
حب امجد وبيسان
الفصل الأول: صدفة البداية
الصبح كان تقيل أوي على أمجد. الساعة كانت لسه ٩ وهو قاعد على مكتب خشب صغير في أوضة مليانة كركبة: لابتوب مفتوح، أوراق مرمية، كوباية شاي باردة من امبارح. طول الليل ما نامش غير ساعتين عشان كان بيخلص شغل تصميمات لواحد عميل زنّان بيطلب تعديلات كتير.
قال لنفسه: “كفاية قرف بقى... لو فضلت محبوس في البيت هطق.”
قام لبس أي هدوم، جاكت خفيف وجينز قديم، وقرر ينزل يغير جو. كان عارف إن معرض الكتاب فاتح، والناس كلها بتتكلم عنه على الفيس. هو من زمان كان بيحب القراءة بس ضغط الشغل خلاه يبعد عنها.
وصل أرض المعارض، وفضل يتمشى وسط الزحمة. أطفال بتجري، شباب ماسكين شنط مليانة كتب، وأصوات باعة بيندهوا على عروض وتخفيضات. حسّ إنه غريب شوية وسط الحماس ده كله، بس كمل.
في جناح صغير لفت نظره لافتة مكتوب عليها: "إصدارات جديدة – خصم ٣٠٪". وقف يقلب الكتب كده من غير تركيز، لحد ما عينه وقعت على كتاب بغلاف أزرق مكتوب عليه "حين يلتقي الحرفان". ممد إيده يشيله، وفجأة إيد تانية جات على نفس الكتاب.
خبطت إيده في إيدها، فبص بسرعة.
كانت بنت في أوائل العشرينات، لابسة حجاب سماوي وجاكيت رمادي بسيط. عينيها العسلية بصت له بخجل وهي تقول:
– “آسفة... ما كنتش واخدة بالي.”
هو ضحك وقال:
– “لا عادي، شكله الكتاب عجبنا احنا الاتنين.”
الموقف كان بسيط، بس غريب. فيه لحظة صمت قصيرة كده، بعدين هي قالت:
– “خده إنت.”
– “لا والله إنتِ خديه.”
اتضحكوا هما الاتنين من غير ما يقصدوا. وبعدين اتكلموا كلمتين عن الكتب: هي بتحب الأدب الإنجليزي، وهو بيقرأ أكتر في الفلسفة والتنمية. الموقف كله ما خدش دقايق، لكن كان كفاية إنه يسيب حاجة جواه.
رجع البيت ومعاه الكتاب، بس الحقيقة إنه كان مشغول بحاجة تانية أكتر: البنت. قاعد يقول لنفسه: "إزاي أتشد كده من موقف غبي لا مدته خمس دقايق؟" بس مهما حاول يطنش، صورتها مش بتفارق خياله.
اليوم اللي بعده حاول يقنع نفسه إنه يركز في الشغل. فتح اللابتوب، فتح ملفات التصميمات، بس كل شوية يسرح. في الآخر قال: "طب ما أروح المعرض تاني... يمكن أقابلها." كان بيضحك على نفسه ويقول دي حجة عشان أشتري كتب تانية.
وفعلاً، راح. المرة دي مشي ببطء، بيراقب الوجوه كأنه بيدور. وبعد كام جولة، لقاها قاعدة على كرسي بلاستيك في ركن هادي، مركزة في كتاب. قلبه دق بسرعة. تردد ثواني، بعدين قال: “يا تعملها دلوقتي يا هتفضل ندمان.”
مشي ناحيتها وقال:
– “سلام عليكم... فاكرة الموقف بتاع الكتاب الأزرق؟”
هي رفعت عينيها وبانت عليها المفاجأة، وبعدين ابتسمت ابتسامة صغيرة:
– “طبعًا فاكرة.”
قعد جنبها، وبدأوا يتكلموا أكتر. عرف إنها اسمها بيسان، خريجة أداب، بتحب تكتب خواطر صغيرة على ورق كده، وعندها حلم إنها تنشر كتاب يومًا ما. هو حكى عن شغله في التصميم، وإزاي ساعات بيحس إنه بيضيع وقته في شغل مالوش معنى.
الكلام كان طبيعي جدًا، لا فيه رومانسية مصطنعة ولا تمثيل. كانوا زي اتنين أصحاب اتقابلوا بالصدفة وبيكتشفوا إن بينهم حاجات مشتركة.
لما رجع أمجد البيت بالليل، قعد على بلكونته بكوباية شاي سخن، يفكر. كان حاسس بحاجة غريبة: مش إعجاب عابر، ولا حب من أول نظرة، لكن زي ما يكون لقى حاجة كان مفتقدها من زمان... بس مش قادر يحددها بالظبط.
