
قصة حب غيرت حياتهم
الفصل الأول:( البداية اللي ماكنتش في الحسبان)
سارة بنت عادية جدًا، حياتها ماشية بروتين ثابت.
تقوم الصبح على صوت المنبه، تتخانق معاه شوية، وبعدين تقوم غصب عنها. تفطر بسرعة قبل ما تتأخر على الجامعة، تشيل شنطتها وتنزل.
في الطريق، نفس الوجوه اللي بتشوفها كل يوم، نفس الزحمة، نفس الضوضا.
كانت مقتنعة إن حياتها مش هتتغير، وإنها مش من النوع اللي ييجي عليه يوم ويعيش قصة حب زي الأفلام اللي بتشوفها أو الروايات اللي بتقراها. كانت بتضحك مع صحابها أوقات، تقولهم:
“يا جماعة الحب دا للسينما بس، الحياة مفيهاش الكلام دا.”
وكانوا يضحكوا ويقولوا لها: “هتيجي لحظة وتقعي في الحب من غير ما تاخدي بالك.”
وفي يوم عادي جدًا، دخلت المكتبة بتاعة الكلية عشان تدور على كتاب للمشروع بتاعها. الجو هادي، ريحة الورق والكتب مالية المكان. وهي بتمشي بين الرفوف، عينها وقعت على شاب قاعد في آخر الصف، مركز جدًا في الكتاب اللي بين إيده.
كان اسمه "آدم".
عيونه غريبة، مش شبه أي حد شافته قبل كده. فيها عمق كده يخلي اللي يبص فيها يسرح.
سارة حسّت للحظة إنها اتشدت له… قلبها دق بسرعة وهي مش فاهمة ليه.
قعدت في ترابيزة مش بعيدة عنه، حاولت تركّز في الكتاب اللي معاها بس عقلها مش معاها خالص. عينها بين الحين والتاني تروح له، وهو غرقان في القراءة كأنه في عالم تاني.
الصدفة لعبت لعبتها بسرعة… وهي بتفتح شنطتها، القلم وقع على الأرض وراح لحد رجليه.
آدم بص، مد إيده بسرعة، مسك القلم وابتسم وهو بيمدّه لها:
– “اتفضلي.”
– "شكرًا." قالتها بخجل، وصوتها خرج واطي جدًا.
الابتسامة الصغيرة دي كانت الشرارة… بداية قصة حب ماكنتش في الخطة، بس ربنا كتبها.
الفصل التاني:( الشرارة تتحول لكلام)
من بعد اليوم دا، سارة بقت تلاقي نفسها بتروح المكتبة في نفس المعاد. مش عشان الكتب، لأ… عشان احتمال تشوفه تاني.
وفي يوم لقيته قاعد في نفس المكان، نفس الوضعية، نفس التركيز.
جمعت شجاعتها ومشت ناحيته وقالت:
– “انت دايمًا هنا؟”
بص لها بابتسامة بسيطة وقال:
– “أيوة، بحب الهدوء هنا… وانتي؟”
– “أنا نادرًا ما باجي، بس شكلها عادة جديدة هتبدأ.”
ومن هنا بدأ الحوار. كلام بسيط جدًا في الأول، بس جوه سارة كان مختلف. حسّت إنها لأول مرة بتتكلم مع حد وتلاقي الكلام خارج من قلبها من غير تفكير.
آدم كان مختلف عن كل الناس اللي قابلتهم. كلامه هادي، عيونه صريحة، وصوته فيه طمأنينة.
اتكلموا عن الدراسة، عن الكتب اللي بيحبوها، عن أحلامهم. والوقت عدى بسرعة من غير ما يحسّوا.
من اليوم دا بقى في حاجة جديدة في حياتهم.
مواعيدهم بقت ترتبط ببعض. لو دخلت المكتبة ولقت مكانه فاضي، قلبها يضيق. ولو دخل هو ولقيها مش موجودة، يسرح فين راحت وليه.
وبدأت قصة حب صغيرة تكبر جواهم من غير ما يتكلموا عنها.
