سر اختفاء مكتبة الإسكندرية القديمة 🤔

سر اختفاء مكتبة الإسكندرية القديمة 🤔

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

 

المقدمة

على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، كانت الإسكندرية قديمًا منارة للعلم والحضارة، تشع بالنور في زمنٍ كانت فيه المعرفة أعظم كنز يمكن أن يملكه الإنسان. في قلب هذه المدينة العريقة، قامت مكتبة الإسكندرية القديمة، التي عُدت أعجوبة من أعاجيب العالم القديم، وملاذًا للعلماء والفلاسفة من كل أنحاء الأرض. لكن ما حدث لها لاحقًا ظل لغزًا حير المؤرخين عبر القرون — كيف اختفت واحدة من أعظم المؤسسات العلمية في التاريخ؟

 

---

بداية الحكاية

تأسست مكتبة الإسكندرية في عهد بطليموس الأول حوالي القرن الثالث قبل الميلاد، وكان هدفه أن يجعل من الإسكندرية مركزًا للمعرفة ينافس أثينا.

ضمت المكتبة أكثر من نصف مليون مخطوطة من علوم الفلك، الطب، الفلسفة، الرياضيات، الأدب، والهندسة.

وكان العلماء يأتون من جميع أنحاء العالم ليقرأوا ويكتبوا ويكتشفوا أسرار الكون بين جدرانها.

ومن أشهر العلماء الذين مروا بها:

إقليدس واضع أسس علم الهندسة.

أرشميدس صاحب النظريات الفيزيائية الشهيرة.

أريستارخوس الذي تنبأ بأن الأرض تدور حول الشمس قبل كوبرنيكوس بألفي عام.

 

كانت المكتبة أشبه بعالمٍ من الخيال؛ حيث يتلاقى الشرق والغرب في ساحةٍ واحدة من أجل العلم.

image about سر اختفاء مكتبة الإسكندرية القديمة 🤔

---

بداية الكارثة

لكن هذا المجد لم يدم طويلًا. ففي عام 48 قبل الميلاد، وأثناء الحرب بين يوليوس قيصر وخصومه في مصر، شبّ حريق ضخم في ميناء الإسكندرية، وانتقل إلى بعض أجزاء المدينة.

ويُقال إن النيران التهمت آلاف المخطوطات الثمينة، فكانت تلك أول ضربة قاسية تصيب المكتبة.

ومع ذلك، يؤكد بعض المؤرخين أن المكتبة لم تُدمّر كليًا في ذلك الوقت، بل استمرت تعمل لفترة بعد الحريق، حتى تعرضت لأحداث أخرى أكثر تدميرًا.

 

---

الضربة الثانية

في القرن الثالث الميلادي، خلال حكم الإمبراطور أوريليان، اشتعلت معارك داخل الإسكندرية، مما أدى إلى تدمير الجزء الكبير من حي “البرخيون”، وهو الحي الذي كانت فيه المكتبة الكبرى.

وبعدها، جاء أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الأول عام 391م بإغلاق كل المعابد الوثنية، واعتبر المكتبة جزءًا من تلك المعابد، فتم تدمير ما تبقى منها.

ويُقال إن بعض كتبها نُقلت إلى مكتبة أصغر كانت تُعرف باسم مكتبة السيريوم، لكنها أيضًا لم تنجُ طويلًا، إذ تم إحراقها لاحقًا خلال الفتح الروماني لمصر.

 

---

اللغز الذي حيّر العلماء

 

حتى اليوم، لا أحد يعرف على وجه اليقين من المسؤول الحقيقي عن اختفاء المكتبة.

هل هو قيصر؟

أم ثيودوسيوس؟

أم أن المكتبة ماتت ببطء مع مرور الزمن والإهمال؟

بعض العلماء يعتقدون أن المكتبة لم تختفِ فجأة، بل تلاشت تدريجيًا مع كل حرب وغزو وتغيير في الحكم، حتى لم يبقَ منها سوى الذكرى.

 

---

إرثها العظيم 

رغم اختفائها، إلا أن تأثير مكتبة الإسكندرية القديمة ما زال باقيًا حتى اليوم.

فقد كانت رمزًا للحضارة والعلم والتنوير، وألهمت العلماء في كل العصور.

وفي عام 2002، تم افتتاح مكتبة الإسكندرية الحديثة على شاطئ البحر نفسه، كتحية للماضي وإحياءٍ لروح المكان الذي غير وجه العالم.

 

---

الخاتمه

قد تكون مكتبة الإسكندرية القديمة قد احترقت منذ قرون، لكن شعلتها لم تنطفئ أبدًا.

فكل كتاب نقرأه، وكل اكتشاف نحققه، هو استمرار لرسالتها.

إنها ليست مجرد مكتبة ضاعت، بل رمز خالد للمعرفة التي لا تموت.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Eman Abozaid تقييم 5 من 5.
المقالات

3

متابعهم

7

متابعهم

6

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.