مكالمة من العالم أخر

مكالمة من العالم أخر

0 المراجعات

مكالمة من العالم أخر

 

في بلدة هولو جروف الصغيرة، التي تقع في أعماق الغابات الضبابية في شمال غرب المحيط الهادئ، كان هناك منزل قديم متهدم له تاريخ مظلم. همس السكان المحليون بحكايات عن قصر ماكنتاير، وهو المكان الذي نسجت فيه المأساة نفسها في نسيج جدرانه.

تقول الأسطورة أن القصر كان في يوم من الأيام موطنًا لعائلة ماكنتاير، التي لاقت نهاية مروعة في ظل ظروف غامضة منذ عقود. قيل أن البطريرك ويليام ماكنتاير قد أصيب بالجنون بسبب همسات كيان خبيث ابتليت به أحلامه. في جوف الليل ذبح زوجته وأولاده قبل أن ينتحر.

وعلى الرغم من مرور الوقت، ظل القصر مهجورًا، وتلقي واجهته المهيبة بظلالها على المدينة بالأسفل. ولكن في إحدى الليالي المصيرية، تحطم صمت هولو جروف بسبب رنين الهاتف الشديد.

في منزل متواضع على أطراف المدينة، جلست سارة، وهي شابة ذات روح فضولية، وحدها في غرفة معيشتها. دقت الساعة منتصف الليل وهي تحتسي الشاي، وتردد صدى دقاتها الإيقاعية في أرجاء المنزل الصامت. فجأة، بدأ الهاتف الموجود على طاولة القهوة يرن، وكان صوته يقطع الصمت مثل السكين.

أثار الفضول ترددت سارة قبل الإجابة. "مرحبًا؟" قالت مبدئياً، وصوتها يرتجف قليلاً.

طقطقة ثابتة على الطرف الآخر من الخط قبل أن يهمس صوت أجوف بلا جسد، "سارة... سارة... ساعديني..."

سرت قشعريرة في العمود الفقري لسارة عندما تعرفت على صوت جدتها المتوفاة منذ سنوات، والتي توفيت منذ سنوات. "الجدة؟ هل هذه أنت؟" سألت وقلبها ينبض في صدرها.

لكن لم يكن هناك أي رد، فقط صمت القبر المخيف. أغلقت سارة الهاتف وهي ترتجف، وكان عقلها يتسابق بالخوف والارتباك. هل تخيلت ذلك؟ أم كان هناك شيء أكثر شرا في اللعب؟

غير قادرة على التخلص من شعور الرهبة الذي اجتاحها، حاولت سارة رفض المكالمة باعتبارها مجرد خدعة من الخيال. ولكن مع مرور الأيام، استمرت المكالمات الهاتفية الشبحية، وكانت كل واحدة منها أكثر إثارة للقلق من سابقتها.

في محاولة يائسة للحصول على إجابات، غامرت سارة بالدخول إلى قلب هولو جروف، بحثًا عن المؤرخ المحلي الذي يعرف أسرار المدينة أفضل من أي شخص آخر. وبصوت مرتجف، روت تجاربها، على أمل الحصول على بعض التفسير.

أصبح وجه المؤرخ شاحبًا عندما تحدثت سارة، واتسعت عيناه من الخوف. "قصر ماكنتاير،" همس، وصوته بالكاد أعلى من الهمس. "إنه ملعون... أرواح الماضي لا تزال باقية داخل جدرانه، وتمتد من وراء القبر..."

برد دم سارة عندما أدركت الحقيقة. لم تكن المكالمات الهاتفية الشبحية من نسج خيالها، بل كانت بمثابة تحذير من الجانب الآخر، ونداء للمساعدة من أولئك المحاصرين في ظلام قصر ماكنتاير.

عاقدة العزم على وضع حد للعنة مرة واحدة وإلى الأبد، استجمعت سارة شجاعتها وغامرت بالدخول إلى القصر المهجور، حيث كان ثقل التاريخ يضغط عليها مع كل خطوة. ولكن عندما عبرت العتبة إلى قلب الظلام، عرفت أنها ليست وحدها.

وفي أعماق القصر، واجهت سارة الروح الخبيثة التي كانت تطارد أحلامها، وكان شكلها الملتوي يتلوى من الألم بينما كانت متمسكة بالظلال. وبصرخة متحدية، طردت الروح إلى عالم الموتى، وكسرت اللعنة التي ابتليت بها هولو جروف لأجيال.

عندما أشرقت الشمس في الأفق، وألقت ضوءها الذهبي على المدينة بالأسفل، خرجت سارة من أعماق القصر، وروحها لم تنكسر وشجاعتها لم تتضاءل. على الرغم من أن ذكرى المكالمات الهاتفية الشبحية ستظل باقية في ذهنها إلى الأبد، إلا أنها عرفت أنها انتصرت على الظلام، وجلبت السلام إلى النفوس المضطربة التي كانت ذات يوم تسمى قصر ماكنتاير بالمنزل.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

15

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة