بعد أن قتلت أمي ( قصة حقيقية )

بعد أن قتلت أمي ( قصة حقيقية )

0 المراجعات

جلست مع رجل كبير في السن و أخبرني أنه طبيب كبير جدا في صغره و لكن كتب الله و ما شاء فعل و أصبح مجنون مما جعلهم يطردونه من العمل، و ذلك ما أد إلى جنونه بشكل مباشر أيضا، جلست معه نتبادل الحديث حول كل شيء بالرغم من أنني كنت هناك معه نتحدث و الكل كان ينزر إلي بإستغراب كيف ذلك؟ كيف لي أن اجلس مع شخص مجنون؟ لم يهمني الأمور و لم ألتفت لنظراتهم بل جلست أتكلم معه فقط في ذلك المكان الذي كان فيه وحيدا، حتى قال لي قتلت أمي. قلت له ماذا كيف ذلك؟

و قال:

بعد أن قتلت أمي لم أنم يوما بعدها دون كوابيس تزورني في الأحلام، و كلما نظرت إلى أم في الشارع أتذكر كل دلك الألم،

بعد أن قتلت أمي علمت أنني لن أنام بسلام، و ليس لي في هذا العالم بعد أن أصبحت مجنونا معنى للكلام.

بعد أن قتلت أمي لا شيء يسعدني في هذه الحياة، و في كل صباح أستيقظ و أقول في نفسي تبا أريد أن أكون مع الأموات.

بعد أن قتلت أمي تبا لهذا العالم و كل شيء أخر أريد أن أفقد الحواس، ماتت أمي و مات قلبي معها و الحواس.

أعيش مجنونا بين الشوارع و لا يهمني أراء كل أولائك الناس، بعد أن قتلت أمي لم يتبقى مني لا عقل و لا عرق و لا إحساس.

بعد أن قتلت أمي لا شيء يغريني في هذه الدنيا لا المال و لا الذهب و لا الماس، أريد أن أقبل رأس أمي فقط و سأكون بخير يا ناس.

قتلت أمي و أنا الأن ميت حي بين الأحياء و الأموات، ذهبت أمي إلى الله و أنا الذي أستحق الموت لازلت أشرب فوق الكأس أسمع الأنفاس.

 

قتلتها بين الحاضرين بين الناس و أنا هناك صعقت و لم أعد أشعر بأي شيء إطلاقا، قلبي تجمد و تحجر و تبا للحب مرة أخرى، لازل صغيرا حينها و قلبي أهديته لتلك الملكة التي قتلتها دون رغبة مني يا ناس، الان أنا هنا بين الشوارع مشرد أو لدي مأوى لا أعلم حقا، فالشرايين في القلب تجمدت، و كل العروق و خلايا عقلي قطعتها، كل شيء يخص المشاعر و الإحساس، تبخر يا جسدي فأن قتلت أمي و لا أريد الإنتحار، لا يهمني أي شيء في هذه الحياة لا أراؤهم ولا كل ذلك الإحتقار، ينادوني بالأحمق و المجنون، قبل أن يعرفو بأنني قتلت أمي، يا سماء أرسلي برق و هاتي ما لديك أرجوكي قطعيني دمريني برعدك و برقك لا يهمني، يا أرض هاتي زلازلك و بركانك أرجوكي ادفنيني، يا سجارة أين السم الذي صنعت منه أرجوك أخنقيني، يا جبال و يا بحر أرجوك أخنقني بأمواجك و هاتي أثقل ما لديك و يا أمواج إلى الشاطئ لا تخريجيني.

 

يا سماء هاتي ما لديك من النيازك و الشهوب أرجوكي أحرقني، لست بخير يا عالم أرجوكم اسمعوني، لست أحمقا هكذا باطلا، أمي تريد أن تراني ناجحا، و لكنني قتلتها و الأن أصبحت أوسخ شيء على وجه الكرة الأرضية، لا الممالك و لا الأميرات تستطيع فهم كل ذلك الحب الذي أحببتك أمي، لن يفهم أي إنسان أنني حاولت و حاولت و لكن أرجوكي اعذريني، يا ملك الموت خذني إلى أمي و تبا لهذا العالم و كل الفضة و الماس، لا يكفي كل هذا فأنت لا تعلم ما يعنيه ان تكون فارغ من الداخل و لا تشعر بأي شيء إطلاقا، لا تفهم ما يعنيه أن تكون أحمقا، ليس سهل أن يكون لديك منزل كبير و تبيت في الشوارع و العراء، ليس سهل أن تحب أمك و تقول لغيرها تبا لك سأعود لأمي في المساء، أنت لا تعلم كل هذا ألاف الكلمات في جزء ثانية تريد الخروج دفعة واحدة، أنت لا تعلم ما يعنيه أن تنام و تستيقظ في كل دقيقية و ثانية، أنت لا تعلم ما يعنيه أن يتم طردك من المقبرة فوق قبر أمك انت لا تعلم شيء يا هذا، نمت هناك لأسابيع أو شهور تحت المطر و تحس الشمس، و لكنهم طردوني الان يا هذا، الغد و اليوم بالنسبة لي مثل الأمس، مجنون كفاية لأغرق الكرة الأرضية و الكون، مجنون كفاية لأرمي نفسي في السماء. قتلت أمي و أنا هنا لازلت أتنفس و هي ماتت أصبحت في القبر عظام فقط.

 

قلت له كيف قتلتها كيف قتلت الملكة التي ضحت بكل شيء من أجلك، كيف قتلتها.

أجابني جواب لم انام بعده لشهور و قال لي:

كنت طبيبا و كانت أمي مريضة أدخلتها لغرفة العمليات و الطبيب كان، كنت الأفضل فيما لدينا، لم تنجح العملية بعد ألف أو مليون محاولة و ماتت بين يدي، ثم قتلت أمي.

بالله عليك ماذا كنت ستفعل لو كنت أنت الطبيب و ماتت أمك أثناء العملية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

17

متابعهم

0

مقالات مشابة