وداعًا سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي التي غيّبها الموت بعد رحلة فنية خالدة
سميحة أيوب.. سيدة المسرح العربي
المقدمة
سميحة أيوب، واحدة من أبرز نجمات الفن في العالم العربي، وسيدة المسرح التي وقفت على خشبته لأكثر من نصف قرن من الإبداع والعطاء. مسيرتها الفنية الطويلة لم تكن فقط زاخرة بالأعمال الخالدة، بل كانت شاهدة على تحولات كبيرة في تاريخ المسرح والدراما المصرية والعربية.
النشأة والبدايات
وُلدت سميحة أيوب في 8 مارس 1932 بحي شبرا في القاهرة، وبدأت شغفها بالفن في سن مبكرة. التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 1953. بدأت خطواتها الأولى في المسرح ثم السينما، قبل أن تنطلق بقوة وتصبح من رموز الفن الراقي في مصر.
رحلة التألق والنجومية
سطع نجم سميحة أيوب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وشاركت في عدد كبير من الأعمال المسرحية التي أصبحت علامات في تاريخ المسرح العربي، مثل:
“الناس اللي تحت”
“رجل في القلعة”
“سكة السلامة”
"السلطان الحائر" (مع توفيق الحكيم)
“أهلًا يا بكوات”
إلى جانب المسرح، تألقت في الدراما التلفزيونية والسينما، حيث شاركت في أفلام مثل "فجر الإسلام" و**"بداية ونهاية"** و**"تيتة رهيبة"** في السنوات الأخيرة.
مناصب ومسؤوليات فنية
لم تقتصر مساهمة سميحة أيوب على التمثيل فقط، بل تولّت مناصب إدارية وفنية مؤثرة، من أبرزها:
مديرة للمسرح الحديث (1972–1975)
مديرة للمسرح القومي
عضو في المجلس الأعلى للثقافة
نقيب الممثلين في مرحلة سابقة
ساهمت من خلال هذه المناصب في دعم وتطوير المسرح المصري، وكانت داعمة دائمة للمواهب الشابة.
أواخر الأعمال
في السنوات الأخيرة، ورغم تقدمها في السن، ظلت سميحة أيوب حاضرة بأناقتها الفنية وصوتها القوي. من أبرز مشاركاتها المتأخرة:
مسلسل “الضاحك الباكي”
مسلسل "الطاووس" (2021)، حيث قدمت أداءً مؤثرًا حظي بإشادة واسعة
مسلسل "حضرة العمدة" (2023)
جسّدت أدوارًا مليئة بالحكمة والتأثير، وأثبتت أن العطاء الفني لا يرتبط بالعمر
الوفاة
في يوم الخميس 4 يونيو 2025، رحلت الفنانة سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد رحلة طويلة من الإبداع والتميز الفني. وقد نعاها جمهورها ومحبوها وزملاؤها من الفنانين بكلمات مؤثرة، مستذكرين أعمالها الخالدة ومواقفها الإنسانية.
الخاتمة
رحلت سيدة المسرح العربي، لكن إرثها الفني سيظل خالدًا في ذاكرة الأجيال. كانت سميحة أيوب أكثر من فنانة، كانت مدرسة فنية وأخلاقية، واسمًا لا يُنسى في سجل الإبداع المصري والعربي.
