
سيف الحلم: قيام دولة من رمال الصحراء
زياد وسيف الأحلام
في بلدة صغيرة على أطراف الصحراء، كان هناك فتى في الخامسة عشرة من عمره يُدعى زياد. لم يكن زياد مثل باقي أقرانه؛ فقد كان يحلم بأمرٍ غريب وكبير: أن يُنشئ دولة جديدة، يحكمها بالعدل، ويقودها بالشجاعة.
لم يكن لدى زياد شيء سوى سيف قديم ورثه عن جده، كان السيف مغطى بالغبار ومقبضه متآكل، لكنه كان يعني له الكثير. كان يقول لنفسه دائمًا: "هذا السيف هو بداية الحكاية".
بدأ زياد رحلته بجمع أصدقاءه من الحي، خمسة فتيان وفتيات يؤمنون بحلمه المجنون. أطلقوا على أنفسهم اسم "فرسان الصحراء"، وبدأوا يتدربون كل يوم، يدرسون التاريخ، ويتعلمون فنون القتال، ويضعون قوانين لدولتهم المستقبلية، دولة تقوم على الشجاعة، الحرية، والعدل.
مرت الأيام، وبدأ صيتهم ينتشر بين القرى المجاورة. جاء أطفال آخرون يريدون الانضمام، لا لحب القتال، بل لحب الفكرة: أن يكون لهم وطن يحترمهم، لا يُظلم فيه أحد.

أدرك زياد أن الدولة لا تُبنى بالسيف فقط، بل بالعقول والقلوب. فأسس "مجلس الحكماء"، يضم كل من يملك فكرة لتطوير "الدولة". بنوا خيامًا سموها "القلعة"، وكانوا يضعون قوانينهم، ويتناقشون، ويتعلمون من أخطائهم.
مرت سنتان، وكبرت الدولة الصغيرة في الصحراء. لم تكن دولة على الخريطة، لكنّها كانت دولة في القلوب.
وفي يوم من الأيام، وقف زياد أمام الجميع، رافعًا سيفه، وقال:
“هذه ليست مجرد أرض... هذه حلمٌ صار واقعًا. لم أصنعه وحدي، بل صنعناه معًا. وهذه ليست نهاية الحكاية، بل بدايتها.”
الفصل الثاني: ظل في الأفق
مرّت ثلاث سنوات على قيام "القلعة"، الدولة الصغيرة التي بناها زياد مع فرسانه. كانت مزدهرة بالعلم، والعدل، والأمل. ولكن، كما هي حال كل حلم عظيم، لم يَسلم من الأعداء.
ذات مساء، جاءت فتاة غريبة ترتدي عباءة سوداء إلى بوابة القلعة، تُدعى "رُبى". طلبت اللجوء، مدعية أن قريتها دُمّرت على يد مجموعة تُسمى "أبناء الحديد"، عصابة مسلحة تتحرك من الشمال وتفرض قوانين الظلم على القرى الضعيفة.

استمع زياد إليها بعناية، وقرر أن يتحرّك.
"إذا كنا دولة حقيقية، فعلينا أن نحمي من لا صوت لهم"، قالها لأعضاء المجلس.
انطلق زياد مع فرسانه في مهمة محفوفة بالمخاطر. عبروا الصحراء، أنقذوا عدة قرى، وواجهوا مقاومة شرسة. ومع كل معركة، ازدادت شهرتهم، وبدأ الناس ينادونه بـ"القائد الصغير".
لكن مع الانتصارات، بدأ الخطر الحقيقي يظهر.
في إحدى الليالي، عاد زياد إلى القلعة ليجدها مُشتعلة. الخونة من داخل المجلس، بتحريض من "أبناء الحديد"، فتحوا الأبواب من الداخل.
كان الهجوم صاعقًا، وسقط كثيرون من أصدقائه، وأُسِرت "رُبى" التي أصبحت مقربة منه.
هرب زياد مع من تبقى من الفرسان، وانطلقوا إلى الجبال لإعادة التنظيم.
هناك، جلس زياد أمام السيف القديم، وقال:
“لقد بنينا الدولة مرة، وسنبنيها من جديد. ولكن هذه المرة، لن نبنيها على الرمال، بل على الإيمان، والعمل، والتضحية.”
تكملة القصة في الجزء الثاني