شمس فتاة ذو كرامة

شمس فتاة ذو كرامة

0 المراجعات

تقف ع شاطئ البحر و تنظر امامها بعمق و تفكر بماضيها و ما وصلت اليه الآن 

Flashback 

ظهرت نتيجة الثانوية منذ قليل و ها هي شمس تقف ممسكة بهاتفها بتوتر بالغ و تنتظر ظهور النتيجة امامها و بجانبها والدتها و اخوتها أحمد و جنا 

يمر الوقت ببطء و ها هي الدرجات ظهرت امامها لتعتلي وجهها علامات الصدمة و ما هي الا ثواني حتى انفجرت في بكاء مرير 

ابتسام : قدر الله و ما شاء فعل ، الحمدلله انتي نجحتي في غيرك شايل مواد احمدي ربنا ، هو اكيد اختارلك الاحسن 

شمس و هي تحاول مسح دموعها : الحمدلله الحمدلله  ، انا بس كان نفسي احقق حلمك عشان مفيش حد يشمت فيكي 

ابتسام : يا حبيبتي انا عارفة انتي تعبتي قد اي طول السنة دي و مقدرة مجهودك و دا ما هو الا توفيق من ربنا و احنا لازم نرضى و نقول الحمدلله 

ابتسمت لها شمس ثم احتضنتها وقالت : انتي اعظم ام في الوجود 

دخلت شمس غرفتها و حينها رن هاتفها 

شمس : الو 

أمير : النتيجة ظهرت صح ، عملتي اي طمنيني 

شمس : جبت خمسة و ستين في المية 

أمير بصدمة : و دول هيدخلوكي كلية اي دول ، شلتي كام مادة اصلا 

شمس : هي دي مبروك اللي المفروض تقولهالي 

أمير : مبروك اي ، انا كنت مفكرك هتجيبي كلية قمة او على الاقل تدخلي صيدلة زيي 

شمس : و ربنا اختارلي كلية اقل بمجموع اقل فانا مش زعلانة من اختيار ربنا ليا ، الحمدلله 

أمير : طيب انا مضطر اقفل دلوقتي عشان واقف في الصيدلية 

شمس : تمام مع السلامة 

مرت ثلاثة ايام و امير لما يحادث شمس فقلقت عليه و قررت ان تذهب لتراه في الصيدلية التي يعمل بها 

دخلت شمس و القت التحية على الموجودين في المكان 

شمس : لو سمحت يا دكتور أمير عاوزة شريط بندول 

اقترب امير منها فقالت بصوت منخفض : مش بترد عليا ليه لما بكلمك 

امير : مش هعرف اتكلم دلوقتي قابليني الساعة خمسة في نفس المكان 

شمس باقتضاب : تمام 

الساعة خمسة على الكورنيش 

وصلت شمس فوجدته يعطيها ظهره 

شمس : اتأخرت عليك ؟ 

استدار لها و قال : لا في معادك مظبوط كالعادة 

شمس : مالك بقى في اي 

أمير : انا هتكلم معاكي بصراحة و مش عاوزك تزعلي مني 

شمس بقلق : في اي قلقتني 

أمير : احنا مبقاش ينفع نكمل سوا 

شمس بصدمة : نعم !! انت اكيد بتهزر ، ثم ضحكت 

أمير بهدوء و هو ينظر لعيونها : لا مش بهزر يا شمس ، انا كنت مفكرك هتجيبي مجموع و تدخلي كلية طبية بس انتي حتى ممكن متلاقيش كلية جايبة مجموعك دا فاحنا مينفعش نكمل سوا 

شمس بذهول : اي اللي انت بتقوله دا ، اي علاقة الكلية بحبنا ، حبنا اي ، انت كدا محبتنيش 

أمير : لا اكيد بحبك بس انتي كدا مش مناسبة ليا ، لا اهلك زي اهلي ولا نفس المستوى و كان عندي امل تجيبي كلية كويسة عشان اعرف اكون معاكي

شمس بصدمة و دموعها تتساقط : متقولش بتحبني بس ، انت لو بتحبني مستحيل تفكر بالطريقة دي 

امير : ايوا بحبك بس ….

قاطعته شمس : شششش مش عاوزة اسمع حاجة منك ، من النهاردة انت في طريق وانا في طريق و مش عاوزة اعرفك تاني ثم تركته و ذهبت و هي تركض و دموعها تتسابق في النزول 

 

التحقت شمس بكلية الاداب و كلها عزيمة من اجل تحقيق ذاتها و الثأر لكرامتها و لما فعله بها حبيبها الاول أمير 

مرت ثلاث سنوات و اليوم سمعت شمس خبر هز قلبها 

كانت شمس عاكفة على كتبها تذاكر حتى سمعت صوت زغاريط في الخارج و لانها فضولية خرجت لتقف في بلكونتها و ترى ما الذي يحدث بالخارج 