الفصل الثاني: نقطة لقاء
اليوم اللي بعد المعرض، أمجد صحى بدري على غير العادة. كان في إحساس غريب بيشده للخروج، كأنه مستني يشوف حاجة معينة. فضل يقنع نفسه: “أنا نازل أتمشى بس... مش أكتر.”
لكن الحقيقة إنه كان عايز يشوفها.
نزل وسط البلد، يتمشى في شوارعها القديمة اللي متعودة على الضوضاء والزحمة. قعد على قهوة صغيرة جنب شارع طلعت حرب، طلب قهوة سادة، وفتح كتاب جديد كان جايبه من المعرض. كل شوية يبص حواليه، كأنه متوقع يشوفها داخلة من أي باب.
وبالصدفة – أو يمكن مش صدفة – لمحها من بعيد. كانت ماشية بهدوء، شايلة شنطة قماش مرسوم عليها ورد، وواقف قدام مكتبة صغيرة تبص على الواجهة. قلبه دق، وبسرعة قام ومشي ناحيتها.
– “بيسان؟”
اتلفتت، واتسعت عينيها وهي تشوفه. ابتسمت وقالت:
– “أمجد؟ إيه الصدفة دي!”
– “واضح إن الدنيا صغيرة.”
وقفوا لحظة صامتين، بعدين هو قال:
– “تحبي نشرب حاجة هنا جنبنا؟”
وافقت. دخلوا كافيه بسيط، قعدوا على ترابيزة خشب قريبة من الشباك.
الكلام جرى بينهم بشكل طبيعي جدًا. هي بتحب الروايات الكلاسيكية، بتحكي له إزاي أثرت فيها شخصية "إيما" في رواية جين أوستن، وإنها ساعات بتكتب خواطر عن العلاقات الإنسانية.
وهو اعترف إنه مش بيكتب، بس بيرسم أوقات، وبحس إن الرسم بيريّح دماغه من ضغط الشغل.
وسط الكلام، دخل واحد يبيع ورد صغير. أمجد مد إيده بسرعة واشترى وردة حمراء بسيطة، وادّاها لها وهو بيقول بكسوف:
– “يمكن cliché شوية... بس حسيتها مناسبة.”
هي اتفاجئت، لكن خدت الوردة وضحكت:
– “مش مهم الكليشيه... المهم إن اللحظة صادقة.”
لأول مرة، حسوا إن اللقاء مش مجرد مصادفة عابرة زي المرة الأولى. كان في حاجة بتتشكل بينهم، حاجة بطيئة لكن حقيقية.
بعد ما خلصوا قعدتهم، خرجوا يتمشوا في شارع شامبليون. الجو كان فيه نسمة هواء دافية، والأضواء الصفراء بتاعة الأعمدة عاملة جو هادي. في اللحظة دي، بيسان وقفت وقالت له:
– “بصراحة، أنا مبسوطة إني اتقابلت معاك تاني... نادر أوي لما الواحد يلاقي حد الكلام معاه ما يبقاش تقيل.”
هو ابتسم وقال:
– “وأنا كمان... يمكن كان لازم أقابلِك في معرض عشان أصدق إن الصدف ليها معنى.”
وصلوا للميدان، وهناك قالت إنها لازم تمشي. ودعها وهو حاسس بحاجة بتتعلق جواه أكتر وأكتر.
رجع بيته وهو شايل صورة واضحة في دماغه: ضحكتها، وردة صغيرة في إيدها، والإحساس إن دي مش آخر مرة هيشوفها. كان شبه متأكد إن الأيام الجاية هتجمعهم تاني، بس المرة دي مش هيعتمد على الصدفة... هيبدأ ياخد خطوة.
الفصل الثالث: خطوات حذرة
بعد كام يوم من اللقاء التاني، أمجد قعد يفكر: “هو ينفع أسيب الموضوع كدا للقدر؟ ولا لازم أتحرك بنفسي؟”
كان في داخله حماس وخوف في نفس الوقت. مش متعود يدخل في علاقات بسهولة، لكن بيسان خلته يحس بحاجة مختلفة.
قرر يبعث لها رسالة. كان معاها رقمها من تبادل سريع في آخر قعدة. كتب:
– “صباح الخير يا بيسان، عامل إيه كتاب أوستن اللي كنتِ بتكلميني عنه؟”
قعد دقيقة يبص على الشاشة قبل ما يبعتها، قلبه يدق بسرعة. بعد عشر دقايق ردت:
– “صباح النور يا أمجد. خلصته تقريبًا. وأنت، خلصت الكتاب اللي كنت جايبه من المعرض؟”
الكلام بدأ يكبر شوية بشوية، واتحول لمحادثات يومية. في الأول عن الكتب، بعدين عن الشغل، وبعدين عن حاجات شخصية أكتر: طفولتهم، أماكن بيحبوها، أحلام لسه معلقة.
وفي يوم، اقترح يشوفها تاني. قال لها:
– “إيه رأيك نتقابل السبت الجاي في حديقة الأزهر؟ الجو هناك حلو ومفتوح.”
سكتت لحظة قبل ما ترد:
– “تمام، فكرة حلوة.”
يوم السبت جه، وأمجد حضر بدري، لابس قميص كحلي وبنطلون جينز بسيط. جاب معاها كام كروسان من مخبز قريب وزازتين عصير.
لما وصلت بيسان، كانت لابسة فستان كريمي بسيط ومعاه جاكيت جينز، شكلها طبيعي لكن فيه سحر هادي.
قعدوا على النجيلة، وأمجد مدّ لها الكروسان وهو يضحك:
– “عشان متقولييش إني بخليكي تمشي من غير فطار.”
– “ده كرم منك... شكلك ناوي تفسدني بالأكل.”
– “أهو نكسب ثواب.”
فضلوا يحكوا ويتكلموا بالساعات. اتكلموا عن مخاوفهم: بيسان عندها رهبة من إنها متلاقيش الشخص الصح اللي يفهمها. وأمجد اعترف إنه ساعات بيحس بالوحدة حتى وسط الناس.
الكلام خرج بصدق، من غير مجاملات ولا أقنعة.
مع غروب الشمس، الجو خد لون برتقالي ساحر، وبيسان قالت:
– “أكتر حاجة بريحني إن الكلام معاك مش محتاج مجهود... كأني أعرفك من زمان.”
بص لها أمجد وقال:
– “يمكن عشان إحنا شبه بعض أكتر مما متخيلين.”
لكن، رغم اللحظة الحلوة، كان في صوت داخلي عند كل واحد منهم بيقول: “دي مجرد بداية... ولسه الطريق مش سهل.”
لما رجعت بيسان بيتها، كانت فرحانة، لكن برضه متلخبطة. سألت نفسها: “هو أنا مستعدة أدخل في حاجة جديدة؟ ولا هتكون خطوة ملخبطة؟”
أما أمجد، فكان أكتر وضوح: هو مش عايز يسيبها تضيع من إيده. قرر إنه هيفتح قلبه أكتر في المرات الجاية.
الفصل الرابع: تجاذب المشاعر
بعد خروجة الحديقة، الدنيا بدأت تبقى أوضح شوية. بيسان بقت متعودة كل يوم تتكلم مع أمجد، وأمجد خلاص اعتبر إن وجودها بقى جزء من يومه. لكن، زي أي بداية حقيقية، المشاكل بدأت تطل برأسها.
في يوم، أمجد كان مشغول جدًا في الشغل. المدير ضغط عليه بمشروع لازم يتسلم في نفس الأسبوع، فاضطر يشتغل لحد متأخر. بيسان كلمته بالليل، لكن ردوده كانت قصيرة، وده خلى صوتها يبرد. قالت له:
– “هو إيه يا أمجد؟ مش عايز تتكلم معايا النهاردة؟”
– “لا والله يا بيسان، تعبان جدًا ومشغول... بس والله مش قصدي أضايقك.”
– “أصل أنا حسيت إنك متغير.”
الكلام ده دخل في قلبها زي شوكة صغيرة. مش لأنها شكاكة، لكن عشان جواها خوف قديم من الإهمال، من إنها تتحط على الهامش.
بعد يومين، اتقابلوا في كافيه قريب من بيتها. الجو كان مشحون شوية. بيسان دخلت مباشرة في الموضوع:
– “بص يا أمجد، أنا مش بحب أحس إني بفرض نفسي على حد. لو انت مشغول أو مش عايز علاقة دلوقتي، قولي.”
– “لأ يا بيسان، متقولييش كدا. أنا فعلًا شايفك حاجة مختلفة... بس برضه عندي ضغوط كتير. يعني، مش هعرف أكون متواجد ٢٤ ساعة.”
– “أنا مش عايزة ٢٤ ساعة. أنا عايزة أحس إني موجودة جوا أولوياتك.”
كلامها وجع أمجد، لأنه فاهم هي بتتكلم من تجربة قديمة، مش بس من تصرفه. مد إيده على الطاولة وقال بهدوء:
– “اسمعي، لو هنتعلم حاجة من البداية دي، فهي إننا نصارح بعض. أنا مش كامل، وهغلط. بس عاوزك تصبري عليا.”
ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكن عينها فضلت شايلة قلق.
الأيام اللي بعدها كانت متقلبة: يومين حلوين يضحكوا ويتكلموا بالساعات، ويوم فيه شد بسبب تأخير في الرد أو سوء فهم. لكن في النص، كان في رابط بيتعمق أكتر.
وفي مرة، قرر ياخد خطوة جريئة. قال لها:
– “إيه رأيك نزور أهلك قريب؟ عشان يعرفوا إن في حاجة بينا.”
بيسان اتفاجئت. ده كان أول إعلان صريح منه إن الموضوع مش مجرد إعجاب عابر.
