حينما تنفّست غزة.. شمس الهدوء
حينما تنفّست غزة.. شمس الهدوء

المشهد الأول:
(داخل غرفة معتمة جزئياً) يظهر الطفل "زين" (7 سنوات) وهو جالس في زاوية الغرفة، يحتضن لعبته الصغيرة. الإضاءة باهتة، وصوت بعيد لسيارات الإسعاف يختفي تدريجياً. تسأل شقيقته الكبرى "سلمى" وهي تمسك بمذياع صغير (راديو): "هل تسمع يا زين؟". ينظر زين إليها بترقب. فجأة، يرتفع صوت المذياع: "رسمياً.. دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الآن".
المشهد الثاني:
(اللحظات الأولى للهدوء) يسود صمت مفاجئ ، صمت لم يعتد عليه الصغار. ينظر زين إلى النافذة، يتردد قليلاً، ثم يقترب منها. يفتح النافذة ببطء. لا توجد أصوات انفجارات، فقط زقزقة عصفور صغير وقف على سلك كهربائي مقطوع. تبتسم سلمى وتقول: "لقد توقفت يا زين.. السماء أصبحت لنا الآن".
المشهد الثالث:
(في الحي) تتحول الألوان من الرمادي إلى ألوان أكثر حيوية. يبدأ الناس بالخروج إلى الشوارع.
نشاهد جارهم الخباز يفتح باب مخبزه ويخرج منه دخان برائحة الخبز الدافئ.
نشاهد الأطفال يخرجون واحداً تلو الآخر، ينظرون إلى السماء بذهول كأنهم يكتشفونها لأول مرة.
زين يركض بكرته إلى الساحة، حيث يجد أصدقاءه قد بدؤوا بالتجمع.
المشهد الرابع: (شجرة الزيتون) يجتمع أهل الحي حول شجرة زيتون قديمة في وسط الساحة. يبدأ الشباب بتنظيف الحجارة من الطريق. العجوز "أبو العبد" يجلس على كرسيه ويقول بصوت عميق: "غزة مثل هذه الشجرة.. تنكسر بعض أغصانها، لكن جذورها لا تموت".
إليك أحداث إضافية تعمق القصة وتجعلها أكثر تأثيراً، تركز على التفاصيل الإنسانية الصغيرة التي تحدث في "أول يوم هدوء":
تتمة القصة: "تفاصيل الحياة العائدة"
المشهد الخامس: (رحلة البحث عن "الكنز")
بينما كان الناس ينظفون الشوارع، لم يكن "زين" يبحث عن حجارة، بل كان يبحث عن شيء مفقود. نراه ينبش بيده الصغيرة تحت ركام "دكان العم أبو محمد" المهدوم جزئياً. فجأة، تلمع عيناه! يخرج "سيارة سباق حمراء" كانت قد غطتها الأتربة. يمسحها بقميصه، ويذهب راكضاً إلى صديقه "يحيى" الذي يجلس حزيناً على الرصيف، ويعطيها له قائلاً: "لقد وجدتُ سيارتك يا يحيى.. ستسابق كرتي اليوم!". تظهر ملامح الفرح على وجه يحيى لأول مرة.
المشهد السادس: (مكالمة "الاطمئنان")
نعود إلى "سلمى" وهي تمسك بهاتفها المحمول. تحاول الاتصال مراراً، والتوتر بادٍ على وجهها. فجأة، يشبك الإرسال. تصرخ بفرح: "جدتي! هل أنتم بخير؟". تظهر شاشة مقسمة (Split Screen): الجدة في مكان آخر تبتسم والدموع في عينيها وهي تمسك بشتلة ريحان. تقول الجدة: "نحن بخير يا حبيبتي.. غداً سأصنع لكم (المفتول) الذي تحبونه، الهدوء أعاد لنا شهية اللقاء".
المشهد السابع: (الهروب إلى البحر)
مشهد سينمائي واسع؛ نرى عائلات الحي، ومن بينهم زين وسلمى، يتوجهون نحو "بحر غزة".
الأطفال يركضون حفاة على الرمال.
زين يقف أمام الأمواج، يرمي حجراً صغيراً في الماء ويقول: "يا بحر، خذ كل الأصوات المزعجة بعيداً، واترك لنا صوتك أنت فقط".
الصيادون يبدؤون بتجهيز شباكهم الممزقة لإصلاحها، مع ترقب لرزق جديد.
المشهد الثامن: (السوق الكبير)
أصوات الباعة تعود لتملأ المكان (نداءات بائعي الخضار، وصوت صانع القطايف). نرى سلمى تشتري "وردة" وحيدة وتضعها في زهرية مكسورة الطرف عند نافذتهم. تقول سلمى لزين: "حتى الأشياء المكسورة يمكنها أن تحمل الجمال يا أخي".
المشهد التاسع: (سينما الركام)
في المساء، يقوم بعض الشباب بنصب "شاشة بيضاء كبيرة" (ملاءة سرير) على جدار منزل صامد. يجتمع أطفال الحي لمشاهدة أفلام كرتون مضحكة. تتعالى ضحكاتهم لتمحو صدى الطائرات الذي كان يسكن المكان. نرى زين يغفو على كتف سلمى وهو يبتسم.
الخاتمة (المشهد الأخير):
الكاميرا ترتفع ببطء من فوق رؤوس الأطفال إلى السماء، حيث نرى النجوم بدت واضحة جداً لأن الدخان انقشع. تظهر حمامة بيضاء تطير وتستقر فوق مئذنة المسجد المجاور لجرس الكنيسة. تظهر عبارة: "في غزة.. الهدوء ليس صمتاً، بل هو صوت الحياة وهي تُعيد بناء نفسها".