إذا كان الحب لعبة فهذه هي قوانينها
#لمن_ينصح_بهذا_الكتاب ؟
• للشركاء الراغبين بتقوية علاقاتهم العاطفية .
• للمهتمين بتنمية مهارات التواصل العاطفي .
• للمهتمين بفهم أسباب انهيار العلاقات العاطفية .
#عن_الكتاب
صدر عام 1999 م ، و يحتوي على عشرة قوانين خاصة بالحب ، و لبناء علاقات تغني الحياة، و للتغلب على تحدياتها ، و للتعامل مع ما بها من صعود و هبوط . يتناول الكتاب المحطات الرئيسية في رحلة الحب و معاني الحميمية ، و المخاطرة بالالتزام ، و إعادة شعلة العشق من جديد .
#عن_المؤلف
" شيري سكوت " مؤلفة و كاتبة أمريكية من مواليد 1949 م ، حاصلة على درجتي الماجستير و الدكتوراه في التنمية الذاتية و تنمية العلاقات ، و هي محاضر و مدرب معتمد في العلاقات الشخصية و تعديل السلوك و حاصلة على جائزة نيويورك تايمز كأفضل مدرب في العالم ، لها عدة مؤلفات و هي المؤلفة الأكثر مبيعا في العالم عام 1998 عن كتابها هذا .
المقدمة
يقدّم هذا الكتاب عشرة قوانين لإيجاد الحبّ، ولبناء علاقاتٍ صحيّةٍ وأصيلةٍ، وللتغلّب على تحدّيات الحياة، وما بها من صعودٍ وهبوطٍ غير متوقعٍ، تبدأ هذه القوانين بأن تحبّ نفسك أولًا، فهذا سيجعلك قادرًا على تسديد احتياجات الآخرين بشكلٍ أفضل، يعتبر هذا الكتاب دليلًا رائعًا لعيش حياةٍ من السعادة الحقيقية، ويمكن لك عند تطبيق هذه القوانين أن تبدأ بفهم شريكك جيدًا، كما وتساعده على فهم أعماقك بشكلٍ أفضل؛ لتزدهر حياتك وتنعم بكلّ ما يمكن لعلاقةٍ صحيةٍ أن تقدمه لتصل بك إلى أقصى مستويات السعادة
لن تستطيع حب للآخرين ان لم تحب ذاتك أولا
القانون الأول: "يجب أن تحبّ ذاتك في المقام الأول"، تعتبر علاقتك مع ذاتك العلاقة المركزيّة الأسمى، وهي التي تحدّد كيف يتعامل الآخرون معك، ومن سلبيات عدم حبّك لذاتك أنّه يترك فراغًا في حياتك لن يملأه غيرك، كانت السيدة أريلا تعتقد أنها مصابةٌ بلعنة العلاقات السلبية، ثم ومن خلال حديثها تبين أنها تهمل نفسها ولا تقوم بأي جهدٍ لتغيير عملها الممل الذي تبغضه، وتبقي أحلامها في قلبها، وعندما أخبرتها أنها من خلال إهمالها لنفسها كانت تبعث رسائل للناس لتخبرهم بطريقة تعاملهم معها، في البداية لم تصدق ولكنّها بعد أن راجعت نفسها وجدت المفتاح الذي ستدخل منه لفهم واقعها.
القانون الثاني: "أن يكون لك شريكٌ هو خيارك"، عليك أن تدرك أنّ العلاقة العاطفية هي اتحادٌ بين اثنين غير منفصلين ولا يتمّ التعبير عنهما بـ"أنا" ولكن بـ"نحن"، وما رأيك إن قلت لك: إنّ العثور على الشخص المناسب هو مسؤوليتك، وأنّ جذب الحبّ الذي تطمح له يبدأ من داخلك، ولكن عليك إدراك أنّ لهذا الاتحاد سلبياتٍ يجب مراعاتها، والتي تتمثل في ضرورة إيجاد التوازن بين حاجاتك وحاجات الشريك، مما يتطلّب أن توفر له الدعم والأمان الذي يسهم في تنمية وتطوير العلاقة للمرحلة التي يمكن لأحلامكما وآمالكما المشتركة أن تتشابك معًا في اتّحادٍ مقدّسٍ خاصٍّ بكما، فعندما اشترت "جيل" منزلًا لقضاء العطلات، واجهها زوجها "فيكتور" بغضبٍ عارمٍ؛ لأنّها لم تشاوره، فأدركت "جيل" خطأها؛ إذ كان عليها مراعاة اهتمامات وقرارات زوجها في شراء شيءٍ مشتركٍ بينهما، يمثّل طبيعة حياتها الجديدة.
