مقالات اخري بواسطة Sohaila Farouk
هايتي كانت هو

هايتي كانت هو

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

image about هايتي كانت هوالفصل الثالث: "نهاية الجلسة وبداية الحكاية"

خرجت ليلى من العيادة وهي مش عارفة تفسّر إحساسها.
كانت ماشية في الشارع والمطر بينزل خفيف، والهواء بيحرّك طرف طرحتها كأنه بيهمس في ودانها بكلام مش مفهوم.
في حاجات جواها اتحركت، اتكسرت، واتصلحت في نفس الوقت.
كل كلمة قالها "آدم" كانت بتلفّ في عقلها زي صدى بعيد بيرجع لها كل شوية.

"أكيد تقدري... أنتي قدها..."
الجملة دي كانت بتتكرر في دماغها كأنها نغمة مهدّية، ومع كل مرة تسمعها جواها، كانت بتحس إن قلبها بيهدى شوية.

وصلت بيتها، أول ما فتحت الباب دخلت ريحة المكان الدافي، بس هي كانت بردانة من جوا.
قلعت الشال، ورمت شنطتها على الكنبة، وقعدت قدام المراية تبصّ لنفسها.
وشّها كان هادي، بس في عينيها لمعة جديدة، لمعة خوف ممزوج بأمل.

لمست المراية بإيدها وقالت لنفسها بهمس:
– يمكن أقدر أبدأ من جديد فعلاً...

سكتت لحظة، وبعدين نزلت دمعة خفيفة على خدّها، مسحتها بسرعة وقالت بابتسامة باهتة:
– بس ليه حاسّة إني أعرفه؟
– وليه قلبي ارتاحله كده؟

سكتت، وفضلت تبصّ لنفسها في المراية كأنها بتحاول تلاقي إجابة...
لكن كل اللي شافته كان انعكاسها، وبعيونها سؤال كبير ملهوش إجابة.

في اللحظة دي، كانت متأكدة من حاجة واحدة بس...
إن اليوم ده مش نهاية جلسة،
ده بداية حكاية.

"الصباح المختلف"

صحيت “ليلى” الصبح على صوت المنبّه، بس المرة دي ما كانتش بتتمنى لو تقدر تطفيه وتكمّل نوم.
فتحت عينيها وهي حاسة بحاجة غريبة...
هدوء.
مش الهدوء اللي بييجي من فراغ، لكن هدوء بعد عاصفة. كأن روحها أخيرًا بدأت تلتقط أنفاسها بعد غرق طويل.

قعدت على السرير، وشربت أول رشفة من القهوة وهي بتبصّ من الشباك.
المطر وقف، بس الشوارع لسه بتلمع من أثره، والهواء نضيف كأنه بيتنفس من جديد.

في اللحظة دي افتكرت صوته.
"تحبي نبدأ من النهارده؟ فرصة جديدة لنفسك..."
الجملة دي كانت عاملة زي طوق نجاة جواها.

مسكت مذكرتها القديمة، اللي كانت مركونّة في درج المكتب من شهور، وفتحت صفحة جديدة.
كتبت في أول السطر:

> "أنا هبدأ من النهارده، حتى لو بخطوة صغيرة."

 

فضلت تبص في الكلام، وإيدها بدأت تتحرك لوحدها. كتبت حاجات عمرها ما كتبتها قبل كده — خوفها، وحدتها، كل مرة حاولت تتغيّر وفشلت.
وكل ما بتكتب، كانت بتحس إنها بتتخفّف من حمل تقيل.

بعد شوية، قامت ولبست هدوم بسيطة، لبس عادي جدًا بس مريح، وقررت تخرج تتمشى.
الشارع كان هادي، والناس ماشية في حالها، بس هي كانت شايفة كل حاجة بنظرة مختلفة.
الحيطان اللي كانت شايفاها رمادية بقت فيها حياة،
وكل وش بيعدّي قدامها بقى ليه قصة.

في وسط الزحمة، لقت نفسها ماسكة تليفونها، وبتفتح الرسالة اللي جتلها امبارح من سكرتيرة آدم.

> "موعد جلستك الجاية يوم الخميس الساعة ٣."

 

قلبها دقّ بسرعة، بس المرة دي مش من خوف...
من شوق.

ابتسمت بخفة، وقالت لنفسها:
– شكلي استني الخميس أكتر من أي يوم في حياتي.

ورجعت تمشي في الشارع، بخطواتها الهادية،
وهي مش عارفة إن الطريق اللي ماشيه فيه مش بس طريقها للحياة من تاني،
لكن كمان الطريق اللي هيقربها منه...
من آدم الرافعي.

رجعت ليلى البيت بعد يوم طويل، الجو كان برد والهواء داخل من الشباك، بس قلبها كان دافي على غير العادة.
فتحت الباب بهدوء، صوت التلفزيون كان شغال في الصالة، وضحك أخوها الصغير مالي المكان.
من فترة طويلة جدًا ما قعدتش معاهم، دايمًا كانت بتقفل على نفسها الباب بحجة التعب أو المذاكرة… لكن النهارده حسّت إنها عايزة تكون معاهم.

دخلت الصالة بخطوات مترددة، أول ما شافتها أمّها رفعت راسها وقالت بدهشة:
– ليلى! إيه ده يا بنتي، منوّرة! تعالى اقعدي معانا شوية.

ابتسمت بخفة وقالت:
– ماشي يا ماما، قلت أغيّر الجو شوية.

أخوها جري عليها وقعد جنبها، وهي ضحكت من قلبها،
ضحكة كانت نادرة… والكل لاحظ.

أبوها بصّ لها بابتسامة فخورة وقال:
– واضح إن الجلسة عملت شغلها من أول مرة.
– والله يا بنتي، وشّك منوّر، أول مرة أشوفك هادية كده.

ليلى ضحكت وقالت:
– يمكن كنت محتاجة أسمع نفسي شوية…

الجو بقى دافي، الكلام خفيف، والضحك راجع من تاني.
كانت أول مرة تحسّ إن البيت ليه طعم… وإن وجودها وسطهم مش عبء زي ما كانت فاكرة.

وفي وسط الضحك، وهي بتبص لأهلها، حسّت إن قلبها بيهمس لنفسه:
"يمكن فعلاً أنا بتغيّر... ويمكن آدم عنده حق.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Sohaila Farouk تقييم 5 من 5.
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.