عرس الظلام المخفي

عرس الظلام المخفي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات
image about عرس الظلام المخفي

 

 

كانت "ليلى" وفرقتها وجهة مألوفة في أفراح القرى والمدن. أصواتهم تملأ الليالي الطويلة، وأقدام الراقصين لا تهدأ تحت أنغامهم. لكن ذلك العرس، في فيلا منعزلة على أطراف البلدة، كان مختلفاً.

اتصلوا بهم في ساعة متأخرة، وألحوا بحضورهم. كان الثمن مغرياً، لكن شيئاً في نبرة المتصل جعل قشعريرة تسري في ظهر ليلى.

 

الوصول إلى عالم الظلال

 

وصلوا إلى الفيلا مع حلول الظلام. كانت منارة بأضواء زرقاء وذهبية باهتة، كأنما تُضاء من وراء حجاب. استقبلهم أهل العرس بابتسامات واسعة، مبالغ فيها. مصافحتهم كانت باردة، وأيديهم خشنة كاللحاء، لكن ليلى حاولت أن تتجاهل إحساسها.

 

الرقم القاتل

 

ارتفع صوت ليلى مع دقات الطبل، وبدأ "الضيوف" بالرقص. لكن الرقص كان غريباً، متصلباً، وكأنه طقوس قديمة. الساعات تمر، والليل يتعمق، وحين نظرت ليلى إلى ساعتها، صُعقت: إنها الثانية عشرة بعد منتصف الليل، والموسيقى لم تتوقف للحظة، والجميع لا يزالون يرقصون بنشاط غريب، كأنهم آلات وليست أجساداً.

 

اللمسة التي كشفت المستور

 

في استراحة قصيرة، تقدمت ليلى مع فرقتها لتهنئة العروسين. كانت تلك هي اللحظة التي انكشف فيها المستور.

عندما مدت يدها لمصافحة العريس، لمست يداً قاسية، مغطاة بندوب غريبة. ونظرت إلى أسفل فشاهدت ما جمد الدم في عروقها: أقدام العريس وأقدام العروس، وحوافرهما متشققة، كانت أشبه بحوافر خروف.

صرخة قصيرة اخترقت صمت الفرقة. إحدى المغانيات سقطت على الأرض مغشياً عليها. الذعر خيّم على الجميع.

 

لعبة الموت

 

ببراعة مسرحية مروعة، التفتت ليلى إلى فرقتها المذعورة وهمست بعينين واسعتين من الرعب: "اتصلوا على أعصابكم... لا تظهروا خوفكم!".

كانت تعرف، بغريزة عميقة، أن إظهار الخوف يعني نهايتهم. فابتسمت، ومدت يدها مرة أخرى كأن شيئاً لم يكن، بينما كان قلبها يكاد يخرج من صدرها. عادت إلى المنصة، ورفعت الميكروفون، واستأنفت الغناء. كان صوتها يرتجف قليلاً، لكن إرادتها كانت من حديد. عزفت الفرقة وكأن أرواحهم معلقة على أنغامهم.

 

الهروب إلى عالم الأحياء

 

مع أول خيط فجر، وبعد أن قدمت الفرقة آخر أغانيها تحت أنظار "الحضور" الثاقبة، انطلقوا نحو سيارتهم. كانت خطواتهم متزنة حتى اختفت الفيلا عن الأنظار، ثم تحولت إلى جري محموم.

داخل السيارة، ساد صمت ثقيل. حاول أحدهم الكلام، لكن صوته احتضر في حلقه. كان الخوف قد سدّ حناجرهم وألسنتهم. فقط بعد ساعات، وعندما لامست الشمس زجاج السيارة، استعادوا القدرة على النطق.

 

النهاية... والبداية

 

قررت ليلى اعتزال الغناء إلى الأبد. لم تعد تستطيع أن ترفع الميكروفون دون أن تتذكر تلك الأيادي الخشنة، وتلك الأقدام التي ليست بأقدام بشر. صارت تخشى الليل، والموسيقى، وخصوصاً أصوات الطبل التي تذكرها بأن بعض الدعوات... ليست للبشر.

---

ملاحظاتي لو كنت مكان ليلى شو الموقف اللي راح تعملو ؟راح تهرب ؟او راح تكون متل ليلى تكمل لحد ما تخلص الحفله اكتبلي بتعليقات        

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
ايمان تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.