اختيار شريك الحياة والدخول في علاقةٍ، يحتاج إلى رؤيةٍ واضحةٍ واستعدادٍ لتقبّل إيجابيات وسلبيات هذا الاتحاد، وللتنفيذ تحتاج إلى: أوّلًا: معرفة ما تريد من هذه العلاقة، ويكون ذلك بإدراج قائمةٍ بمعاييرك الجوهرية، ورغباتك، والأوجه غير المقبولة بالنسبة لك، ثانيًا: اختيار الشريك المتوافق مع رؤيتك لذاتك، مثل أن يكون قادرًا على التحدث معك ونقاشك بشكلٍ يلائم أفكارك، ثالثًا: إدراك ما قد يعوّق مسيرتك مثل التردد أو الخوف، رابعًا: إظهار نيّتك في نوع الشريك الذي كنت تحلم في الارتباط به، وبالتالي دفع مجالات الطاقة لتحصل على ما تريد.
الحب عملية تحول من فرد إلى ثنائي حقيقي
القانون الثالث: "الحبّ عمليةٌ تتكوّن من خطواتٍ"، فالحبّ هو نتيجة تحوّلٍ جذريٍّ من شعورٍ بالذات إلى شعورٍ بالجماعة، ولكن يجب تحديد الشخص المناسب الذي يمكنه أن يقدّم لك السعادة المطلوبة من الشراكة، وذلك يتطلّب منك المرور بعدة مراحل للاختيار الصحيح؛ كي لا تتغلب العاطفة على المنطق، في المرحلة الأولى: يحدث الاتصال الذهنيّ أو العاطفيّ أو الروحيّ عندما تتدفق الطاقة بين المحبّين والتي نسميها شرارة الإعجاب، أما المرحلة الثانية: فهي الاكتشاف أي التعارف، والتي من خلالها يمكن تقييم ما إذا كان الشخص مناسبًا أم لا، وما يساهم في نجاح هذه المرحلة طرح الأسئلة والاستماع، وعدم التّهرّب من الأسئلة الصعبة.
بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التقييم أو تحديد المصير، وفيها مقارنة إيجابيات وسلبيات العلاقة، ومراجعة معاييرك التي ربّما قد كتبتها منذ زمنٍ طويلٍ، ثم المرحلة الرابعة: وهي الألفة أي الدخول إلى مستوى أعمق في العلاقة، وجمع قلبين معًا، ولبناء الألفة نحتاج إلى أدواتٍ، ومنها: الشفافية ليرى الشريك حقيقتك، ومشاركة الآمال والطموحات، وقضاء الوقت معًا، ثم المرحلة الخامسة: وهي الالتزام وتعني التّحوّل من "أريد هذه العلاقة" إلى "أعرف هذه العلاقة".
يمكنك أن تتعلم الكثير من خلال العلاقات
القانون الرابع: "تبادل العلاقات سينمّي الشخصية"، إذ تكشف لك هذه العلاقات أسرارك الدفينة، وتضيف معنى لحياتك، فمشاركة الاهتمامات المختلفة والخبرات المتنوّعة في العلاقات يوسّع الآفاق، والاندماج في العلاقات يكسر القيود ويرتقي لما هو أبعد من حدود الراحة، فهنا تذكر "سارة" الفتاة التي تحبّ المدينة والتنزه فيها، أنّ "بينغي" علّمها كيف تخرج للتخييم في الخارج، وكيف تشعل النار وتقضي أيامًا سعيدةً خارج المدينة، كما وتذكر "بول" الذي علّمها الموسيقى، و"مايكل" الذي أرشدها إلى طريقة تدبير مواردها المالية، بينما تكمن سلبيات أي علاقةٍ في انعدام الثقة، أو حبّ السيطرة التي تعيق عملية الأخذ والعطاء، أو انعدام الحدود؛ فالحدود تبيّن من أنت وماذا تريد أن تفعل وماذا تريد ألّا تفعل.