سارة كانت بترجع البيت مبسوطة من غير سبب واضح. تضحك مع نفسها وهي فاكرة كلمة قالها، أو طريقة ابتسم بيها.
وآدم كان بيكتب في كشكوله ملاحظات عن اليوم، ويكتب جمبها كلمة واحدة: “سارة.”
الفصل التالت:(بداية القرب)
الأيام بقت مختلفة.
سارة بقت تصحى الصبح وهي متحمسة تنزل الجامعة، مش عشان المحاضرات ولا الكلية… لأ، عشان احتمال تشوف "آدم".
بقت تختار لبسها بعناية أكتر، تهتم بشكلها بطريقة ملحوظة.
حتى صحابها بدأوا يلاحظوا:
– “إيه يا سارة، إيه البهجة اللي طالعة منك دي؟”
– "مفيش والله." وتضحك بخجل وهي بتحاول تغيّر الموضوع.
آدم كمان اتغيّر.
أصحابه كانوا بيقولوا له:
– “يا عم إنت بقى عندك حيوية غريبة الأيام دي.”
كان يضحك ويهز راسه من غير ما يجاوب، بس جواه كان عارف السبب… سارة.
بدأوا يقعدوا مع بعض أكتر.
مش بس في المكتبة، لأ كمان في الكافيه الصغير اللي جنب الجامعة.
كانت تحب تشرب كابتشينو، وهو دايمًا يطلب قهوته سادة.
في البداية كانوا بيتكلموا عن الدراسة، بس بعد فترة المواضيع كبرت:
أحلامهم في المستقبل، السفر، الكتب اللي أثرت فيهم، وحتى طفولتهم.
سارة اكتشفت إن آدم عنده جانب حساس جدًا.
هو رغم قوته الظاهرة، قلبه مليان مشاعر، وده خلى جواها إحساس مختلف. حسّت إنها لأول مرة تلاقي حد بيفهمها من غير ما تتكلم.
آدم كمان لقى في سارة براءة وروح نقية.
ضحكتها كانت بتغيّر مزاجه كله، وكلامها كان دايمًا بيديله أمل.
بدأوا يكتبوا لبعض رسائل صغيرة.
ورقة من سارة تلاقيها في كتابه، مكتوب فيها: “يومك سعيد يا آدم.”
وآدم يرد بورقة صغيرة: “طول ما إنتي جنبي، أيامي كلها سعيدة.”
كانت دي بداية قصة حب حقيقية، قصة بتنمو يوم بعد يوم، بالبساطة والصدق.
الفصل الرابع:(التحديات)
بس زي أي قصة حب، ماكانش الطريق كله وردي.
الناس حواليهم بدأوا يلاحظوا قربهم من بعض.
صحاب سارة يغيظوها ويقولوا:
– “واضح إن في قصة حب بتتكتب هنا.”
كانت تضحك وتحاول تغيّر الكلام، لكن قلبها من جوا كان بيطير فرح.
لكن أهلها مكانوش بنفس البساطة.
مامت سارة بدأت تحس إن بنتها مشغولة بحاجة جديدة.
– “إنتي بترجعي متأخرة ليه؟ وليه مبسوطة على طول؟”
سارة حاولت تهوّن وتقول: “مفيش يا ماما، ضغط الكلية بس.”
لكن قلب الأم دايمًا حاسس.
من ناحية تانية، آدم كان عنده مسؤوليات كبيرة.
هو الشغل اللي بيشتغل فيه بعد الكلية عشان يساعد أهله.
كان بيضطر يسيب سارة فجأة أو يغيب يومين من غير ما يشوفها.
وده كان بيعمل فجوة صغيرة بينهم.
مرة، سارة اتضايقت جدًا وقالت له:
– “ليه مبتحكيش ليا؟ أنا بحس إنك بتبعد من غير سبب.”
آدم اتنهد وقال:
– “مش قصدي أضايقك، بس عندي ضغوط كتير. مش بحب أشغلك بمشاكلي.”
