حين نبض القلب لأول مره

حين نبض القلب لأول مره

Rating 0 out of 5.
0 reviews

الفصل الثاني

image about حين نبض القلب لأول مره

 

تمتم لنفسه بصوت خافت، لكن قلبه كان يخفق بجنون. كيف يكون ذلك ممكنًا؟ إنها هي... الفتاة التي رأها في حلمه.

تجمد الزمن للحظة، وكأن العالم من حوله توقف عن الحركة. لم يعد يسمع ضجيج الطابور أو أصوات الطلاب من حوله. كان كل ما يراه هو عيناها الهادئتان، وكأنهما تحملان سرًا لم يُكشف بعد. "هل يمكن أن تكون هي فعلاً؟"، تساءل في داخله، وهو عاجز عن النظر بعيدًا.

أما هي ليلي ، فقد كانت تقف في مكانها ببراءة، غير مدركة أن هناك عينين تراقبانها بشغف ودهشة. بالنسبة لها، كان مجرد يوم دراسي جديد،

التقطت عيناها صدفه نظره ثابته من بعيد 
تردد عقلها في استيعاب الموقف  !

مالو دا بيبصلي كدا ليه ؟!

لم تكن متاكده ف حركت نظرها بعيدا محاوله أن تقنع نفسها انها مجرد صدفه عابره 
لكن إحساسا خفيا جعلها تنظر إليه مره اخري لتجد النظره نفسها لاتزال موجهه نحوها شعرت بالخجل وهي تحاول الهروب من تلك النظرات..

في تلك اللحظة، بدا وكأن العالم من حولهما قد توقف، وتركهما في مواجهة غريبة. هو بعينيه المليئتين بالدهشه وهي بمحاولاتها المستميتة للهروب من هذا التواصل الذي أشعل في داخلها خليطًا من الحيرة والخجل

أما أحمد، فبقيت عيناه معلقة بها، غير مدرك لما حوله. بالنسبة له كانت تلك اللحظة تحمل شعورًا غريبًا كأنها رابط خفي بين الحلم والواقع، بين الخيال والحقيقة.
كان القدر خطط لهذا اللقاء منذ وقت طويل

انتهي الطابور وبدأ الطلاب يتحركون نحو فصولهم ولكن احمد ظل غارقا في أفكاره غير مصدق لما رآه للتو كان يمشي بجوار صديقه عمرو الذي لاحظ علي الفور شرود احمد

احمد !؟
ي ابني !! انت معايا ؟!
قالها عمرو وهو يلوح بيده امام وجهه !

نظر احمد إليه ببطئ دون أن ينطق حرف

ايه مالك ي ابني مش بترد عليا ليه ؟!

هز احمد رأسه وقال بصوت خافت:
.مفيش حاجه ي عمرو كلو تمام

رفع عمرو حاجبيه بدهشه ! 
مفيش حاجه ايه بس دا انت مش موجود اصلا شكلك مش طبيعي

ابتسم احمد ابتسامه خفيفه وقال
" انا كويس والله "

دخل احمد الفصل وجلس بجوار عمرو محاولا التركيز لكن أفكاره كانت مشتته بالكامل ذكري الحلم والفتاه التي رآها مازالت تسيطر علي عقله وبينما أخذ مكانه ف الفصل تذكر أن الفصول في مدرستهم مختلطه وللحظه تملكه الامل : " ياتري هي هنا "

اخذ يسرق نظرات سريعه علي زميلاته ف الفصل ولكن خيبه الامل تملكته عندما لم يجدها بينهن

حاول التركيز ف الدرس ولكن فكره واحده لم تفارقه 
" هي فين ؟ ياتري هي ف فصل ايه ؟!

دخلت ليلى الفصل بهدوء، كانت تشعر بشيء من الغربة. لم يكن هذا المكان مألوفًا لها، والوجوه الجديدة التي تحيط بها لم تساعد في تخفيف شعورها بالوحدة. اختارت مقعدًا في الصف الثاني، وجلست هناك تنظر حولها بعينين تحملان تساؤلات كثيرة، تتأمل الجدران والأصوات التي تعم المكان.

اقتربت منها فتاة ذات ابتسامة لطيفة وقالت: 
"مفيش حد قاعد جنبك؟"

أجابت ليلى، بصوت هادئ
"لا، اتفضلي."

جلست الفتاة بجانبها وقالت بحماس
: "أنا ياسمين . وانتي اسمك ايه ؟

- ردت ليلي ب ابتسامه خفيفه 
- انا اسمي ليلي

قالت ياسمين :
شكلك مش من هنا صح ؟

أجابت ليلي ب هدوء :
ايوه انا من جيزال

أضافت ياسمين ب ابتسامه :
حسيت انك طيبه كدا حبيت اقعد جنبك ونبقي أصحاب ايه رأيك ؟

ابتسمت ليلى، ووجدت نفسها تقول: 
"أيوه، طبعًا."

بدأت ليلي  تشعر ب ارتياح للمكان وملأتها السعاده لأنها بدأت تكون صداقات جديده وكانت ياسمين اول من تفاعلت معها فقد شعرت أنها انسانه ذات روح طيبه وأسلوب مهذب وكان هذا واضحا من طريقه كلامها . بدأت تتحدث معها ويضحكون معا لكن فجاه أثناء حديثها وضحكاتهما . استرجعت ليلي مشهدا قد مر في ذهنها . تذكرت ذلك الشاب الذي كان ينظر إليها ف الطابور . كانت نظراته تحمل شيئا غريبا .مليئه بالاسئله والأفكار الي يصعب فك رموزها

ثم شعرت بدهشة لكونها قد غفلت عن أمرٍ مهم كهذا.
"هل من الممكن أن يكون نفس الشاب يجلس الآن في الفصل؟"

تساءلت في نفسها :
"ممكن يكون معايا دلوقتي ف نفس الفصل وانا معرفش ؟!

يا ربي بقا.. دا ممكن يبقي قاعد قريب مني وانا مش حاسه وقاعد بيبصلي دلوقتي !

بدأت مشاعر الخجل التي شعرت بها في الطابور تتسلل إليها من جديد، رغم أنها لا تزال غير متأكدة إن كان ذلك الشاب بين زملائها في الفصل أم لا
.
"ياه ..أخيرًا، زهقنا من القعده ف الفصل 
" قالها عمرو لأحمد، بعدما سمعا جرس الفسحة. خرج كلاهما من الفصل متجهين إلى المكان الذي سيشتريان منه الطعام، ومنذ اللحظة التي ترك فيها أحمد الفصل برفقة عمرو، لم ينطق أحمد بكلمة واحدة. تفاجأ عمرو جدًا من هذا الصمت وقال:

مالك يا أحمد؟ دي مش طبيعتك؟ ليه ساكت كده؟ احكي لي إيه اللي حصل.

أجاب أحمد وقال:
خلاص، هحكيلك.

جلسا معًا في أحد الأماكن، وبدأ أحمد يروي لعمرو تفاصيل حلمه. وعندما انتهى من حديثه، قال عمرو :

يعني ده السبب ال خلاك طول اليوم مش مركز كدا ؟ الموضوع عادي يا عم، متكبرش الموضوع. حلمت ب بنت مش عارفها ودا مجرد حلم ، الأحلام ساعات بتكون غريبة ومش دايمًا لها معنى.

أجاب أحمد وقال:
البنت دي معانا في المدرسة شفتها الصبح.

تفاجأ عمرو مما سمعه، وسأل:
هنا؟ معانا هنا؟ يعني زميلتنا؟

رد أحمد قائلاً:
أيوه،

قال عمرو:
يعني متأكد إن هي دي نفس البنت اللي حلمت بيها؟

أجاب أحمد وقال:
أيوه، هي نفس البنت.

قال عمرو باندهاش:
خلاص، كده فهمت ليه كنت طول اليوم سرحان. معاك حق، هو فعلاً موضوع غريب. طيب، فين البنت دي؟ عندي فضول اشوفها !

رد أحمد قائلاً:
والله مش عارف، أنا بدور عليها من ساعة ما خرجنا من الفصل، لكن مش لاقيها.

أجاب عمرو:
هتشوفها كتير، متستعجلش. على فكرة، أنا لسه جعان، هروح أجيب حاجة تانية اكلها وبعدين نشوف موضوعك الغريب أجبلك حاجه معايا؟

قال أحمد:
لا، أنا كده تمام.

فجأة، ظهرت ليلى وهي تسير بجانب زميلتها ياسمين. كان أحمد ينظر إلى الأرض، ولكن حين رفع عينيه فجأة، وجدها أمامه.. ابتسم ابتسامة خفيفة، كما لو كان قد فقد شيئًا ثم عاد ليجده أخيرًا.وعندما تلاقت اعينهما شعرت ليلي بالخجل الشديد من نظرة أحمد. كانت عيونه مليئة بالكثير من المعاني، مع أنها لم تستطع أن تفهم ما كان يريد قوله.

استمرت ليلى في السير، وكان الخجل يملأ قلبها، فبدأت في تسريع خطواتها. أما ياسمين، فقد لاحظت ذلك وقالت لها ضاحكة:

ليه بتجري كده يا ليلى؟ لسه بدري !

بدأت ليلى تبطئ من مشيها عندما ابتعدت عن أحمد. وفي تلك اللحظة، عاد عمرو ليجلس بجانب أحمد، مستغربًا من الابتسامة التي ارتسمت على وجه احمد فسأله:

إيه يا عم، في إيه؟ 
ايه السعاده ال ظهرت علي وشك فجاه دي !؟

أجاب أحمد بابتسامة لا تزال على وجهه:
اسمها ليلى.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

0

followings

0

similar articles
-