لكن ردها ماكانش بالحماس اللي توقعه:
– “لسه بدري يا أمجد. ماما هتسألني ألف سؤال، وأنا مش عايزة أدي وعود أكبر من اللي نقدر عليه دلوقتي.”
الكلمة دي جرحت غروره شوية، لكنه خبّاها بابتسامة:
– “ماشي... لما تحسي إن الوقت مناسب.”
رجع البيت وهو متلخبط. هو شايف إنه بيقدم خطوة لقدام، وهي لسه مسكة الحذر زي درع. بدأ يسأل نفسه: “يا ترى هتعرف تسيب قلبها يتفتح لآخر؟ ولا الخوف هيفضل حاجز بينا؟”
لكن في وسط الحيرة، كان في حاجة واحدة واضحة: هو مش ناوي يسيبها تمشي بسهولة.
الفصل الخامس: اختبار القلوب
بعد فترة من المد والجزر، العلاقة بين أمجد وبيسان دخلت في مرحلة أصعب. أمجد كان عارف إنه وقع في حبها فعلاً، بس بيسان لسه مترددة، بتحاول تمسك قلبها بإيدها عشان مايتكسرش تاني.
في يوم جمعة، اتفقوا يخرجوا يتمشوا على الكورنيش. الجو كان لطيف، والهواء بيرطب الكلام اللي بينهم. أمجد قرر يفتح موضوع مهم:
– “بصراحة يا بيسان، أنا ساعات بحس إنك مش بتديني فرصة كاملة. يعني بحاول أقرب، وأنتِ بترجعي خطوة ورا.”
– “مش قصدي والله يا أمجد... بس أنا مشكلتي إني مش بعرف أثق بسرعة. شُفت كتير، واتعلمت إني لازم أكون حذرة.”
– “طب وهتفضلي خايفة لحد إمتى؟ مش يمكن أكون أنا الشخص اللي هيغير الحكاية دي؟”
سكتت شوية، وبصّت قدامها على البحر. عينيها كانت فيها لمعة قلق وحنين في نفس الوقت.
– “أنا مشكلتي إني بخاف أدي قلبي، ولما أديته قبل كدا اتكسر. لو اتكرر، مش هعرف ألملم نفسي.”
الكلام وجع أمجد، بس حسسُه كمان إنها بتتكلم من جرح حقيقي. مد إيده بهدوء، قربها منه وقال:
– “أنا مش بطلب منك تديني ثقة كاملة في يوم وليلة. بس على الأقل إديني فرصة أثبتلك إني مختلف.”
اللحظة دي كسرت جزء صغير من الحاجز اللي بينها وبينه. ابتسمت ابتسامة خفيفة، وقالت:
– “ماشي، بس إوعى تكسّرني يا أمجد.”
بعدها بأسبوع حصلت مشكلة جديدة. أمجد كان مع زميلة في الشغل في اجتماع متأخر، وبيسان شافت صورة اتنشرت على إنستجرام، وهو واقف جنب الزميلة دي. الدنيا عندها اتقلبت. اتصلت بيه وهي متوترة:
– “هو إيه ده يا أمجد؟ مين دي؟”
– “دي زميلة يا بيسان! اجتماع شغل عادي.”
– “طب وليه ماقولتش؟ ليه تسيبني أعرف من برة؟”
– “يا بنتي ماكانش في حاجة تتقال... مش كل تفصيلة لازم أحكيها.”
الصوت ارتفع، والمكالمة خلصت من غير ما يوصلوا لحل. لأول مرة، أمجد حس إنه ممكن يخسرها بسبب عدم تفاهم صغير. قضى ليلته كلها يفكر: “هي فعلاً مش واثقة، وأنا مستعجل أثبت نفسي... طب نعمل إيه؟”
تاني يوم، راح لها بنفسه من غير ميعاد. وقف تحت بيتها ورنّ عليها:
– “انزلي، محتاج أشوفك.”
نزلت وهي متضايقة، بس أول ما شافته واقف بعينيه المليانة قلق، قلبها ضعف شوية.
قال لها:
– “بصي، أنا مش هفضل أبرر كل مرة. بس أوعدك، مفيش حاجة تخوف. أنا لو عايز ألعب كنت من الأول ما دخلتش حياتك بالشكل ده. أنا واخد الموضوع جد.”
الكلام ده رجّع لها شوية من الثقة اللي ضاعت. سكتت دقيقة، وبعدين قالت:
– “أنا بصدقك يا أمجد... بس خليني أتعلم أسيب خوفي على مهلي.”
ابتسم وقال:
– “وأنا هكون واقف هنا مستنيك، مهما أخدت وقت.”
اللحظة دي كانت بداية جديدة، أقوى من قبل. مش لأن المشاكل خلصت، لكن لأنهم اتفقوا يواجهوها سوا بدل ما يسيبوها تفرّق بينهم.