– “بس أنا جزء من حياتك دلوقتي… ومشاكلك مش هتكون تقيلة عليا.”
الكلام ده دخل قلبه جامد.
حس قد إيه هي صادقة، وإن قصة حبهم مش مجرد لحظات حلوة، لكن كمان مشاركة في كل الظروف.
بدأت بينهم شوية خناقات صغيرة، ساعات صمت طويل، وساعات دموع.
لكن في الآخر، كانوا بيرجعوا لبعض.
لأن الحقيقة إنهم كانوا محتاجين بعض أكتر من أي وقت.
الفصل الخامس:(القرار الكبير)
العلاقة بين آدم وسارة بقت أوضح.
بقوا يتقابلوا بشكل مستمر، يقعدوا بالساعات يحكوا في كل حاجة.
سارة كانت بتحس إنها لأول مرة عايشة قصة حب حقيقية، مش مجرد إعجاب عابر.
بس مع مرور الوقت، بدأت تسأل نفسها:
“هو مستقبلنا هيبقى إيه؟”
ساعات تبص له وهي ساكتة، تتخيل شكل حياتهم لو بقوا مع بعض بعد سنين.
في مرة قالت له وهي مترددة:
– “آدم… إنت شايف إن اللي بينا دا هيوصل لفين؟”
بص لها بجدية وقال:
– “سارة، أنا عمري ما حسيت كدا قبل كده. إنتي عارفة إن حياتي مش سهلة، عندي مسؤوليات كتير… بس صدقيني، أنا عايز أكمل معاكي.”
– “يعني تفكر فينا جد؟ مش مجرد حب جامعة ويخلص؟”
– “لأ، إنتي قصة حب عمري، وأنا مستعد أواجه الدنيا عشانك.”
الكلام دا قلبها خبط من الفرح والخوف في نفس الوقت.
فرح عشان هو صادق، وخوف من اللي جاي… خصوصًا إن أهلها مش هيكونوا سهلين.
آدم بدأ يفكر بشكل عملي.
قرر إنه يشتغل ساعات زيادة، ويوفّر فلوس عشان يقدر يتقدملها بشكل رسمي.
حس إن اللحظة قربت، وإنه لازم يثبت لسارة إنه جاد.
الفصل السادس:(المواجهة مع الأهل)
اليوم اللي كان سارة خايفة منه جه.
مامت سارة سألتها بشكل مباشر:
– “إنتي في حياتك حد يا سارة؟”
سكتت ثواني طويلة، قلبها كان بيدق بسرعة.
– “أيوة يا ماما…”
– “مين؟”
– “شاب اسمه آدم… زميلي في الكلية.”
مامت سارة اتعصبت:
– “سارة! إنتي لسه صغيرة. تفكيرك كله لازم يكون في مستقبلك. هو مين آدم دا؟ عنده إيه يقدمه؟”
سارة حاولت تهديها:
– “ماما، هو مختلف… جدع وواقف على رجليه. أنا مش بافكر في لعبة، دي قصة حب حقيقية.”
لكن الكلام ماقنعش مامت سارة بسهولة.
الأهل دايمًا بيشوفوا الأمور من منظور تاني: استقرار، شغل، مستقبل واضح.
أما القلب… بيشوف بعيون تانية.
آدم عرف باللي حصل، وقرر مايسكتش.
راح لبيت سارة، وطلب يقابل أهلها.
كان موقف صعب جدًا، بس هو كان عارف إنه لو عايز يكمل في قصة حبهم لازم يبقى شجاع.
قعد قدام والدها وقال:
– “أنا اسمي آدم، وبحب سارة. عارف إنها غالية عندكم، وأنا مش جاي أخدها منكم… أنا جاي أطلبكم تساعدوني أبني مستقبل معاها.”
الكلام كان صادق، وده خلى والدها يسكت لحظة طويلة قبل ما يرد:
– “كلامك محترم… بس الكلام حاجة، والواقع حاجة تانية. لازم نعرف إنت هتقدر توفرلها حياة كويسة ولا لأ.”
