فارس وورد الجزء الثاني
فارس وورد "الجزء الثاني"
نهى عراقي
ظلت ورد تنتقل بين شوق وحنين وتنتظر برصيف الأمل، وقلبها يسألها وهو يتلهف بشغف متى نلقاه؟
تحاول إخماد مشاعر قلبها المتوهجة، فلا تستطيع.
هكذا عاشت ورد سنوات وليالي الحرمان بائسة تمر عليها الأيام كأنها أزمان ثقيلة مظلمة، وتشعر أنها تسبح في دهاليز الظلام مكبلة المشاعر، تُبحر في بحر الضباب، كأنها تقبض على سحابة في السماء
ثم لا تجد شيء في قبضتها، بات لقاء الحبيب هكذا.
فزوجها رجل عملي لا يعرف سوى الأرقام، جاف سلبي المشاعر متسلط لا يعترف بالحب هو رجل لا يجيد سوى لغة المال وجمع الأموال والسفر من بلد لآخر ويتركها مع ذكرياتها التي تعيش فيها وأصبحت تحيا حياة باهتة بلا روح، لم ترزق ورد بأطفال حتى يملؤوا عليها دنيتها.
توفى والدها فعادت للوطن بعد سنوات من الغياب.
شعرت أن الحياة عادت لها من جديد وعادت الروح الضائعة، وكأن جدول ماء عذب يجري في صحرائها.
قررت ألا تعود لزوجها وطلبت الطلاق، وكان لها ما أرادت وأصبحت حرة، لكن أين عمر لقد انقطعت أخباره ولم تعد تعلم عنه شئ.
ذهبت إلى النادي لتلتقي إحدى صديقاتها، وإذا به أمامها.
إنه لقاء عفوي من ترتيب القدر.. القدر الذي فرقهما.
هو نفس القدر الذي جمعهما، تعانقت العيون والأيادي، شعر عمر أن قلبه يزداد تدفقا ينتشي رائحة الحب من جديد يخترق جدران الشوق والحنين.
ورد لا تصدق يا إلهي إنها حقيقة يدها تحضتن يده تشعر بدماء قلبه ترويها، وبعد دقائق من الدهشة قال لها "فارس لا أصدق أنكِ هنا معي صغيرتي معشوقتي اليوم أنا أسعد إنسان في الكون عيوني ازدادت نورًا. ورد تحرك شفاتاها بشغف ولهفة لم تغب عني طرفة عين دائما ساكن سواد العين وساكن الروح والقلب يا فارس أنت كُلي ولستُ جزءًا يا أملي أشعر أني أحتضن السماء وأحلق معك فوق السحاب يا نبضي."
فارس.. حبيبتي أنتِ وردة يانعة ترتوي من دماء قلبي فيزداد تدفقا وستظلين، تفاصيل غيابك حادة كنصلٍ مسنون يا قيثارتي.
عاد الحبيبان من جديد ولم يقف أحدًا في طريقهما.
قال لها فارس أنه لم يتزوج بعد، وطلب منها الزواج فوافقت، وتزوجَ العشيقان وعادت للحياة ألوانها الوردية في فصل الربيع وشعاع شمس الصباح توقظ طيور الحب، مرت سنتان عليهما كأنهما يومان، لكن هل سيتركهما القدر في تلك السعادة.
نظر لها فارس نظرة لامعة مفعمة بالسعادة والغرام والعشق، ثم قال لها وهو يلقي برأسه على صدرها حبيبتي لقد عشت معكِ كل عمري في سنتين ليس هناك من أسعد مني وابتسم، أخذت ورد تحدثه فلم يرد لقد فارق الحياة وهو في أحضانها.