الفصل السادس: لحظة المواجهة
مرت أسابيع بعد آخر خلاف بينهم، وأمجد وبيسان بقوا أقرب. لكن زي أي علاقة لسه في بدايتها، أي هزة صغيرة ممكن تكبر وتتحول لعاصفة.
في يوم عادي، أمجد كان قاعد في الكافيه اللي متعود يشتغل فيه بعد الشغل. فجأة لقى واحد من أصحابه القدامى داخل، اسمه شادي. كان زمانه صاحب سوء السمعة، معروف بخروجاته اللي كلها لعب وضحك. قعد شادي مع أمجد، وبدأ يرغي:
– “يا عم أمجد! إيه الجو؟ مش باين ليه؟ تعال بقى نرجع أيام زمان. أنا مجهزلك خروجة نار.”
أمجد ضحك وقال:
– “زمان إيه يا شادي؟ أنا في مرحلة مختلفة دلوقتي.”
شادي قرب منه وهو بيولّع سيجارة:
– “إيه يا ابني! هو إيه اللي مغيّرك كدا؟ آه... سمعت إنك مربوط ببنت كدا، صح؟”
الكلام ده ضايق أمجد، بس تجاهله. المشكلة إن بيسان دخلت الكافيه في نفس اللحظة، لأنها كانت جاياله من غير ما تقوله، حابة تعمل له مفاجأة. أول ما شافته قاعد مع شادي، وشادي بيضحك وبيقرب منه بطريقة مستفزة، قلبها وقع.
قربت منهم وقالت ببرود:
– “مساء الخير.”
أمجد قام بسرعة:
– “بيسان! دي مفاجأة حلوة.”
شادي ابتسم ابتسامة مليانة سخرية وقال:
– “آه دي بيسان؟ طيب يا ست الكل، خديه، ده بقى ابن حلال أوي اليومين دول.”
الكلام نزل زي السكينة في قلب بيسان. نظرت لأمجد بنظرة كلها شك، وقالت:
– "أنا راجعة." ومشيت من غير ما تدي فرصة للتوضيح.
أمجد خرج يجري وراها، لكنه ملحقش. بيسان رجعت بيتها وهي غرقانة في أفكار سودا: “يمكن هو لسه زي زمان... يمكن بضحك على نفسي؟”
المشكلة دي فضلت معلّقة كذا يوم. بيسان ما كانتش عايزة تكلمه، وأمجد بيموت من الغيظ إنه اتظلم. بعد 3 أيام، قرر يروح بيتها مباشرة.
لما قابلها، لقاها متوترة. قال لها:
– “هو أنا لازم أدفع تمن أخطاء غيري طول الوقت؟”
– “أنا مش قصدي أظلمك، بس أنا شوفت بعيني...”
– “شوفتي إيه؟ واحد صاحبي قديم جه سلّم! طب إيه ذنبي إن سمعته وحشة؟”
– “بس طريقته كانت مش مريحة، وأنت ما شرحتليش.”
– “إنتِ ما اديتنيش فرصة أشرح! مجرد ما شفتي مشهد حكمتي وخلاص.”
الكلام خرج من أمجد بحرقة، بس في الآخر هدأ وقال:
– “بصي يا بيسان، أنا اخترتك عشان أبني معاك حاجة مختلفة. لو كل موقف صغير هنهدم اللي بينا، يبقى عمرنا ما هنكمل.”
سكتت بيسان شوية، ودموعها نزلت من غير قصد. قالت بصوت واطي:
– “أنا عايزة أصدقك، والله. بس الخوف بيشدني ورا كل مرة.”
أمجد قرب منها، مسك إيديها وقال:
– “خلي خوفك معايا، وأنا هتعامل. بس إوعى تسيبي كل تفصيلة صغيرة تهد اللي بينا.”
الكلام دخل قلبها، لأنها حست إنه فعلاً صادق. دي كانت أول عاصفة كبيرة بينهم، بس لما عدّت، بقت العلاقة أقوى. بيسان ابتدت تدرك إن الاستسلام لشكوكها ممكن يضيّع اللي بتحلم بيه، وأمجد فهم إنه لازم يصبر أكتر ويستوعب ماضيها اللي مأثر فيها.
الفصل السابع: قلوب مكشوفة
بعد ما عدت العاصفة الأولى بينهم، بيسان حست إنها محتاجة تختبر نفسها وتدي فرصة لقلبها يهدأ. في يوم خميس بالليل، وهي قاعدة في أوضتها، كانت بتفكر في كل اللي حصل. فجأة جالها مسج من أمجد:
– “تعالي بكرة الصبح. في مكان نفسي أوريهولك.”
بيسان اترددت، لكن فضولها غلبها. تاني يوم، لقيت أمجد مستنيها بعربيته. لما ركبت، ما قالش وجهته. ابتسم وقال:
– “هتعرفي لما نوصل.”
بعد نص ساعة من الطريق، وقف بيها قدام حديقة هادية على أطراف المدينة. المكان شبه مهجور، أشجار كتيرة، وصوت عصافير مالي الجو. بيسان بصت حواليها وقالت:
– “إيه ده؟ أول مرة أعرف المكان ده.”
أمجد ابتسم:
– “دي كانت مهربي من الدنيا وأنا صغير. لما كنت مضايق، كنت أجي هنا وأكتب.”
جلسوا سوا على كرسي خشب قديم. كان الجو لطيف، والهوا بيحرك شعرها برفق. بيسان حسّت براحة غريبة، كأنها لأول مرة في حياتها تقدر تتنفس من غير خوف.
أمجد بص لها وقال:
– “أنا عارف إنك لسه مش مطمئنة 100%... وده طبيعي. بس خليني أقولك حاجة: إنتِ أول حد حسسني إني عايز أكون إنسان أحسن.”
صمت لحظة، وبعدين أضاف:
– “زمان كنت بهرب من أي التزام. لكن معاكي... أنا مش عايز أهرب.”
الكلام ده لمس قلب بيسان. دموعها وقفت في عينيها وهي ترد:
– “أنا طول عمري حاسة إني لازم أحمي نفسي من كل الناس. كنت بقول لنفسي إن محدش يستاهل أثق فيه. بس معاك... أنا نفسي أصدّق.”
قرب منها أمجد، مد إيده بحذر كأنه بيستأذن قبل ما يمسك إيدها. ولما لمست إيده، اتجمدت ثواني، وبعدين ابتسمت ابتسامة صغيرة، كأنها موافقة.
قال لها وهو بيبص في عينيها:
– “إوعي تفكري إنك لو وقعت، مش هتلاقي حد يسندك. أنا موجود... وباختياري.”
ابتسمت بيسان ابتسامة باهتة، وقالت:
– “أنا يمكن أول مرة أحس إني مش لوحدي.”
في اللحظة دي، الجو كله كان كأنه متواطئ معاهم. صوت العصافير، نسمة الهوا، الشمس اللي قربت تغيب وبتدي السماء ألوان برتقالية دافية. كانوا قاعدين قريب جدًا، المسافة اللي بينهم ضاقت، مش بالكلام بس... لكن بالصدق.
بيسان قالت بخجل:
– “أمجد...”
– “نعم؟”
– “أنا... بحب أوي إني لقيتك.”
الكلمة دي طلعت عفوية، لكن أمجد حس إنها أغلى حاجة اتقالت له من زمان. قرب أكتر وقال لها:
– “وأنا من يوم ما دخلتي حياتي، وأنا متأكد إن دي البداية الصح.”
فضلوا قاعدين في المكان ده ساعات. ما كانوش محتاجين يتكلموا كتير، مجرد وجودهم جنب بعض كان كفاية. اللي بينهم اتغير تمامًا في اليوم ده: ما بقاش مجرد إعجاب، بقى رابط أعمق، فيه أمان ودفا.
لكنهم ما يعرفوش إن الأيام الجاية هتختبر الحب ده باختبارات أصعب من مجرد شك أو عتاب.
الفصل الثامن: ظلال الشك
بعد اللقاء في الحديقة، بيسان حسّت إن الدنيا لأول مرة بتفتح لها باب للطمأنينة. لكن الحياة ما بتديش هدايا كاملة من غير امتحان.
في يوم من الأيام، وهي راجعة من الكلية، سمعت بالصدفة زميلاتها بيتكلموا عن أمجد. واحدة منهم قالت بصوت واطي لكن مسموم:
– “ده أمجد ده طول عمره بيلعب بعقول البنات. يضحك عليهم ويختفي.”
الكلام وقع على قلبها زي حجر. هي كانت عارفة إن لأمجد ماضي، بس تسمع الكلام بالطريقة دي كان بيشكّكها في نفسها. حاولت ما تبينش قدامهم، لكن جواها تولّد خوف جديد.
لما قابلت أمجد بالليل، لقت نفسها ساكتة، مش قادرة تتكلم. هو لاحظ وقال:
– “مالكِ؟ في حاجة مضايقاكي؟”
– “لا... تعبانة شوية.”
بس الحقيقة إنها مش قادرة تبطل تفكر. هل ممكن يكون فعلاً بيكرر نفس السيناريو؟ هل هي مجرد محطة جديدة في حياته؟
في نفس الوقت، أمجد كان مشغول بشغله اللي ابتدى يضغط عليه. مشروع كبير مع شركته، وسهر بالليل، واجتماعات كتيرة. كان بيحاول يوازن بين حياته العملية وبين وجود بيسان، لكن ساعات التعب كان بيخليه قصير البال.
في يوم، اتأخر في مكالمة عمل وهو معاها في كافيه. هي اتضايقت وقالت:
– “أنا بحس إن شغلك أهم مني.”
رد بعصبية من غير ما يقصد:
– “طب أعمل إيه؟ ده شغلي، ولازم أركز فيه!”
السكوت اللي بعد الكلمة دي كان تقيل جدًا. بيسان نزلت عينيها للأرض، حسّت إنها فعلاً أقل أولوية. أمجد لاحظ ده فورًا، وحاول يصلح الموقف:
– “أنا آسف... بس صدقيني، إنتِ أهم من أي حاجة. بس ساعات الضغط بياخدني.”
بس الجملة دي ما كانتش كافية تمسح الأثر. الشك اللي اتزرع جواها ابتدى يكبر.
بعدها بكام يوم، وصلتها رسالة غريبة من رقم مجهول:
– “بتفتكري إنك مختلفة؟ صدقيني... هتكوني زي غيرك.”
الرسالة دي كسرت حاجة جواها. هي ما عايزة تصدق، لكن الكلمات بتطاردها في كل لحظة.
قررت تواجه أمجد. قالت له والدموع في عينيها:
– “أنا محتاجة منك حاجة واحدة بس... تثبتلي إني مش واحدة من سلسلة.”
أمجد وقف قدامها، عينيه فيها خليط من الغضب والجرح:
– “إزاي تصدقي إن ممكن أعمل فيكي كده؟ أنا كل يوم بحاول أوريكي إني مختلف، وإني عايز أبدأ بداية جديدة معاكي. بس إنتِ اللي مش عايزة تصدقي.”
الجدال احتد، وبيسان في لحظة غضب قالت:
– “يمكن عشان عمري ما عرفت الراحة مع أي حد. يمكن العيب فيا أنا.”
وسابت المكان بسرعة، من غير ما تبص وراها.
أمجد وقف في مكانه مصدوم. حس إن كل اللي بناه معاها ممكن ينهار بسبب شائعات ورسالة تافهة. لكن جواه كان في إصرار: مش هسيبها، حتى لو الدنيا كلها ضدي.
في اللحظة دي، الغيوم بدأت تتجمع حوالين حبهم. لكن لسه فيه خيط نور صغير، مستني قرارهم هما الاتنين: هل هيمسكوا في بعض، ولا يسيبوا الشك يهدم كل حاجة؟
الفصل التاسع: اختبار الحب
بعد الأحداث الأخيرة، الجو بين أمجد وبيسان اتقلّ بشكل ملحوظ. الشك اللي اتزرع جوا بيسان بدأ يتحول لعاصفة حقيقية، وأمجد حسّ إنه لازم يثبت نفسه أكتر من أي وقت فات.
في صباح يوم الإثنين، أمجد راح شغله مبكر. كان عنده اجتماع مهم مع عميله الجديد، وكان مضغوط جدًا. في نفس الوقت، بيسان كانت قاعدة في الكلية، وكل دقيقة بتفكر فيه وفي اللي حصل. دماغها كانت مليانة أسئلة: هل فعلاً هو مختلف؟ هل هقدر أثق فيه؟
بعد الغداء، وصلتها رسالة من صديقتها المقربة:
– “خلي بالك، سمعت شوية كلام عن أمجد... الناس بتتكلم عن علاقاته القديمة.”
بيسان قلبها وقع. حاولت تهدأ، لكن صورة شادي وصورته في الكافيه رجعت تاني قدام عينيها. شعرت بالغضب والحزن في نفس الوقت، واتفجرت الدموع لما قعدت لوحدها.
في المساء، قررت تواجه أمجد على طول بعد ما خلصت الكلية. وقفت قدامه وقالت:
– “أنا حاسة إن كل حاجة بينا ممكن تنهار بسبب كلام الناس ورسائل مجهولة.”
– “بيسان، اسمعيني... أنا مش هسيب أي كلام يفرق بينا. كل اللي بعمله عشان أثبتلك إني موجود، مش مجرد كلام.”
– “بس أنا تعبت... ساعات بحس إني مش قادرة أصدق أي حد.”
الكلام ده كسر أمجد. قرب منها وقال:
– “أنا فاهمك، وأنا موجود، مش هسيبك لوحدك. بس محتاج منك تبذلي جزء من الثقة دي كمان.”
في اللحظة دي، وصلت رسالة على موبايل أمجد من زميله شادي، بيحاول يزعزع العلاقة مرة تانية:
– “يا عم، خلي بالك من اللي حوالينك، البنات ساعات بتصدق أي كلام.”
أمجد ما ردش، لكنه حسّ بغضب شديد. بيسان شافت التعب في عينيه وقالت:
– “أنا آسفة... أنا ما كنتش عايزة أشك فيك.”
– “عارف... بس الكلام اللي سمعتِه ممكن يفسد أي حاجة بينا لو سبتِه يأثر.”
