الاعضاء الVIP
أكثر الأعضاء تحقيق للأرباح هذا الاسبوع
Ahmed Adel Vip Founder المستخدم أخفى الأرباح
MUSTAFA Hatam حقق

$1.99

هذا الإسبوع
Azezasayed المستخدم أخفى الأرباح
ABDELATIF OUAATINA حقق

$1.71

هذا الإسبوع
Mohamed حقق

$1.51

هذا الإسبوع
MOHAMED ESSAM حقق

$1.34

هذا الإسبوع
Ramy Ayman حقق

$1.27

هذا الإسبوع
Ahmed حقق

$1.10

هذا الإسبوع
ايمان خشاشنة المستخدم أخفى الأرباح
taha saber حقق

$0.90

هذا الإسبوع
رواية الواحة الملعونة آية عبد الفتاح

رواية الواحة الملعونة آية عبد الفتاح

الفصل الثالث
حبيبات دقيقة صغيرة جدا ، تتدحرج باندفاع نحو وجهتها ، لتصل إليها ، و بحوافها المدببة الحادة تجرح جدرانها ، فتشهق نور كغريق أُنقذ من الماء ، تسعل بشدة و تبصق ما بجوفها من رمال تكتم انفاسها ، تلهث و صدرها يعلو و يهبط متلفتة حولها بتيه ،

كل شئ أخضر حولها ، أشجار زهور و ورود ، و بعض الفراشات المتطايرة هنا و هناك ..

استندت على الأرض بكفيها لتجلس ، لكنها تأوهت بخفوت تشعر بألم يشق رأسها فجأة ، و صداع ينبض بشدة ....

هي لا تفهم شئ لقد كانت في صحراء 
قاحلة لا تزينها نبتة صغيرة أو قطرة ماء تروي ، هل ماتت و انتقلت إلى جنة خضراء الآن أم ماذا ؟....و أين فرح لقد ابتلعتها الرمال معها ؟

أدارت رأسها بالمكان و عينيها تبحث عن صديقتها ، حتى رأتها مستلقية بجوارها على بطنها غائبة عن الوعي 
هزتها قليلا ، تناديها : "قومي يا فرح ...قومي شوفي احنا فين "

فتحت عينيها تشهق و تسعل لتبصق ما بجوفها ، و بعد أن هدأت موجة السعال ، نظرت لصديقتها التي تتأوه بجانبها و خط من الدماء متجمد في جبهتها ليسير بجانب عينيها

‏جحظت عيني فرح برعب وقالت بصوت متحشرج: "إيه الدم اللي بينزف من رأسك ده يا نور"
‏ عادت تسعل وتشعر بأحبالها الصوتية تكاد تنشق منه ، مازالت تشعر ببعض الحبيبات تجرح حلقها .....

تلمست نور موضع الألم ، فشعرت بالدماء متجمدة على جبينها ، قالت :"معرفش ...معرفش إيه اللي حصل ..... أنتِ كنتِ معايا و كنا بنغرق في الرمال المتحركة و معاذ كان بيحاول ينقذنا .."

‏بصقت فرح ما بجوفها و حاولت التركيز وسط لهاثها ، لقد كانت تحارب الرمال لتخرج منها ، و ما زالت بفمها تشعر بطعمها المقزز ، ردت عليها :"ايوا ...بس احنا جينا هنا ازاي ، و احنا فين ...."
أجابت بتيه اصابها:"معرفش......"

استندت فرح بيديها الاثنتين على الأرض لتجلس مستندة إلى شجرة خلفها ، و عيناها تتأمل ما حولها بتعجب ، هي متأكدة أنها كانت في الصحراء ، فكيف وصلوا إلى مكان به أشجار و زهور يطل على بحيرة كبيرة تتجمع عليها بعض الطيور و تشرب ....

