إبراهيم الرفاعي: أسطورة العمليات الخاصة في الجيش المصري

إبراهيم الرفاعي: أسطورة العمليات الخاصة في الجيش المصري

Rating 0 out of 5.
0 reviews
image about إبراهيم الرفاعي: أسطورة العمليات الخاصة في الجيش المصري

النشأة والبدايات

وُلد البطل إبراهيم الرفاعي في 27 يونيو 1931 بقرية الخلالة التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية. نشأ في بيئة ريفية متواضعة غرست فيه قيم الانتماء والشجاعة وحب الوطن. التحق بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج منها ضابطاً في سلاح المشاة، ليلتحق بعد ذلك بسلاح المظلات. ومنذ بداياته العسكرية، لفت الأنظار بجرأته ومهارته وقدرته العالية على القيادة.

مسيرته العسكرية

شارك الرفاعي في حرب 1956 (العدوان الثلاثي)، حيث أظهر كفاءة قتالية عالية في عمليات الإنزال والكمائن. وبعد الحرب، أُرسل في بعثات تدريبية داخل مصر وخارجها، ما زاد من خبرته في تكتيكات القتال الخاصة.

لكن نجمه سطع بشكل لافت بعد هزيمة يونيو 1967، حين قررت القيادة المصرية إعادة بناء الجيش وإعداد قوات خاصة قادرة على تنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو الإسرائيلي. هنا برز دور الرفاعي الذي أسس المجموعة 39 قتال، إحدى أشهر وحدات القوات الخاصة المصرية.

المجموعة 39 قتال

اعتُبرت هذه الوحدة التي قادها الرفاعي أيقونة في حرب الاستنزاف (1967–1970). كانت تقوم بعمليات فدائية نوعية خلف خطوط العدو في سيناء، تستهدف نقاط المراقبة، مخازن الذخيرة، وخطوط الإمداد.

من أبرز العمليات:

تدمير مخازن العدو في لسان بور توفيق بالسويس.

أسر أول جندي إسرائيلي بعد حرب يونيو.

رفع العلم المصري على الضفة الشرقية للقناة في عمق الأراضي المحتلة، في مشهد رمزي رفع الروح المعنوية للجنود والشعب.

تصفية العديد من قادة العدو خلال كمائن جريئة نفذتها مجموعته.

كانت إسرائيل تصف إبراهيم الرفاعي ورجاله بـ الأشباح، نظراً لجرأتهم وقدرتهم على تنفيذ عمليات خاطفة ثم الانسحاب دون خسائر كبيرة.

حرب أكتوبر 1973

مع اندلاع حرب أكتوبر، كان الرفاعي على رأس وحدته التي شاركت في مهام بالغة الخطورة. أسندت إليه مهام قطع إمدادات العدو وتدمير طرقه ومحطاته الرئيسية على طول الجبهة. شارك رجاله في حماية أجنحة الجيش الثالث الميداني ومنع العدو من التسلل عبر ثغرات.

في 19 أكتوبر 1973، وأثناء إحدى العمليات البطولية في منطقة الدفرسوار، أصيب الرفاعي بشظايا قاتلة أثناء مواجهة مباشرة مع قوات العدو. رفض أن يُنقل من ميدان القتال إلا بعد أن يتأكد من استكمال المهمة. ارتقى شهيداً، تاركاً إرثاً من البطولة والفداء.

شخصية استثنائية

كان إبراهيم الرفاعي قائداً محنكاً، يتميز بروح معنوية عالية، وحرص دائم على أن يكون في مقدمة صفوف رجاله. عُرف بصلابته في القتال وبساطته وإنسانيته مع جنوده، إذ كان قريباً منهم يعاملهم كأخوة.

التكريم والإرث

مُنح نجمة سيناء تكريماً لبطولاته وتضحياته.

أُطلق اسمه على العديد من المدارس والشوارع تخليداً لذكراه.

تُعد سيرته حتى اليوم مثالاً يُدرَّس في تاريخ القوات المسلحة المصرية.


الخاتمة

يبقى إبراهيم الرفاعي أحد أعظم أبطال العسكرية المصرية في القرن العشرين. رجلٌ لم يعرف المستحيل، حمل على كتفيه شرف الدفاع عن الوطن في أصعب اللحظات. ترك وراءه أسطورة تتناقلها الأجيال عن القائد الذي حوّل الهزيمة إلى أمل، واليأس إلى قوة، والخوف إلى شجاعة.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

32

followings

21

followings

61

similar articles
-