لم تكن تعلم مصدر الصوت فسألت والدتها بفضول : ماما هي الزغاريط دي عند مين 

ابتسام : عقبالك يا حبيبتي دي قراية الفاتحة بتاعة امل بنت طنطتك احلام 

شمس بفرح : ما شاء الله يا ماما ، امل جميلة اووي و انا بحبها ، بس يا ترى مين المحظوظ دا اللي هتتجوزه 

ابتسام : دا الدكتور امير اللي بيقف في الصيدلية اللي على اول الشارع 

دق قلبها لسماع اسمه و لكن دقاته زادت من صدمتها ، نعم هو تركها و لكنها ما زالت تحبه ، دائما تنكر ذلك و لكنها بالفعل تحبه و لكنها ستدوس على قلبها حتى تنساه ، هو لم يعد يهتم لامرها الان 

 

مرت سنة اخرى و اليوم هناك احتفالات في كل مكان في المنطقة 

اليوم ستتعين شمس معيدة بكلية الآداب و في نفس اليوم سيقام حفل زفاف امير و امل 

 

كانت شمس تحتفل مع زميلاتها و عادت متأخرة في نفس الوقت الذي كان أمير مع امل لكي تسلم على أهل بيتها 

وصلت شمس و كانت تسرع في خطواتها و لكن اوقفها صوت جارتها احلام 

أحلام بصوت مرتفع : شمس ازيك يا حبيبتي  ، تعالي سلمي على أمل 

اضطرت شمس ان تتجه نحوهم و كانت تسرع في خطواتها 

شمس و هي تحتضن امل : ألف مبروك يا أمل ربنا يسعد ايامك الجاية و يرزقك الذرية الصالحة 

لم تكن شمس مهتمة بوجود أمير و حتى لما تنظر إليه 

اما امير فكان يأكلها بعينيه و يريدها أن تنظر إليه،  يريد أن يرى عينيها حتى يعلم بما تفكر 

يريد أن يرضي غروره و يشعر انها تتألم لا نها مازالت تحبه 

لكن شمس خيبت ظنونه حينما لم تطلع أليه 

باركت شمس لأمل ثم صعدت الى غرفتها حتى تتابع اعمالها 

ابتسام والدة امل : انا جهزت الشنط و كل حاجة هنروح امتا الشقة الجديدة 

شمس بتفكير : اسبوع كدا و ننقل خلاص 

ابتسام: مكنتش عوزاكي تضيعي فلوسك في الشقة الجديدة ، كنتي شيليهم لجهازك و كدا كدا احنا عايشين هنا و مرتاحين 

شمس: متقلقيش يا ماما الفلوس كتير الحمدلله و انا عاوزة اخواتي يتربو في مكان احسن من المنطقة دي 

ابتسام : ربنا يفرحك يحبيبتي و يرزقك بابن الحلال بقى 

ابتسام شمس بهدوء 

مرت سنتين و اصبحت شمس فريلانسر مشهورة   و هذا بالإضافة لعملها كمعيدة بكلية الآداب و لم يعد المال مشكلة بالنسبة لها فقد اصبحت تملك المال من خلال عملها و اجتهادها

اما بالنسبة لامير فقد اصبحت حياته تعيسة و لم يعد يعرف للفرح طريق

كانت زوجته امل مهملة للغاية ، اصبح يشتاق لشمس و دائما يقارنها بزوجته 

كانت شمس تحبه و تهتم لامره ، كانت حنونة لا تتركه مهما حدث ، كانت خفيفة الدم ، حينما يحزن كانت تظل تحادثه حتى يضحك ، كانت دائما حينما تطهو الطعام في منزلها تترك له بعض منه و 

اما امل زوجته فهي لا يهمها شئ سوا المال  ولا تطهو الطعام مهما حدث بالإضافة إلى أنها لا تهتم بنظافتها الشخصية ، حاول امير كثيرا ان يغيرها لكن كان يفشل دائما و انتهى الأمر بينهم بالطلاق 

كل لياليه يقضيها و هو يفكر بشمس 

اين هي الآن،  منذ أن تركت منزلها لم يراها 

يريد أن يعتذر لها عما بدر منه ، يعلم انها لن تسامحه و لكنه يريد أن يحاول معها فهي لطالما وعدته انها لن تكون لأحد غيره 

غفى أمير و هو يفكر في شمس ليفيق ع صوت هاتفه يرن 

لا يصدق عيونه ، رقم شمس بيرن عليه 

انتفض من مكانه و مازال يظن انه يحلم 

امسك هاتفه و هو يرتعش ثم وضعه ع أذنه

امير بإرتجافة : شمس ؟

شمس  بهدوء و رسمية  : اهلا دكتور امير ، اخبارك اي 

أمير و هو مازال في صدمته : شمس انتي بتكلميني بحد ؟

شمس :  عاوزة اخد معاد منك يا دكتور ، فاضي امتا 

أمير و دقات قلبه تتسارع : فاضي في اي وقت ، تحبي نتقابل فين 

شمس : هستناك الساعة خمسة في نفس المكان 

أمير : لم يصدق أذنه و لكنه وافق على الموعد 

 