اتفقوا إنهم يقضوا اليوم سوا بعيد عن الناس، وراحوا تمشوا في حديقة المدينة. الجو كان لطيف، الهوا بيحرك الأشجار، وصوت المياه في النوافير بيعمل موسيقى هادية.
أمجد قرب منها وقال:
– “تعالي ننسى كل اللي حصل دلوقتي ونركز على اللي بينا.”
– “طب وإيه عن الشكوك؟”
– “الشكوك هتفضل موجودة طول الحياة، بس المهم إننا نختار نواجهها سوا.”
ابتسمت بيسان وقالت:
– “أنا موافقة... بس محتاجة شوية وقت.”
جلسوا جنب النهر، أمجد ماسك إيدها بهدوء، وبيسان حست براحة لأول مرة بعد أيام من القلق. كانت لحظة رومانسية صافية، فيها دفء وصدق، بس برضه فيها تحدي: هل هيقدروا يحافظوا على الحب وسط كل المؤثرات الخارجية؟
في الطريق للبيت، أمجد شاف بيسان بتضحك على نكتة بسيطة، حس إن قلبه ارتاح شوية. قال لنفسه: “ده أول مؤشر إننا ممكن نعدي العاصفة دي... بس لسه الطريق طويل.”
الفصل العاشر: الفجر الجديد
بعد كل العواصف والمشاكل، أمجد وبيسان وصلوا لنقطة مهمة في علاقتهم. الجو كان هادي يوم السبت، والشمس بتغيب بلون ذهبي دافي، والمدينة كلها هدوء بعد أسبوع طويل من الشغل والامتحانات.
أمجد قرر يعمل خطوة أخيرة تثبت لبيسان إنه جاد، وإنه موجود بكل قلبه. قعد مع نفسه وكتب رسالة طويلة، مش على الموبايل، لا، على ورقة حقيقية. كتب فيها كل حاجة: خوفه، حبه، ووعوده ليها إنه مش هسيب أي سوء فهم يفرق بينهم.
بعد كده، اتفقوا على لقاء في نفس الحديقة اللي قابلها فيها لأول مرة. بيسان وصلت وهي شايلة الكتاب اللي كان سبب أول لقاء بينهم، لكن عيونها كانت مليانة توقع وخوف، زي عادة قلبها.
أمجد قرب منها وهو ماسك الورقة، وقال بابتسامة:
– “دي آخر حاجة حبيت أوريكي إياها. كل كلمة فيها من قلبي.”
بيسان خدتها، وقعدوا على نفس الكرسي الخشبي اللي كانوا قاعدين عليه قبل كده. بدأت تقرأ بصوت واطي، وفي عينيها دموع فرح وارتياح:
– “أمجد... كل اللي مكتوب هنا حقيقي؟”
– “أيوة... كل حرف.”
بعد ما خلصت الورقة، قرب منها، ماسك إيدها، وقال بصوت واثق:
– “بيسان، أنا عارف إن الطريق ماكانش سهل. لكن كل العواصف اللي عديناها خلتنا أقوى. وأنا مش هسيبك تمشي من حياتي.”
ابتسمت بيسان، دموعها نزلت من غير ما تمنعها، وقالت:
– “وأنا كمان مش هسيبك. يمكن مش كاملة، ومش متعودة أثق بسرعة، لكن معاك حاسة إني ممكن أكون أنا.”
في اللحظة دي، الشمس غرقت خلف الأشجار، والجو كله اتلون بالبرتقال والوردي. أمجد قرب أكتر، وببساطة، حضنها بحنية. بيسان رجعت حضنه، واللحظة كلها صمت ودفا، بس فيه كلام أكتر من أي كلام ممكن يتقال: الحب الحقيقي موجود لما الاتنين يختاروا يكونوا صادقين مع بعض ويواجهوا كل الصعاب سوا.
بعد دقائق، قعدوا جنب بعض على النجيلة، يتكلموا عن أي حاجة وأي حد: ضحكوا على المواقف الغبية اللي حصلت قبل كده، حكوا عن أحلامهم، وخططهم للمستقبل. في كل لحظة كانوا حاسين إنهم أقوى مع بعض، وكل تجربة مرّوا بيها خلتهم أكتر قربًا.
الليل جه، والمدينة كلها هدوء، بس هما لسه قاعدين. أمجد لمس إيدها وقال:
– “المستقبل مش مضمون... بس معاك حاسس إني مستعد أواجهه.”
بيسان ابتسمت وقالت:
– “وأنا كمان... مش هخاف بعد كده.”
وفي اللحظة دي، كل شيء اتجمع: الحب، الثقة، الصراحة، والدفا. كانت النهاية اللي تستاهلها علاقتهم، بداية حياة جديدة معا بعض، بعيد عن كل الشكوك والخوف.
القصة خلصت، بس الحياة بتستمر. وأمجد وبيسان عرفوا إنهم مع بعض، مهما كانت العواصف، هيفضلوا جنب بعض، ويختاروا الحب يوميًا.