أحست نور بألم رأسها يزداد ، فأراحتها إلى الشجرة هي الأخرى بجوارها تغمض عينيها و تتألم ، هذا الصداع يكاد يفتك بها
و لكنها فتحت عينيها فجأة ، تفتش في جيبي فستانها عن شئ ما ،تعجبت فرح لذلك فسألتها :"بدوري على إيه يا نور؟ "
فأجابتها وهي تخرج هاتفها من جيبها و ابتسامة أمل ارتسمت على وجهها : "بدور على ده ، يمكن في إشارة و نقدر نتصل بحد"

تلاشت ابتسامتها و هي تقول بنبرة سكنها بعض اليأس :"التليفون مفهوش شبكة ...شوفي تليفونك كده "
‏أخرجت الأخرى هاتفها من جيب فستانها ، و عبس وجهها هي الأخرى تخبرها نفس الكلام:" مفيش شبكة"
فتنهدتا معا بيأس، سألتها فرح :"طب هنعمل إيه دلوقتي هنعرف أحنا فين ازاي"
ساد الصمت للحظات 
حتى لمحت فرح طيف أحدهم من بعيد فهتفت :
-"قومي خلينا نسأل أي حد عن المكان اللي أحنا فيه ..."
-"هو أحنا لقينا حد عشان نسأله "
- "اه في واحد ماشي أهو يلا قومي "

نهضت نور تستند إلى شجرة و الصداع يزداد قرعا برأسها ، تشعر أن كل شيء يدور حولها ......لكنها نسيت كل ما يؤلمها عندما سمعت صرخة ألم من صديقتها ، فاقتربت منها و سألتها بقلق : "مالك في أيه "
جلست فرح ، تمسك بقدمها اليمنى تقول : " معرفش فجأة حسيت بألم في رجلي"

جلست بجوارها تخلع حذاء صديقتها لترى ماذا حدث لها ، فعضت فرح على شفتيها تكتم الألم ، تفحصت قدمها جيدا ، لا أثر لأي كدمة أو جرح أو دماء ، ليس بها أي شيء ، تركتها برفق تقول :
-"مفيش جرح و لا أي كدمات يا فرح...يبقي احتمال يكون كسر "
- " إزاي أنا مش فاكرة أني وقعت عليها أو خبطها "
- " معرفش "

عضت شفتيها متحملة ألم قدمها لتقف و تستند إلى الشجرة و سارت بخطوات بطيئة تعرج أمامها ، فوقفت نور متحدية ذلك الدوار و ألم رأسها و لحقت بها حتى خرجتا من البستان ..
*****************
بيوت صفراء مبعثرة متباعدة عن بعضها مكونة من طابق أو طابقين أو ثلاث ، كلها تشبه بعضها لا يوجد اختلاف واحد سوى بعدد الطوابق و بعض المحال الصغيرة ، تحيط بالبحيرة التي تنعكس عليها أشعة الشمس فتتلألا و تزداد جمالا ....

كل شئ يشبه الآخر هنا حتى الناس هنا يرتدون الجلباب رمادي شاحب أو أسود ، و النساء يرتدين عباءات مزركشة ، يلفون رؤوسهن بوشاح ملون .... هل هما بإحدى الواحات أم ماذا ؟

سارت خلف أحدهم تقول :
"لو سمحت "
توقف الرجل عاقدا جبينه يتأملها من رأسها لأخمص قدميها 
تعجبت نور لذلك فتنحنحت بحرج تسأله :"لو سمحت أحنا توهنا منعرفش أحنا فين ....."
لم ينتظرها تكمل سؤالها بل تركهما و سار يكمل بطريقه 
، فنادت عليه فرح :"يا أستاذ.... لو سمحت .."
تجاهلها الرجل و ذهب بطريقه...
تعجبت نور قائلة :"مالو الراجل ده سبنا ومشي و لا كأننا مش مبنتكلم معاه"
-"سيبك منه ، تعالي نسأل حد تاني"

سألوا عدة أشخاص و ردة الفعل نفسها تتكرر ، يتجاهلوهما ، و يمضون في طريقهم و كأنهم لا يقولون شيئا ......

أمسكت رأسها تتأوه بخفوت ، و جلست على أحد الأرصفة تستريح من الدوار الذي أصابها ثانية ، جلست فرح بجانبها تمسد قدمها المصابة تهتف :"هنعمل إيه دلوقتي "
- :" معرفش ..هنعمل ايه؟  "
صوت عصافير بطنهما شق الصمت السائد بينهما ، فقالت فرح :" هو أنتِ مجعوتيش يا نور "
لمست بطنها التي تزقزق من الجوع ، تقول :"جعت جدا ..دوري كده في جيوبك على فلوس "
بدأت الفتاتان تفتشان عن أي نقود معهما ، فاخرجا بعض المال 
أخذتهم فرح قائلة :"استريحي أنت و أنا هروح أجيب أكل من المطعم ده "
رائحتها الشهية نادتها ، فلبت نداءها و تتبعتها حتى وصلت ، وقفت أمام محل صغير ، تقترب من الزجاج لترى الطعمية و هي تنزلق في الزيت ، و تسبح وسط أخواتها ليتدرج لونها الاخضر حتي يصير بني شهي، لعقت فرح شفتيها ،و فمها يتمنى تذوقها كلها 
-"ادخلي يا بنتي ...كلي بدل ما أنتِ وقفة كده "

