لقاء مع امرأة شبح

لقاء مع امرأة شبح

0 المراجعات

لقاء مع امرأة شبح

عندما ألقى القمر وهجه الغريب على الطريق المقفر، أمسك جيك بعجلة القيادة بإحكام، وتحولت مفاصل أصابعه إلى اللون الأبيض. كان في رحلة في وقت متأخر من الليل عبر الريف، والأصوات الوحيدة المصاحبة له كانت طنين المحرك وحفيف أوراق الشجر في مهب الريح.

وبينما كان يدور حول المنعطف، اشتعلت المصابيح الأمامية لشخصية تقف على جانب الطريق. خفق قلب جيك عندما رأى امرأة، شكلها يغمره ضوء أثيري. بدت وكأنها تومض داخل وخارج الوجود، وكانت ملامحها محجوبة ولكنها جميلة بشكل مؤلم.

غير قادر على مقاومة سحب الفضول، تباطأ جيك، وأغلقت عيناه على الشخصية الغامضة. عندما اقترب أكثر، أدرك أن المرأة بدت شفافة، مثل ظهور شبحي من عالم آخر.

تسلل الخوف إلى جلد جيك وهو ينزل من النافذة، وتسرب هواء الليل البارد إلى داخل السيارة. "هل أنت بخير؟" نادى بصوته يرتجف قليلا.

كانت نظرة المرأة مثبتة عليه، وعيناها فارغتان وبلا روح. وبدون كلمة واحدة، بدأت تنزلق نحو السيارة، وكانت حركاتها سلسة بشكل غير طبيعي. انتشر الذعر في جيك وهو يتخبط في فتح النافذة، وكان قلبه ينبض في صدره.

ولكن قبل أن يتمكن من الإسراع بعيدًا، كانت المرأة الشبحية بجانب السيارة، وكان وجهها على بعد بوصات فقط من وجهه. افترقت شفتيها، ولكن بدلاً من الكلمات، هبت عاصفة ثلجية من الرياح داخل السيارة، مما أدى إلى تقشعر لها الأبدان حتى العظام.

مع هزة، ضرب جيك بقدمه على دواسة الوقود، وأصدرت الإطارات صريرًا وهو يسرع مبتعدًا عن الظهور. نظر مرة أخرى إلى مرآة الرؤية الخلفية لسيارته، فرأى المرأة واقفة في منتصف الطريق، وقد أضاء شكلها بالوهج الباهت لمصابيحه الخلفية.

واصل جيك القيادة بقلب متسارع، وظلت ذكرى اللقاء الشبحي محفورة في ذهنه. لم يستطع التخلص من شعور الرهبة الذي تعلق به مثل الكفن، وهو تذكير بالوجود الآخر الذي عبر طريقه في تلك الليلة المشؤومة. وبينما كان يقود سيارته أعمق في الظلام، لم يستطع إلا أن يتساءل عن الفظائع الأخرى الكامنة في الظل، في انتظار اكتشافها على الطريق الوحيد أمامه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

15

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة