
من هي الملكة حتشبسوت :ومعبدها الذي يبقا أيقونة التاريخ والعمارة الفرعونية
الملكة حتشبسوت ومعبدها في الأقصر: أيقونة التاريخ والعمارة الفرعونية
مقدمة
عبر صفحات التاريخ المصري القديم، برزت أسماء ملوك وملكات تركوا بصمة خالدة في الحضارة، لكن الملكة حتشبسوت تظل واحدة من أعظم الشخصيات التي حكمت مصر. لم تكن مجرد ملكة، بل كانت فرعونًا كامل السلطة، نجحت في قيادة البلاد نحو الاستقرار والازدهار، وخلدت اسمها عبر إنجازات معمارية وتجارية مبهرة، على رأسها معبدها الجنائزي في الدير البحري بالأقصر.
من هي الملكة حتشبسوت؟
حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة، ابنة الملك تحتمس الأول وزوجة تحتمس الثاني. بعد وفاة زوجها، تولت الحكم باسم ابن زوجها الصغير "تحتمس الثالث" لكنها سرعان ما اعتلت العرش كفرعون، في سابقة تاريخية للنساء في مصر القديمة.
كانت حتشبسوت ذكية، ذات رؤية سياسية واقتصادية واسعة، واهتمت بتقوية التجارة الخارجية وتنمية المشروعات الزراعية والبنية التحتية.
معبد حتشبسوت الجنائزي في الدير البحري
يُعد معبد حتشبسوت الجنائزي تحفة معمارية فريدة، شُيد على الضفة الغربية لنهر النيل بالأقصر، في منطقة الدير البحري، أسفل منحدرات جبلية شاهقة. صممه المهندس العبقري سنموت، الذي ابتكر أسلوبًا معماريًا مدهشًا، حيث اندمج المعبد مع الطبيعة الجبلية المحيطة به في مشهد يخطف الأنظار.
يتكون المعبد من ثلاثة مصاطب متدرجة ترتبط ببعضها عبر منحدرات طويلة، وتزين جدرانه نقوش ملونة توثق رحلات الملكة التجارية الشهيرة إلى بلاد "بونت" (الصومال حاليًا)، إضافة إلى مشاهد دينية واحتفالية تكشف عن عقيدة المصريين القدماء.
أهمية المعبد تاريخيًا وسياحيًا
معبد حتشبسوت ليس مجرد أثر تاريخي، بل هو شاهد حي على قوة المرأة في الحضارة المصرية القديمة وقدرتها على الحكم بحكمة وشجاعة. كما يعد المعبد اليوم من أهم الوجهات السياحية في الأقصر، يجذب آلاف الزوار سنويًا للاستمتاع بجماله المعماري وتاريخه العريق.
الخاتمة
حتشبسوت لم تترك فقط معبدًا يخلد اسمها، بل تركت درسًا في القيادة والرؤية الطموحة. ومع مرور أكثر من 3,000 عام، يظل معبدها في الدير البحري رمزًا للفن، القوة، والخلود، يروي للعالم قصة امرأة تحدت الأعراف وكتبت اسمها بحروف من ذهب في التاريخ.
1. من هي الملكة حتشبسوت؟
الملكة حتشبسوت (حوالي 1473–1458 ق.م) من أبرز النساء الذي حكمن مصر بصفتها فرعونًا في الأسرة الثامنة عشرة، وعُرفت بحكمها الحكيم وإنجازاتها اللافتة في مجالات التجارة والبناء.
2. موقع المعبد وأهميته
يقع معبد حتشبسوت الجنائزي—المعروف باسم Djeser-Djeseru (القدس الأقداس)—على الضفة الغربية لنهر النيل في الأقصر، مقابل مدينة الكرنك. شُيّد ضمن مجمّع الدير البحري، وهو أحد أبرز معابد الموتى في التاريخ المصري القديم.
في هذا الموقع لعبت الطبيعة دورًا مهيبًا، إذ اتّسع المعبد على منحدرات جبال طيبة ودمج الشكل المعماري التقليدي مع الطبيعة بشكل استثنائي
3. التصميم المعماري والفكرة وراءه
المعبد يتكوّن من ثلاث مصاطب متدرجة مرتبطة بمدارج طويلة، كل مصطبة مزينة بجدران مزخرفة وأعمدة متناسقة.
تم تصميمه من قِبل ستنمووت، المشرف على أمون، واستوحى تصميمه من معبد منتوحتب الثاني في نفس الموقع، لكن على نطاق أكبر وأكثر فخامة.
4. رسومات الحائط والرموز الملكية
جدران المعبد مزخرفّة بمنحوتات بارزة تصور:
ولادة حتشبسوت الإلهية، وتأكيد شرعيتها كفرعون.
رحلتها التجارية إلى بلاد بونت (على ساحل البحر الأحمر)، التي جلبت من خلالها موارد ثمينة مثل اللبان والعاج والمسك.
كما يحتوي المعبد على أضرحة مخصصة للإله آمون، الإلهة هاتحور، وأنوبيس، بالإضافة إلى فناء مخصص لشمس رع-حور-اختي
5. الرسالة السياسية والدينية
المعبد لم يكن مجرد مكان جنائزي، بل نافذة قوة سياسية ودينية—أرادت حتشبسوت من خلاله:
إثبات أُسريتها الإلهية وربطها بالإله آمون.
منافسة الملوك السابقين بأن تبني معبدًا فخمًا بجانب معبد منتوحتب الثاني.
6. جهود الترميم والحفاظ على المعبد
بدأت بعثة أثرية بولندية بمهمة الترميم منذ عام 1968، وعملت على إصلاح الفناء، والمنحوتات، والأقسام العليا المتأثرة بالتآكل والانهيارات الصخرية.
استُخدمت تكنولوجيا حديثة مثل المسح الثلاثي الأبعاد لتحديد التصدعات وتحسين الاستدامة الهيكلية.
7. اكتشافات أثرية حديثة
في عام 2025، أعلن زاهي حواس عن اكتشاف أكثر من ألف قطعة حجرية مزخرفة اللون من أساسات معبد الوادي الخاص بحتشبسوت، وكذلك نقش يحمل اسم المهندس سنموت.
كما كشفت التحريات عن قبور مصاطب منحوتة تعود للعصور المختلفة قرب المعبد، مما يثري فهمنا للموقع واستخدامه على مدى العصور.
الخاتمة
يُعد معبد الملكة حتشبسوت في الدير البحري أحد أبرز معالم الحضارة المصرية القديمة، وريم سبس لطموحها وتفوقها السياسي والروحي. مع مرور آلاف السنين، لا يزال يشهد على عبقريتها كحاكمة فارقة، وفنانًا معمارياً لا يُضاهى.