التفتت إلى مصدر الصوت ، فرأت شيخا يستند على عكازه ، رغم ذلك يحتفظ ببعض القوة ، يغزو شعره لون فضي يلمع تحت ضوء الشمس ، وجهه بشوش يبتسم فتغلق عينيه ، تحاوطها بعض التجاعيد الجميلة ، ابتسمت له بحرج و هي تقول :" لو سمحت عايزة سندوتشين طعمية و سندوتشين فول "
قالت جملتها و أخرجت النقود 
لاحظ الرجل عرجها ، فأخذ منها النقود ، احتفظ بابتسامته البشوشة و دعاها للدخول : "اقعدي هنا يبنتي على ما يجهز طلبك"

شكرته بابتسامة و جلست تنتظر الطلب ، و بعد عدة دقائق عاد ليعطيها طلبها و يودعها بابتسامته البشوشة ، فشكرته بكلمات معدودة و أخذت منه الطعام ...

راقبها و هي تعرج إلى صديقتها ، و تجلس بجوارها على الرصيف المقابل لمحله و يأكلان.... 
***************
صراخ عالي و همهمات عالية و أناس تركض و تتحلق حول الرصيف المقابل لمحله ، أصابه قلق ، و هم يقتحم الجمع يدفع هذا و يتجاوز ذاك ، يحشر نفسه وسطهم حتى وصل إلى وسط الزحام ،
وقعت عينيه على فتاة راقدة على الأرض تغلق جفنيها بسلام ، تحتضن صديقتها رأسها تنادي عليها و تلطم وجه الفتاة تحاول إفاقتها لكنها في عالم أخر لا تسمعها ....

اقترب منهما ، لتتضح له الصورة فالفتاة الباكية هي ذاتها التي كانت تعرج ....
أفاق من صدمته و قال لها :"ايه اللي حصل يا بنتي ..."

خرجت كلماتها مبعثرة مبهمة بين شهقات بكائها الكثير ، لم يفهم منها شئ سوى أن صديقتها سقطت فجأة بين يديها دون مقدمات ..

تفحص رأس الفتاة المغمى عليها ، فلمح خط الدماء المتجمد على جبينها فصرخ بأحد الواقفين :"هات عربيتي هنا يا دنجل "

أومأ الصبي و ذهب ليحضر سيارته ،
زادت همهمات الناس حوله ، و نظراتهم المتعجبة ، يقفون مكتوفي الأيدي لا يفعلون شئ سوى الكلام ، فصرخ بهم الشيخ :
"حد يجي يساعدني نشيلها نوديها المستشفي بدل ما أنتوا وقفين كدا "
فظهرت سيدتان قويتا البنية ، حملاها ووضعاها في سيارته التي وصلت للتو ....

جحظت عيني فرح تتأمل السيارة قديمة الطراز كأنها خرجت لتوها من فيلم أبيض و أسود ، تشبه سيارات رشدي أباظة بأفلامه .....

انتشلها من تعجبها صوت الشيخ يقول لها :"يلا يا بنتي اركبي "
مسحت دموعها الساقطة بأصبعها و ركبت جوار صديقتها تحتضن رأسها بقلق تهمس :"فوقي يا نور ....فوقي "

و أغمضت جفنيها لتحرر دمعتين قلقتين عليها ، فتسيل و تسقط على وجنة نور التي تسبح بعالم أخر
راقبها الشيخ من مرآته و قال محاولا بث الطمئنينة لها :" متقلقيش يا بنتي ...في مستشفى قريبة .......هنروح و إن شاء الله خير .."
*****************

التعليقات (2)
kdir farid

2022-11-29 22:59:56

جميل
آية عبد الفتاح

2022-11-30 04:08:06

شكرا 🌷
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقالات مشابة
...إخلاء مسئولية: جميع المقالات والأخبار المنشورة في الموقع مسئول عنها محرريها فقط، وإدارة الموقع رغم سعيها للتأكد من دقة كل المعلومات المنشورة، فهي لا تتحمل أي مسئولية أدبية أو قانونية عما يتم نشره.