"أغرب شخصيات التاريخ"  كاليغولا – الإمبراطور المجنون

"أغرب شخصيات التاريخ" كاليغولا – الإمبراطور المجنون

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

"أغرب شخصيات التاريخ"  كاليغولا – الإمبراطور المجنون

image about

مقدمة 

عبر تاريخ الإمبراطورية الرومانية الطويل  مرّت روما بعدد كبير من الأباطرة الذين تميّزوا بالقوة أو الذكاء أو حتى القسوة  لكن قلة منهم استطاعوا أن يتركوا بصمة مثل تلك التي تركها الإمبراطور كاليغولا  ذلك الحاكم الذي تحوّل من شاب محبوب إلى رمزٍ للجنون والاستبداد والغرابة.

نشأته وبداياته

وُلد غايوس يوليوس قيصر أوغسطس جيرمانيكوس عام 12 ميلادي في عائلة رومانية مرموقة . كان والده القائد العظيم جيرمانيكوس أحد أكثر الرجال احترامًا في روما  ووالدته أغريبينا الكبرى تنتمي إلى سلالة الإمبراطور أوغسطس نفسه. منذ صغره كان كاليغولا يرافق والده في الحملات العسكرية  وكان الجنود يلقبونه بـ "كاليغولا" أي "الحذاء الصغير"  لأنه كان يرتدي زِيًّا عسكريًّا مصغرًا يشبه زيّ الجنود  فصار الاسم ملازمًا له طوال حياته.

تربّى كاليغولا في أجواء من السلطة والسياسة  لكنه شهد كذلك الغدر والمؤامرات التي كانت تملأ القصر الإمبراطوري. 

بعد وفاة والده في ظروف غامضة  عاش الشاب حياة مليئة بالشكوك والخوف  خصوصًا في ظل حكم الإمبراطور طيباريوس الذي كان قاسيًا ودمويًا ومع ذلك  نجح كاليغولا في كسب ثقة طيباريوس  حتى تبنّاه وجعله وريثًا له.

صعوده إلى العرش

عندما توفي طيباريوس عام 37م  اعتلى كاليغولا العرش وسط فرحة عارمة من الشعب الروماني  فقد رأى فيه الناس أملًا جديدًا بعد سنوات من الحكم القمعي  في بدايات حكمه  أظهر كاليغولا جانبًا لطيفًا وعادلًا  ألغى بعض الضرائب وأفرج عن السجناء السياسيين  ونظّم احتفالات عامة ضخمة نالت إعجاب المواطنين غير أن هذه الصورة لم تدم طويلًا  إذ تحوّل الأمل إلى رعب بعد بضعة أشهر فقط  .

جنون السلطة

يُعتقد أن كاليغولا أصيب بمرضٍ دماغي حاد أو بانهيارٍ نفسي جعله يفقد السيطرة على تصرفاته .

 بعد شفائه  تغيّر تمامًا وأصبح سلوكه عدوانيًا وغريبًا و أعلن نفسه إلهًا حيًّا  وأمر الناس بعبادته  كما بنى تماثيل ضخمة له داخل المعابد المخصّصة للآلهة. 

كان يُجبر النبلاء على تقبيل قدميه، ويعاقب من يتردد في إظهار الولاء له بأبشع الطرق ومن أشهر مواقفه المثيرة للسخرية والدهشة أنه عيّن حصانه المفضل “إنسيتاتوس” قنصلًا في الدولة  وزيّن إسطبله بالذهب  وكان يدعو الناس إلى الولائم الرسمية التي يحضرها الحصان كضيف شرف! كما كان يقيم حفلات عبثية ينفق فيها أموال الخزينة على نزواته الغريبة  بينما يعاني الشعب من الفقر والضرائب الباهظة .

ومن أغرب القصص عنه أنه أمر جنوده، خلال إحدى حملاته العسكرية على سواحل بريطانيا  بجمع الأصداف البحرية كغنائم حرب  . كما كان يطالب مجلس الشيوخ بمناداته بـ“السيد الإله”  ويهدد كل من يعترض على أوامره بالقتل.

نهايته المأساوية

لم يحتمل الرومان جنونه طويلًا. فبعد أربع سنوات فقط من حكمه المليء بالعنف والرعب  تآمر عليه ضباط من الحرس الإمبراطوري وقتلوه عام 41م وهو في الثامنة والعشرين من عمره. 

وبعد اغتياله حاول مجلس الشيوخ محو اسمه من السجلات الرسمية وإزالة تماثيله من كل مكان لكن قصته بقيت حيّة كرمز للطغيان والجنون في التاريخ .

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمد خليل تقييم 5 من 5.
المقالات

3

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.