يقف امير امام دولابه لا يعرف ماذا يرتدي ، متوتر للغاية ، يريد ان ينال اعجابها 

امير لنفسه : هي لونها المفضل الابيض ، خلاص هلبس طقم ابيض ، بس هي كانت دايما بتقولي انها بتحب الاسود عليا ، خلاص هلبس اسود ، لا خلاص هلبس التيشرت اللي كانت جيباهولي في عيد ميلادي لما كنا مع بعض اكيد هتحبه اكتر 

اخرج التيشرت من الدولاب و لكنه وجده صغير عليه 

امير لنفسه : مانا اكيد تخنت عشان مبقتش مهتم بجسمي زي الاول ولا بقيت انزل جيم ولا حتى بتمرن ، ان شاء الله اول ما شمس ترجعلي هبدأ اهتم شوية عشان هي كانت بتحب عضلاتي ، لو شافت كرشي دلوقتي هتبطل تحبني ، كان يتحدث و فجأى نظر الى نفسه في المرآة و قال بضحك : حاسس نفسي رجعت مراهق تاني يا شمس ، حرام عليكي اللي بتعمليه في قلبي دا ، بس ان شاء الله هعرف اصالحك و نرجع تاني لبعض و انتي اكيد طالما عاوزة تقابليني في المكان بتاعنا بعد ما طلقت امل يبقى اكيد وحشتك و عاوزة نرجع تاني انا متأكد 

الساعة خمسة على الكورنيش 

وصل امير قبل موعده بكثير ، يشعر ان الوقت يمر ببطئ ، يريد ان يراها الان و ما هي الا دقائق حتى سمع صوتها خلفه 

شمس : اهلا دكتور أمير 

استدار امير بلهفة ليراها 

ارتبك بشدة فهي قد تغيرت و اصبحت فاتنة اكثر

 أمير : ازيك يا شمس 

شمس و هي تخلع نضارتها : دكتورة شمس يا دكتور امير ، متشلش الالقاب 

أمير بصدمة : انا مقدر انك لسة مجروحة و زعلانة مني بس…..

قاطعته شمس : اي يا دكتور الكلام دا ، دا كان كلام عيال اصلا مش في بالي 

أمير : امال كلمتيني ليه بعد ما عرفتي اني طلقت امل 

شمس بصدمة  : انت و امل اطلقتو ؟!! مكنتش اعرف و مش مهتمة اعرف اصلا

امير : امال كلمتيني ليه و طلبتي نتقابل هنا 

شمس : اصل  انا سمعت ان الصيدلية اللي كنت شغال فيها اتقفلت وانت مبقتش لاقي شغل وانا كنت مقررة من فترة كدا افتح صيدلية في المنطقة بتاعتكو و مش هلاقي حد احسن منك يشتغل فيها 

علم امير الان لماذا تريده هو بالذات ، ارادت ان تجعله يعمل عندها ، تريد ان تثأر لكرامتها بعد ما فعله بها و تقليله لها و لمستواها 

امير بكبرياء  : بس انا مش محتاج شغلك دا 

ارتدت شمس نضارتها ثم نظرت له من اعلى الى اسفل و قالت : براحتك بس بردو هسيبك تفكر شوية و ترد عليا ، دا عرض ميترفضش خصوصا في حالتك دي ، ثم استدارت و تركته 

بعد ثلاثة ايام تلقت شمس مكالمة من امير و اخبرها انه موافق للعمل 

اليوم سيتم افتتاح الصيدلية و كانت شمس تقف بجوار امير 

امير بهدوء : وحشتيني يا شمس ، انا وافقت اشتغل بس عشان اكون قريب منك و اعرف اشوفك علطول 

نظرت شمس اليه ثم تركته و دخلت الى مخزن الصيدلية حتى تتأكد من الادوية 

دخل امير وراءها و اغلق الباب خلفه 

شمس : انت اتجننت ، اي اللي بتعمله دا 

أمير : انتي لازم تسمعيني ، انا لسة بحبك و عاوزك و عارف انك لسة بتحبيني ، خلينا نرجع يا شمس و اوعدك اني هعوضك عن كل اللي حصل بينا 

ضحكت شمس بسخرية و قالت : انا دكتورة شمس ابصلك انت ، ليه من قلة الرجالة 

امير بغضب : احترمي نفسك 

شمس : انت اللي تحترم نفسك و تعرف انت بتتكلم مع مين ، انت اللي خسرتني زمان و انا من وقتها طلعتك من قلبي ، الزم حدودك معايا و خلي في بينا احترام متبادل عشان الشغل اللي بينا ، غير كدا مش عاوزة اشوف وشك في اي مكان 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

0

followings

1

مقالات مشابة