البيت رقم 13

البيت رقم 13

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

البيت رقم 13image about البيت رقم 13

رواية رعب نفسي / ماورائي


الفصل الأول: الرقم الذي لا يُمحى

لم يكن آدم يتذكر متى بدأ خوفه من الأرقام، لكنه كان متأكدًا أن الرقم 13 لم يكن مجرد رقم.

كان يراه في كل مكان منذ أسبوع:
رقم الشقة في الفندق، رقم التذكرة، عدد المكالمات الفائتة على هاتفه.

وعندما وصل إلى الحي القديم، فهم أخيرًا السبب.

البيت رقم 13.

وقف أمامه طويلًا.
البيت لم يكن مهجورًا بالمعنى المعتاد؛ لم يكن مكسور النوافذ أو غارقًا في القذارة.
كان نظيفًا… أكثر من اللازم.

كأن أحدهم يعتني به من الداخل.

قال آدم بصوت منخفض:
— مستحيل.

الرسالة التي أعادته كانت ما تزال في جيبه.
أخرجها مرة أخرى، رغم أنه حفظها عن ظهر قلب.

«أنت وعدت إنك هترجع.»

لا توقيع.
لكن الخط…
كان خط طفل.


الفصل الثاني: بيت يتذكر

المفتاح كان تحت البلاطة الثالثة، تمامًا كما كان في طفولته.

عندما فتح الباب، لم يسمع الصرير المتوقع.
بدلًا من ذلك، شعر بتيار هواء بارد يمر بجسده، كأن البيت يتفحّصه.

أغلق الباب خلفه.

في الصالة، كانت الساعة المعلقة على الحائط متوقفة عند 3:13.

لم يعملها.

لم يلمسها.

لكنها توقفت هنا.

تقدم خطوة…
ثم خطوتين…

وفجأة، شعر بشيء غريب.

البيت كان صامتًا أكثر من اللازم.

لا أصوات شارع.
لا رياح.
لا حشرات.

كأن العالم الخارجي اختفى بمجرد دخوله.


الفصل الثالث: الغرفة التي بلا اسم

الطابق العلوي كان كما تركه، لكن ذاكرته حاولت إنكار ذلك.

السلم الخشبي، الدرابزين المكسور، البقعة الداكنة على الجدار.

كل شيء كان يصرخ في رأسه: لا تصعد.

لكن قدميه لم تسمعا.

في نهاية الممر، كانت هناك الغرفة.

لم تكن لها لافتة.
لم ينادِها أحد باسم.
كانت تُعرف فقط بـ «الغرفة».

بابها كان مواربًا.

وهذا لم يحدث أبدًا من قبل.

مدّ يده…
وتوقف.

من الداخل، سمع صوت تنفّس.

تنفّس طفل.

فتح الباب.


الفصل الرابع: المرآة لا تكذب

المرآة كانت أول ما رآه.

كبيرة، مثبتة على الجدار، بإطار خشبي داكن.

اقترب منها بحذر.

انعكاسه بدا طبيعيًا… في البداية.

ثم لاحظ التفصيلة الصغيرة:

الانعكاس لم يرمش.

آدم رمش.

الانعكاس ظل يحدق.

قال بصوت مرتعش:
— إيه اللي بيحصل؟

تحرك الانعكاس أخيرًا…
لكن لم يكن يقلده.

ابتسم.

وقال بصوت خافت، خارج من فمه لكن ليس منه:
— اتأخرت قوي يا آدم.

تراجع آدم خطوة، فاصطدم بالحائط.

عندما نظر مرة أخرى…
كانت المرآة عادية.

لكن قلبه لم يهدأ.


الفصل الخامس: الليل الأول

في الليل، لم يستطع النوم.

كلما أغمض عينيه، رأى الغرفة.

وفي تمام 3:13 صباحًا، استيقظ على صوت خفيف.

خدش.

من الجدار.

ثم صوت أضعف:
— آدم…

جلس في سريره، والعرق يغرق وجهه.

الصوت كان مألوفًا.

ليس فقط لأنه ينطق اسمه…
بل لأنه يشبه صوته.

صوت آدم وهو طفل.

— افتح الباب…

نهض، رغم ارتجاف قدميه، وتوجه إلى الممر.

عند الغرفة، وجد الباب مغلقًا.

مغلقًا بإحكام.

وعلى الخشب، من الداخل، كانت هناك آثار خدوش حديثة.

كأن أحدهم…
ما زال يحاول الخروج.


🔴 نهاية الجزء الأولالبيت رقم 13

رواية رعب نفسي / ماورائي

الجزء الثاني (الفصول 6 – 10)


الفصل السادس: ما خلف الباب

وقف آدم أمام باب الغرفة، يحدّق في الخدوش.
كانت جديدة… رطبة… كأن الأظافر ما زالت تنزف.

مدّ يده ولمس الخشب.

في اللحظة نفسها، جاءه الصوت من الداخل، أو ربما من رأسه:

— ليه سبتني؟

تراجع وهو يلهث:
— أنا… أنا ما سبتكش.

جاء الرد بهدوء مخيف:
— قفلت الباب… ومشيت.

ابتلع آدم ريقه.
ذاكرته بدأت ترتجف، كأنها مرآة على وشك الانكسار.

فتح الباب.

الغرفة كانت فارغة.

لا سرير.
لا ألعاب.
لا شيء… سوى المرآة.

لكن الأرضية كانت مليئة بخدوش دائرية، وكأن طفلًا كان يدور حول نفسه…
ينتظر.


الفصل السابع: الجيران لا يتذكرون

في الصباح، خرج آدم من البيت.
كان بحاجة لهواء… لأي شيء يثبت أن العالم ما زال موجودًا.

طرق باب الجارة العجوز المقابلة.

فتحت المرأة ببطء، ونظرت إليه بعينين ضيقتين.

— حضرتك مين؟

— أنا آدم… ابن البيت رقم 13.

تجمد وجهها.

— مفيش حد ساكن هناك من سنين.

— أنا كنت عايش هنا وأنا صغير.

هزت رأسها ببطء:
— كان في طفل واحد بس.

شعر آدم ببرودة في أطرافه:
— طفل واحد؟

— أيوه…
— وكان بيعيش لوحده.

أغلقَت الباب في وجهه دون كلمة أخرى.


الفصل الثامن: الذكرى التي تحاول الهرب

عاد إلى البيت وهو يرتجف.

في الصالة، وجد شيئًا لم يكن هناك من قبل.

ألبوم صور.

فتح الصفحة الأولى.

صورة لطفل يقف أمام البيت رقم 13.

كان الطفل… هو.

صفحة ثانية.

الصورة نفسها… لكن هذه المرة، كان هناك طفل آخر يقف بجانبه.

آدم أغلق الألبوم بسرعة.

لكن الصور واصلت الظهور في رأسه.

صراخ.
بكاء.
باب يُغلق.

وصوت كبير يقول:
— اقعد هنا شوية.


الفصل التاسع: القبو

لم يتذكر وجود قبو من قبل.

لكن بابًا صغيرًا ظهر خلف المطبخ.

فتحَه.

الرائحة ضربته بقوة.

نزل السلم ببطء، وكل درجة كانت تُصدر صوتًا كأنها تحذير.

في الأسفل…

عظام.

صغيرة.

مرتبة بعناية.

وبجانبها…
ساعة متوقفة عند 3:13.

وقع آدم على ركبتيه.

— أنا ما كنتش فاهم…
— كنت طفل…

ظهر الطفل خلفه.

لم يكن شبحًا.
كان حقيقيًا أكثر مما ينبغي.

قال:
— وأنا كنت سامع.


الفصل العاشر: الاعتراف

جلس الطفل أمامه.

وجهه يشبه آدم… لكن بعينين فارغتين.

— قعدت هنا أيام.
— يمكن أسابيع.
— صوتي راح… وبطلت أعيّط.

ارتعش آدم:
— ليه… ليه البيت لسه واقف؟

ابتسم الطفل:
— عشان أنت لسه جوه.

ثم اقترب من المرآة المعلقة في القبو.

وقال الجملة التي كسرت ما تبقى من آدم:

— البيت رقم 13… مش مسكون.
— البيت رقم 13… ذاكرة.


🔴 نهاية الجزء الثانيالبيت رقم 13

رواية رعب نفسي / ماورائي

الجزء الثالث (الفصول 11 – 15)


الفصل الحادي عشر: المرآة الثانية

لم يكن من المفترض أن تكون هناك مرآة في القبو.

لكنها كانت هناك.

أصغر من مرآة الغرفة، مشروخة من المنتصف، كأن أحدهم حاول كسرها وفشل.

وقف الطفل أمامها.

قال دون أن ينظر لآدم:
— بص كويس.

تردد آدم، ثم نظر.

ما رآه لم يكن انعكاسه الحالي.

رأى نفسه… طفلًا.

نفس الملابس القديمة.
نفس الخوف في العينين.
ونفس الغضب.

رأى المشهد كاملًا.

الشجار.
الدَفعة.
سقوط الطفل الآخر داخل الغرفة.
الباب يُغلق.

لكن هذه المرة…
لم يكن آدم يبكي.

كان واقفًا يستمع.

ثم يبتعد.


الفصل الثاني عشر: الرسالة

قال آدم بصوت مكسور:
— الرسالة…
— إنت اللي بعتها؟

هزّ الطفل رأسه:
— لأ.

اتسعت عينا آدم:
— أمال مين؟

اقترب الطفل من المرآة، ولمسها بإصبعه.

— إنت.

سكت العالم.

— إنت اللي وعدت.
— وإنت اللي كتبت الرسالة…
— بس بعد ما نسيت.

بدأ آدم يفهم.

البيت لم يستدعه.
ضميره هو من فعل.


الفصل الثالث عشر: محاولة الهروب

ركض آدم.

نزل السلم.
فتح الباب.
خرج إلى الشارع.

الحي كان فارغًا.

البيوت بلا أرقام.
السماء بلا لون.
والصمت… مطبق.

التفت خلفه.

البيت رقم 13
كان الوحيد الموجود.

والباب…
كان مفتوحًا.

جاءه الصوت من كل مكان:
— ما خلصناش.


الفصل الرابع عشر: الحقيقة الكاملة

عاد.

لم يعد يقاوم.

في الغرفة، كانت المرآة الكبرى تنتظره.

قال الطفل:
— واحد فينا لازم يفضل هنا.

— ليه؟

— عشان الذاكرة ما تموتش.

اقترب الطفل أكثر:
— إنت عشت.
— كبرت.
— نسيت.

ثم همس:
— دوري أنا.


الفصل الخامس عشر: النهاية الصادمة

في الصباح، مرّ رجلان من الحي القديم.

توقفا أمام البيت رقم 13.

قال أحدهما:
— البيت ده كان مهجور، صح؟

رد الآخر:
— أيوه…
— بس شكل في حد ساكنه دلوقتي.

في الداخل…

كان طفل يجلس أمام المرآة.

يلعب بهدوء.

وفي انعكاس المرآة…

رجل بالغ، شاحب، يحدق من الداخل.

يطرق الزجاج.

ولا أحد يسمعه.

وعلى الحائط، كُتبت جملة واحدة:

«البيت رقم 13 لا يحتفظ بالأموات…
بل بمن نسي أنهم أحياء.»


🔚 النهاية

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Kamal Elshimy تقييم 5 من 5.
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.