أسفل الورقة بقعة صغيرة من الدم.

بدأت الشرطة تمشط الفندق المظلم، وكل غرفة كانت تحمل رائحة العفن والغبار، لكن في الطابق الأخير عثروا على شيء غريب… كاميرا مراقبة قديمة ما زالت تعمل، وبداخلها شريط فيديو.

عند تشغيله، ظهرت إليزابيث جالسة على كرسي، عيناها مغطاتان، وأصوات رجال يتحدثون بلغة غير مفهومة في الخلفية.

ثم فجأة، انقطعت الصورة، وبدا المشهد الأخير قبل توقف التسجيل: يد ترتدي قفازاً أسود تقترب من الكاميرا وتغلقها.

الغريب أن الشريط كان مؤرخاً بتاريخ اليوم التالي لاختفائها… لكن المكان الذي صُوّر فيه الفيديو لم يكن الفندق، بل موقع مجهول تماماً.

ومنذ ذلك الحين، ظلت القضية مفتوحة، واسم إليزابيث يتردد في نشرات الأخبار كواحدة من أكثر قضايا الاختفاء غموضاً في القرن.

 

النهاية المفاجئة لقصة إليزابيث

بعد أسابيع من البحث، تلقى المحقق "جونز" اتصالًا مجهولًا في منتصف الليل. الصوت كان منخفضًا ومرتعشًا:

> “إن كنت تريد أن تعرف أين هي… تعال وحدك إلى الجسر القديم عند الفجر.”

 

عند طلوع الشمس، كان "جونز" واقفًا على الجسر، والضباب يلف المكان. وفجأة ظهرت امرأة ترتدي معطفًا رماديًا، وعندما اقتربت منه… عرف فورًا أنها إليزابيث.

كانت شاحبة، وملامحها تبدو أكبر من عمرها بسنوات، وعيناها تحملان نظرة مرعبة وكأنها عاشت ما لا يمكن وصفه.

قالت بصوتٍ خافت:

> “لقد حاولوا أن يجعلوني أنسى… أنسى كل شيء… لكني تذكرت.”

 

ثم مدت يدها وأعطته مفتاحًا صدئًا، وهمست:

> “هذا يفتح المكان الذي يحتفظون فيه بالبقية.”

 

وقبل أن يسألها من هم "البقية"، دوى صوت رصاص في الهواء، وسقطت إليزابيث على الأرض… وعندما التفت "جونز" لم يجد أحدًا خلفه، والضباب ابتلع كل شيء.

التحقيقات لم تكشف يومًا عن مصدر الرصاصة، ولا عن المكان الذي يفتح ذلك المفتاح… لكن منذ ذلك اليوم، اختفت قضايا الاختفاء الغامضة في المنطقة فجأة، وكأن السر دُفن معها.

المحقق "جونز" لم يستطع تجاهل المفتاح الذي تركته إليزابيث قبل موتها. أمضى أيامًا يبحث في كل المباني القديمة، يختبر الأبواب واحدًا تلو الآخر، حتى وصل في إحدى الليالي إلى مستودع مهجور على أطراف الغابة.

عندما أدخل المفتاح في القفل، صدر صوت صرير ثقيل وكأن الباب لم يُفتح منذ سنوات طويلة.

وراءه كان ممر ضيق مضاء بمصابيح ضعيفة، وعلى الجدران صور قديمة لوجوه أشخاص مفقودين، بعضهم كان على قوائم الشرطة منذ عقود.

وفي نهاية الممر، غرفة واسعة بها عشرة أسرّة حديدية… فوق كل سرير، اسم محفور على لوحة معدنية، وأمام السرير الأخير كان الاسم: إليزابيث مورغان.

لكن السرير لم يكن فارغًا… كان هناك شخص ممدد، مربوط بالأصفاد، وملامحه مطابقة تمامًا لإليزابيث التي قابلها "جونز" على الجسر!

قبل أن يتمكن من الاقتراب، انطفأت الأنوار فجأة، وسمع همسًا خلفه يقول:

> “أنت لم تقابل إليزابيث… أنت قابلت من يريدونك أن تراه.”

 

ثم شعر بيدٍ قوية على كتفه، وكل شيء بعدها أصبح ظلامًا.

في صباح اليوم التالي، عُثر على سيارة "جونز" مهجورة قرب المستودع… والمفتاح كان ما زال في مقبض الباب.

القضية أُغلقت رسميًا، لكن بعض السكان يقسمون أنهم ما زالوا يرون امرأة بمعطف رمادي تسير وحيدة في الضباب عند الجسر القديم…

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة