ما هي الحركة الماسونية المتهمة بنشر "التعاليم الشيطانية"؟

ما هي الحركة الماسونية المتهمة بنشر "التعاليم الشيطانية"؟

0 reviews

تنشأ النقاشات حول التأثير السري ومدى الحركة الماسونية حول العالم من وقت لآخر في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، وغالبًا ما تهيمن عليها نظريات المؤامرة.

نشرت "الماسونية" البريطانية إعلانات على صفحة كاملة في عدة صحف تدعو إلى وضع حد لما وصفه بأنه "تمييز" ضد أعضائها.

وقبيل الإعلان بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن التأثير المفترض للماسونية بين الشرطة البريطانية وأعضاء البرلمان.

فما هي الماسونية ، وما تاريخها ، ولماذا تتحدث عنها نظريات المؤامرة؟

ما هي الماسونية؟

تعرف الماسونية نفسها بأنها "حركة أخوية عالمية أهدافها المساعدة المتبادلة والصداقة وصالح الناس".

كانت الماسونية بؤرة العداء للكنيسة ، وخاصة الكاثوليكية ، وحتى النازية ، حيث يُنظر إليها بعين الريبة والخوف.

على الرغم من أن البابا الراحل "يوحنا بولس الثاني" في 27 أكتوبر 1983 ، رفع الحظر المفروض على جميع الماسونيين منذ عهد البابا "كليمنت الثاني عشر" عام 1738 ، إلا أن المسيحيين البيوريتانيين لا يزالون معاديين له.

غالبًا ما يتهمها أعداؤها بالعمل على نشر الليبرالية والعلمانية ، ونشر التعاليم الشيطانية ، وحتى التحضير لظهور المسيح الدجال والقضاء على الدين بوسائل خبيثة وخبيثة للتضليل والخداع ، بهدف الزعم للسيطرة على العالم. كما وصفه الباحث نيك هاردينج في كتابه "الجمعيات السرية". المؤلف الماسوني جون مايكل جرير في كتابه: الموسوعة الأساسية للمجتمعات السرية والتاريخ المخفي.

تشير بعض المصادر الماسونية ، مثل الماسونية: كتاب مصور للأخوان القدامى بقلم مايكل جونستون ، إلى أن هناك أساطير ماسونية ترجع أصول الحركة إلى ما قبل طوفان نوح ، وحتى ترجع إلى النبي إبراهيم والنبي سليمان في تلك الحقبة.

ومع ذلك ، كما هو الحال مع معظم الباحثين ، يمكن إرجاع أصول الماسونية إلى العصور الوسطى ، وهو الوقت الذي كان فيه الطلب على البنائين مرتفعًا لبناء القلاع والكاتدرائيات الرائعة.

من بين الروايات الشائعة لظهور الماسونية ، مثل الكاتب الماسوني بات مورغان في كتابه السر الماسوني واثنين من الكتاب الماسونيين جون هاميل وروبرت جيلبرت كما ورد في موسوعتهم الحركة الماسونية: احتفال بالحرفة ، كان مثل الآخرين. امتدادا للتنظيم في نهاية الحملة الصليبية الأولى ضد الشرق العربي (1095-1099) ظهر جندي "منقرض" يعرف باسم "فرسان الهيكل".

درجات في السلم ::

وتقول مصادر مطلعة إن الماسونية أساسا لها ثلاث أفرع أساسية أولها يسمى "المحفل الأزرق"، وهو مكون من ثلاث درجات، وتبدأ بدرجة "تلميذ الصنعة المستجد" ثم تليها "زميل الصنعة" ثم تليها "البناء المعلم".

أما الفرع الثاني، وهو الأعلى، فهو "الطقس اليوركي" وهو مكون من 10 درجات، ثم "الطقس الاسكوتلندي" الذي يصل حتى الدرجة 32. أما أعلى درجات الماسونية (معروفة للعلن) فهي الدرجة 33.

والانضمام للماسونية ليس حكرا على أبناء دين معين، بل يمكن أن ينضم إليها أي شخص ومن أي دين.

رموز وإشارات ::

ولطالما ارتبطت الماسونية بالرموز، والإشارات، وهي كثيرة، مثل الفرجار والزاوية اللذان يمثلان "الطبيعة الأخوية" للماسونية.

وغالبا ما يشاهد داخل الفرجار والزاوية رمز آخر هو النجمة أو القمر أو الشمس(تمثل الحقيقة والمعرفة) أو العين أو الحرف اللاتيني G.

أما الحرف G فيقال إنه يمثل أول حرف من كلمة God أي الله، فالماسونيون "ملزمون" بالإيمان بوجود كائن أسمى يسمونه "مهندس الكون الأعظم" وإن كانوا لا يطلقون عليه اسم الله.

أما العين داخل الفرجار و الزاوية فتسمى "العين التي ترى كل شيء"، ويقول الماسونيون إنها تشير إلى الاعتقاد بـ"أن الله يستطيع أن يسبر ببصره أغوار قلوب وأنفس الناس".

العين التي ترى كل شيء ::

لكن بالمقابل يقول أعداء الماسونية إن "العين" ليست عين "الله"( أو المهندس الأعظم الماسوني)، بل هي في الواقع ليست إلا "عين الشيطان" التي يسعون من خلال نشاطاتهم للسيطرة على العالم جعلها" ترى كل شيء تحت سيطرتهم".

فحسب كتاب "شرح الرموز الماسونية" لمؤلفته "د. كاثي بيرنز" تقول "إن الحرف G يمثل كوكب الزهرة( كوكب الصباح)، وكوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل، وهو أيضا أحد أسماء الشيطان" وهو يمثل عند الماسونيين الإله "بافوميت"( الإله الشيطاني الذي اتهم فرسان الهيكل بعبادته في السر، وهو يجسد الابليس "لوسيفير").

ويضيف أعداء الماسونية، كما يقول الكاتب "مايكل بينسون" في كتابه "داخل الجمعيات السرية" "أن رمز العين التي تظهر في قمة مثلث على الختم الأعظم للولايات المتحدة وعلى فئة الدولار الواحد الورقي، والكلمات المكتوبة تدلل على سيطرة الماسونيين على الولايات المتحدة وعلى رغبتهم في السيطرة على العالم باعتبار أن من صمم الختم ووضع الرسم والكلمات له خلفية ماسونية.

بيد أن الماسونيين ينفون أن يكونوا هم وراء وضع الختم الأعظم للولايات المتحدة وصورة الدولار، ويقولون إن الشبه بين التصميم رموزهم ليس سوى "صدفة"، وإن مصممه لم يكن ماسونيا.

ويجاهر أعداء الماسونية باتهامها بأن شعاراتها مثل Novus Ordo Seclorum ) New Secular Order) ( وتعني النظام العلماني الجديد)، و Odru ab Chao ( (وتعني: النظام من داخل الفوضى) ( وهو نفس الشعار الذي يتبناه "المحافظون الجدد" الذين بات لهم نفوذ سياسي متعاظم في الولايات المتحدة حاليا) لها مدلولاتها، كما يقول "مايكل بينسون" في كتابه "داخل الجمعيات السرية"، حيث يمكن تفسير الشعار الأخير مثلا على أن الماسونيين "يغتنمون الفرص من الفوضى لأنه من السهل استغلال حاجة البشر للنظام".

"لا دين، لاسياسة!"

ومما يلفت الانتباه لما تعلنه الحركة الماسونية (على الأقل في بريطانيا) أن الماسونيين يحظرون على أنفسهم الحديث عن السياسة والدين.

وهناك العديد من الشخصيات السياسية والدينية في التاريخ البريطاني مثلا كانت في صفوف الماسونية، وأبرزها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق "وينستون تشرشل"، ورئيس الكنيسة الأنغليكانية الراحل "جيفري فيشر" الذي توج الملكة إليزابيث الثانية.

وفي القرن التاسع عشر أدرك جمال الدين الأفغاني دور التنظيم وأهميته في حركة التغيير، وكانت الحركة الماسونية حينئذ ذات سمعة حسنة، فهي ترفع شعار الثورة الفرنسية "حرية إخاء مساواة" وتسعى لفصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية، كما كانت تضم صفوة المجتمع، بصرف النظر عن الجنس والدين مما جعله ينضم للمحفل، ولكنه عندما دعا قيادات المحفل لتطبيق شعاراته قالوا إن الماسونية لا دخل لها بالسياسة، فقاد الأفغاني التمرد ضد المحفل الغربي، وتسبب بحدوث انشقاق داخل المحفل الماسوني بمصر.

وخرج الأفغاني وعدد من أنصاره من المحفل وأسس معهم محفلا ماسونياً شرقيا ارتبط بعلاقات مع المحفل الفرنسي، نظرا لمناوأة الفرنسيين لأطماع الإنجليز بمصر، وقسمه إلى شعب للدراسة والتشريع والتخطيط لمختلف أوجه الإصلاح في المجتمع. وفي هذه الشعب ثم في الحزب الوطني الحر، تكونت القيادات التي لمعت في مصر وقادت الثورة العرابية، ومنهم أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي وعبد السلام ومحمد عبده وسليم نقاش وأديب إسحق وعبد الله النديم.

حقائق عن الماسونية:

  • يلتقي الماسونيون في المعبد، الذي يسمونه بالـ"محفل"، وهو المكان الذي كان يلتقي فيه - كما يعتقد - البناؤون القدماء عندما كانوا يعملون في الكنيسة أو الكاتدرائية.
  • تتوزع المحافل الماسونية بحسب المناطق، فيما يطابق التوزيع الجغرافي للمقاطعات القديمة.
  • يرتدي كل ماسوني مئزرة، يعود أصلها إلى نظرية مفادها أن الماسونية تطورت عن البناءين القدماء، الذين كانوا يلبسون المآزر لحمايتهم من شظايا الأحجار.
  • من بين الماسونيين المشاهير وينستون تشرتشل، رئيس الوزراء البريطاني السابق، والسير آرثر كونان دويل، مؤلف روايات شيرلوك هولمز، وروديارد كيبلينغ، وروبرت بيرنز، وأوسكار وايلد، وبيتر سيليرز.


 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

2

followers

0

followings

1

similar articles