القانون الخامس: "التواصل يعدّ أمرًا جوهريًّا"، فالتواصل ليس هو الحديث فقط، بل هو تدفق المشاعر والأفكار بين الطرفين باحترامٍ ودون ترددٍ أو خوفٍ، فعلى سبيل المثال، التقت ليلى وتشارلز في حفلٍ ما، وتناقشا حول أسباب الخلافات بين الرجل والمرأة، وكان رأي تشارلز هو أن المرأة غامضةٌ ولا تعبر عن طلباتها للرجل بالشكل الصحيح، بينما رأت ليلى بأن السبب هو أن الرجل لا ينصت للمرأة، وبعد أن اتفقت ليلى مع تشارلز على طريقةٍ للتواصل الصريح بينهما، نجحا في بناء علاقةٍ صحيةٍ تدوم إلى فترةٍ طويلةٍ، يبني التواصل جسورًا للوصول إلى شريكك، وبالتالي عبور أعماقه الداخلية، وهو فنٌّ علينا تعلّمه.
هناك عشر خطواتٍ تساعدك في التواصل بفعاليةٍ، وهي: معرفة ما تودّ أن تتواصل بشأنه، ثم معرفة النتائج التي تودّ الخروج بها، واختيار الوقت والمكان المناسبين، وإطلاق العنان للمشاعر المرافقة للرسالة، وإعداد المناخ الصحيّ، والتواصل بحبٍّ، وتقديم الرسالة بوضوحٍ، ولا تنس طلب التغذية الراجعة لمعرفة مشاعر شريكك الحالية، وتبادل الأدوار إن لزم، وأخيرًا السعي إلى النتيجة التي تنمّي روابط العلاقة وتساعد على تواصلٍ صحيٍّ وسليمٍ.
يمكن التعامل مع عقبات العلاقات من خلال التفاوض
القانون السادس: "التفاوض أمرٌ مطلوبٌ"؛ إذ يحتاج كلا الزوجين إلى التفاوض والوصول إلى ما يسمّى "نتيجة اكسب- تكسب"، وبالتالي بناء التوافق والقضاء على الخلاف، عند سوء التفاهم يكون أمامك خياران وهما: إما إثبات وجهة نظرك وحدك، أو الرغبة في الوصول إلى نتيجةٍ صالحةٍ لكليكما، وبالتالي مكسبٌ مشتركٌ، وشعورٌ بالرّضا لكلا الطرفين وهذا هو التفاوض.
تبدأ عملية التفاوض باحترام حاجات ورغبات شريكك، ثم اتباع خطواتٍ معينةٍ توصلك إلى حيثما تريد، الخطوة الأولى: هي تقليل الفجوة بين رغباتكما واحتياجاتكما، أما الخطوة الثانية: فهي تقويم رغباتكما المشتركة أي إيجاد أرضيةٍ مشتركةٍ للانطلاق منها، والثالثة: هي طرح نقاط الاختلاف ومناقشة كيفية تحويل الرغبة المشتركة إلى حقيقةٍ، بطرح سؤالٍ: ماذا يمكن أن نعمل لنحصل على ما تريد أنت وما أريد أنا؟
نجاح العلاقة العاطفية مرتبط بالتعامل مع التغييرات
القانون السابع: "علاقتك العاطفية ستكون عرضةً لتحدّي التغيير"؛ فالتغيير هو أمرٌ حتميٌّ في رحلة العلاقة، قد يكون التغيير في الشكل أو الوظيفة أو الماديات أو حجم العائلة، وقد يكون على شكل مفاجآتٍ سارةٍ أو غير سارةٍ كالمآسي، هذا التغيير قد يقرّب الشريكين أو يبعدهما، أي إما أن يزلزل واقع الـ"نحن" أو يقوّي اتحادهما، ولك أن تختار من بين الحالين، وللتعامل مع التغيير تحتاج إلى أساسٍ قويٍّ، وهو الاعتماد على جوهر العلاقة المتين الذي يمكّنك من الوقوف بثباتٍ، والمرونة التي تمكّنك من الانحناء وعدم الارتباط بما كان من أحداثٍ مزعجةٍ.
القانون الثامن: "عليك أن تغذّي العلاقة لتزدهر"، فعلاقة الحبّ مثل الحديقة تنمو إن منحتها الاهتمام والرعاية، وهي تحتوي معجزاتٍ رائعةً، ولكنّها تتطلب وقتًا وحبًّا واهتمامًا، هي ليست أمرًا مسلّمًا به، فتغذيتها هو ما سيحافظ عليها، إلا أنّ الزّوجين غالبًا ما ينغمسان في أمور حياتهما اليومية ويهملان رعاية علاقتهما، لذا عليهما مراعاة الإحساس بنبض العلاقة وفحص اتحادهما.
من الأمور التي تساهم في ازدهار العلاقة هي الاهتمام والكلام الإيجابيّ والتركيز على التقدير لا النقد، كذلك العطاء وهو التعبير عن المشاعر في صورةٍ ملموسةٍ، والذي يظهر من خلال منح الوقت والاهتمام والجهد، أما العطف فهو أعلى درجات الرعاية فهو مثل الملاك الحارس المشرف على سعادة الآخر، والرقة هي جعل الشريك يشعر بأنّك تهتمّ به وأنه مهمٌّ لك، والاحترام يعني أن تفخر بشريكك وتعامله بإجلالٍ وتسمع لكلامه.
علاقتك العاطفية تحتاج إلى تجديد لتبقى
القانون التاسع: "التجديد هو سرّ طول العلاقة"؛ فالسرّ الحقيقيّ لجعل العلاقة تدوم، هو القدرة على تجديد الحبّ، والإبقاء على الشراكة قويةً، تساهم عدّة أمورٍ في ذلك، ومنها: التلقائية للإبقاء على العلاقة متحفّزةً، والضحك لرفع الروح وتدفئة القلب، والإبداع المشترك كتعبيرٍ عن الالتزام، مثل: زراعة حديقةٍ معًا أو التخطيط لرحلةٍ، كما أن استعادة الذكريات تشعل سحر الحبّ من جديدٍ، ويكمن سرّ التجديد في القدرة على التسامح، من خلال تحمّل مسؤولية أفعالك والاعتذار الصادق لشريكك من القلب.
القانون العاشر: "سوف تنسى كلّ ذلك لحظة أن تقع في الحبّ"، فقد يجعلنا سحر الحبّ لا نرى سوى ما هو جميلٌ بالحبيب، لأننا في حالةٍ من السعادة التي تجعل كلّ شيءٍ مختلفًا، فقوة الحبّ هو كإكسير أو عقارٍ يجذبنا بعيدًا عن الواقع، يعود ذلك إلى عدّة أسبابٍ وهي: أنك وجدت من يهتمّ بك اهتمامًا خاصًّا، شخصاً يركز جلّ انتباهه عليك، يشعرك أن حلمك سيصبح حقيقةً، مما يرفع من نسبة هرمونات الحبّ والسعادة في دمك.
ولكن، عليك تذكّر القوانين والتأكد أن حبّك يمكنه أن يصمد وأن يؤسس منزلًا، فالحبّ يمكن أن يربك عقولنا ويجعل مشاعرنا هي المتحكّمة، وبالتالي يقودنا إلى عدم التوازن، فما تحتاجه هو اندماجٌ صحيٌّ، تحافظ فيه على الحدود لتقوية الأنا، وتضمن وجودها ضمن نحن الأكبر التي تشكّلت مع فقدان إحساس الأنا، ويبقى التحدّي هو أن تتذكّر هذه القوانين عندما تشتعل شرارة الحبّ في عينيك.
فقرة بارزة
"تعلّمت أن أبدأ من جديدٍ، وأن أثق من جديدٍ، وأن أنفتح على الدنيا من جديدٍ، وآمنت بأنّني إذا تمكّنت من صياغة الحبّ الذي أريده عن طريق حبّ ذاتي، فسيظهر لي الشخص المناسب، والذي آمل أن يكون توأم روحي، وينجذب إليّ"
الخاتمة
لعبة الحبّ فيها ربحٌ وخسارةٌ، ومن نعم الله أن نحظى بحبٍّ حقيقيٍّ، وأن نحبّ ونحبّ، كلّ هذا نتعلمه من التجربة ومدرسة الحياة، نقع ولكنّنا نقوم من جديدٍ، كما ويمكننا أن نبدأ الحبّ بحبّ ذواتنا، وبالتالي سيظهر لنا الشخص الصحيح ليكون شريك الحياة المناسب، وفي رحلة الحبّ هذه علينا مواجهة التغييرات الكثيرة في حياتنا وحياة شريكنا، ويتمّ ذلك ببناء أساسٍ سليمٍ لعلاقةٍ صحيةٍ طويلة الأمد.