قصة شاب شجاع

قصة شاب شجاع

0 المراجعات

لطالما لم أُحب يوماً المُقدمات سأروي لكم قصة شاب من غير أي مقدمات 

شاباً في مطلع عمره كان يعيش حياة هادئة بقريته الجميلة المُتواضعه  مع عائلته واصدقاءه ومُحبيه 

لكن شيئاً ما ومن دون سابق إنذار قد تخلخل هذا الهدوء على جميع أهل القرية أولا ً ومن ثم على البلاد أجمعاً وثالثاً مع الأسف بدأ بعائلته إبتداءاً بشقيقه 

كان هذا الأخ أحد أفراد عناصر الأمن في الوقت الذي تخلخلت به كُل تِلكَ الأمور .. القريه البلاد .. أرادوا من الأخ الوقوف بوجه المظلومين لِيُقدم على إعتقالهم وتسليمهم للسجون فأبى الأخ أولاً ثم هددوه بالقتل إن لم يفعل 

رضخ للأمر الواقع وقد وافق لكنه فكر في حيلة ذكيه قد أخرجته مما وقع فيه والفكرة إنه قد طلب من سيده في الأمن إنه يُريد الإلتقاء بعائلته قبل بدء العمل .. وافق السيد وأعطاه بضعة أيام    بينما هو يوضب حوائجه كانت قد سبقته فرقة من الأمن لإعتقال أخيه الذي حدثتكم عنه في بداية القصة .. بينما هو قد وصل إلى المنزل كان أخيه قد أُعتقل ليلتحق بما يُسما الجيش … قد سرد الأخ لوالده ماقيل له  إنهم يُريدون منه إعتقال بعض الأشخاص أو سَيُقتل  كان الوالد سريع البديها فوراً ومن دون أي تفكير قام باستدعاء أقاربه وأصدقاءه للعشاء .. لبوا الدعوه   .. وبينما هم في مجلسهم جمع الوالد زوجته وأبناءه وسافر بهم خارج البلاد  .. الفكره من إستدعاء الأقارب للعشاء كي لا يشعر أهل القرية إنهم سيرحلون أو يتم إخبار الجهات الأمنية عنهم 

رحلو ولكن هذا الشاب بقي وحيداً في البلاد  وهُنا بدأت قصته 

عانى كثيراً في قطعته الأمنية من الأوامر والصعوبات الذي كان يُكلف بها رُغماً عنه وبعد سنتين من الخدمة قرر الفِرار والإلتحاق بجيش أخر جيش لايوجد للظلم به سبيلا ً 

تكلم في ذلك الأمر مع أحد أصدقاءه في القطعة لكنه لم يعلم إن هناك شخص مدسوس سمعهم ووشا بهم  بعد عدة أيام فقط وهو نائم قد إستيقظ والسلاح في جبهته أيقظوه بالضرب المُبرح وقيل له وبكل صراحة هل تُريد الفِرار الآن أُعتقل ذلك الشاب ولكن لم ينتهي الأمر هُنا 

إنقطعت أخباره عن عائلته وأقرباءه وأصدقاءه وعن كل شخص كان موجود معه في قطعته الأمنيه  لم يعلمون عنه أي شيء مُنذ أن أُعتقل 

هذا الشاب كان موجود في سجن تحت الأرض  يُعذَب ويُضرَب بِأبشع  وأشنع الطُرق قد إتهموه بشيء لم يفعله كان شُجاع كثيراً   .. رُغم الضرب والألم الذي كان يتعرض له قد قاوم بالهجوم على بعض الضُباط الذين كانو مُكلفين بِضربه سعيدين بِآلامه

كُل ليله ولمدة سنتين ثانييتين بعد مُعاناته في قطعته تارة يُعلق من قدميه وتارة من يديه عاري الجسد يُجلد يُشتم يُكهرب تُطفى السجائر في جسده يُغمى عليه مُعلقاً من شدة الألم يُعيدونه إلى سُجنه وبعد صحوته يبدأون به مجدداً ألبسوه كُرسي مصنوع من الحديد وقد كسروا له أسفل ضهره  وبقي على هذا الحال دائماً ولكنه مازال شُجاعاً لا يَصمُت عن الحق رُغم التعذيب الذي يتعرض له .

أُصيبَ ذلك الشاب بِـوباء خبيث في جسده هو وجميع المسجونين معه .. بعد قساوة الشيء الذي تعرض له والكم من الأرواح التي زُهقت أمام عينيه وبعد رؤية جسده المريض على هذا الحال  قد بدأ عقله بالجنون .. حرفياً قد بدأ بالجنون .. ولِحُسنَ الحظ في يومها قد جاء شخص من خارج السجن ليُدخل لهم الطعام وقد أدخل مع الطعام بالخفاء قطعة بلاستك  صغيرة وقدر من الملح وقال لهم البلاستك لتفتحو تقرحات الوباء والملح للتعقيم والعلاج  لا استطيع أن أُساعدكم أكثر من ذلك .. إذا أُكتشف أمري سينتهي بي المطاف مقتول على مافعلت 

ومن بعد فضل الله كان في السجن معه شخص كبير في العمر قد فتح له جُروحه ونظفها وبدأ بالتحدث معه بشكل مُتواصل ليُعيد له عقله قد كلفه ببعض المهام ليتفكر وينسى حاله المأساوي والشاب الشجاع قد تجاوب معه بسرعة رهيبة عاد له عقله تعالجت جروحه بعض الشيء  … 

أما الآن بينما هو كان يُعذب قد ظنت عائلته بِأنه قد توفي بسبب إنقطاع أخباره 

تَفطرت أعين والدته من البُكاء قد أخذت من اللون الأسود زي ً لها إحتفظت بصورة له في جيبها كُل من يأتي لزيارتها أخرجت تلك الصورة لِتُحدث الجميع عن ولدها الشهيد 

والده كادَ عقله أن يذهب للشتات من البحث عنه .. الأخ الأكبر لم يستطيع تحمل رؤية والدته ووالده في تلك الحاله فقد عاد إلى البلاد 

كانت البلاد قد أصبحت خطيرة بعد مضي أربع سنوات من سفرهم  خطيرة لدرجة أن القتل أصبح في الشوارع ولكنه تحلى بالشجاعة وقد ذهب دون إخبار عائلته بغية البحث عن أخيه المفقود .بعد وصوله إلى البلاد ومن دون أن يأخذ قسط من الراحة قد أكمل طريقه لمراكز الأمن ليسأل عن أخيه وصولاً إلى المدينة ولم يُعطيه أي مركز جواب عنه 

عاد إلى قريته ليذهب من خلالها إلى البلاد الذي سافر إليها مُسبقاً وكادَ أن يُقتل هُناك  كادَ أن يُقتل في سبيل البحث عن أخيه وبِإعجوبة إلهيه قد سَلِمَ من الموت .. عاد لأهله في الخارج وقد حدثهم عن الذي أقدم على فعله بِأنه بحث وتحرى في مُعظم مراكز الأمن ولكن لافائدة .. نوعاً ما قد قطعوا الأمل من عودة ذلك الشاب الشجاع حينها أدركو حقاً إنه قد توفي  واستسلموا لِأمر الله عز وجل 

وبعد عدة أسابيع قد أُعفي ذلك الشاب من السجن وأيضاً قد خرج بَإعجوبة إلهيه.. ولكن لم ينتهي الأمر هنا  قد أعادوه إلى قطعته الأمنية السابقة بعد إتمام علاجه من الوباء الذي تعرض له في السجن أعادوه ولكن لم يعطوه سلاح حقيقي قد أعطوه سلاح ناقص من خوفهم أن يقوم بفعلته ويقتلهم أجمعين.. أما كيف عَلِمَ ذلك الشاب أن سلاحه غير مُكتمل

كانت هوايته تنظيف الأسلحة يقوم بفكها وتنظيفها وإعادة تركيبها  فقرر حينها فك السلاح لتنظيفه وخلال تفكيكه لاحظ أن هُناك قطعة مفقودة في السلاح هذه القطعة هي المسؤلة عن إخراج الرصاصات من مخزن الذخيرة بما تسمى المغلاق ومن دونها لن يستطيع استخدام السلاح قد أعاد تركيب السلاح وقد بين لهم بِأنه لم ينتبه 

مُشكلته الآن هي ليست السلاح الكامل المُمتلئ مشكلته أنه يريد وسيلة إتصال للتكلم مع عائلته أعطاه صديقه هاتفه للتكلم به في أعلى الجبل كي لايسمعه أحد وكي لا يكتشفوا أمر الهاتف . إتصل بِأخيه الأكبر بعد مرور سنتين من فقدانه والبُكاء والحزن عليه إتصل ذلك الشاب الشجاع بعائلته  .

على الهاتف 

الأخ : ألو من المتكلم 

الشاب الشُجاع : ألم تكن فُلان 

الأخ : نعم أنا فُلان من تكون 

الشاب الشجاع: أنا الذي إنتظرتموه كُل تِلكَ المدة  ألم تَعرفُني 

الأخ ذُهل وتذكر صوت أخيه المفقود قال له بِأسمه أنت فُلان 

قال له الشاب الشجاع نعم أنا بنفسه 

 سرقت الأم الهاتف  لتسمع صوت إبنها المفقود هل حقاً هو 

الشاب الشُجاع لِوالدته أمي كيف حالك  وهنا قد أغمي على الأم من شدة فرحتها واسقطت الهاتف من يدها وذهب الإتصال أضطر للرجوع إلى قطعته كي لايشعر أحد بوجود هاتف معه 

لكن الشاب الشجاع لم يتراجع قد فكر في حيله وقد فَرَّ من الجيش والتحق بجيش أخر طبعاً بعلم عائلته ووصل لمُراده ألم أقل لكم إنه شجاع

حارب ضد الظلم وأنصف المظلومين وكان مُحارب شجاع لا يأبه لحرب بلاده وقصف الطائرات والرصاصات المتزاحمة حوله رغم كُل هذا كان يحارب بشجاعة .

عندما أستشهدوا أصدقاءه لم يتبقى أحداً في فرقته كي يُحارب معه   ذَهب خارجاً قاصداً بلداً آمناً   تزوج وأصبح لديه ثلاث أطفال  عملَ جاهِداً ونجح بِعمله 

وها أنا زوجته أكتب لكم قصته. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

2

متابعهم

2

مقالات مشابة