آدم وعد إنه هيبذل كل جهده، وإنه مش هيسيب سارة مهما حصل.
سارة كانت قاعدة، دموعها في عينيها من التأثر.
كانت حاسة إنها عايشة أقوى لحظة في قصة حبها… اللحظة اللي فيها الحبيب يواجه العالم عشانها.
الفصل السابع:(التحديات الأكبر)
بعد المواجهة الأولى مع أهل سارة، الأمور ماكنتش سهلة.
مامت سارة فضلت رافضة الفكرة فترة طويلة. كل مرة تفتح الموضوع، تقول:
– “يا بنتي، الدنيا مش حب وبس. الجواز مسؤولية، وإنتي صغيرة.”
سارة كانت بتحاول تقنعها:
– “ماما، أنا عارفة… بس آدم مختلف. هو بيحبني بجد، وبيشتغل عشان يثبت نفسه.”
في نفس الوقت، آدم كان بيتحمل ضغط رهيب.
شغله بقى أصعب، بيشتغل ليل ونهار عشان يوفّر. ساعات جسمه ينهار من التعب، لكن قلبه كان مديّه قوة.
كان يقول لنفسه:
“لو تعبت دلوقتي… هخسر سارة. وأنا مش هسمح دا يحصل.”
في يوم حصل خلاف كبير.
سارة قالت له:
– “أنا تعبت يا آدم. حاسة إننا مش قادرين نكمل. الضغوط كتير، وأهلي مش موافقين، وإنت مشغول على طول.”
آدم سكت لحظة، عينه دمعت وقال:
– “سارة… إنتي عارفة إني عمري ما هسيبك. لو استسلمنا دلوقتي، يبقى كل اللي عدينا بيه راح على الفاضي.”
– “بس أنا محتاجة أحس إنك معايا، مش بعيد عني طول الوقت.”
– “أنا بعيد بجسمي بس… لكن قلبي معاك طول الوقت.”
الكلام دا رجّعها تهدأ.
عرفت إن الحب مش بس لقاءات وضحك، الحب تضحية وصبر.
وهي كانت مستعدة تضحي.
الفصل التامن:( النهاية السعيدة)
الوقت عدى، وأهل سارة بدأوا يلاحظوا جدية آدم.
كان بييجي البيت، يسأل عنهم، يقف جنبهم في أي موقف.
والأهم إنه ما استسلمش ولا مرة.
والدها بدأ يلين، قال لها في مرة:
– “الولد واضح إنه بيحبك بجد. وأهو شغال وبيحاول… يمكن يستاهلك.”
سارة ساعتها حسّت إن قلبها هيطير. راحت لآدم وقالت له:
– “بابا بدأ يقتنع.”
ابتسامته كانت أكبر ابتسامة شافتها منه في حياتها.
– “يعني خلاص يا سارة… هنبدأ حياتنا سوا؟”
– “أيوة يا آدم… دي قصة حب هتكمل.”
وبعد شهور قليلة، اتكتب الكتاب.
اليوم دا كان مليان فرح ودموع.
سارة لابسة فستانها الأبيض البسيط، وآدم واقف مستنيها وهو مش قادر يصدق إن الحلم بقى حقيقة.
في اللحظة دي، كل التعب والمشاكل والخوف اختفوا.
بقى قدامهم بداية جديدة، بيت صغير هيتملأ بالضحك والحب والذكريات.
وكل ما كانوا يقعدوا يحكوا لحد قصتهم، يقولوا:
“إحنا مش بس عشنا قصة حب… إحنا عشنا كفاح علشان الحب.
الخاتمة
في الآخر، قصة حب آدم وسارة بتقول إن الحب الحقيقي مش مجرد كلام حلو أو لحظات سعيدة، لكنه صبر وتفاهم وتمسّك. لما تلاقي حد يستاهل قلبك، تمسّك بيه، وافتكر دايمًا إن أجمل قصة حب هي اللي بتتبني بالصدق والنية الطيبة.