المهاتما غاندى القصة باختصار

المهاتما غاندى القصة باختصار

2 reviews

المهاتما غاندى

فى جنوب افريقيا
غاندي او المهاتما كما يحلو للهنود تسميته ؛ والتى تعنى الروح العظيم وذلك راجعاً لما بثه الرجل من روح الكرامة والتآخي والعمل وتمكين السلم من كافة مناحي الحياة بما فى ذلك الكفاح ضد المحتل .

الميلاد و النشأة

   ولد غاندى فى أكتوبر من العام 1969 م لأسرة هندوسية ذات مكانة كبيرة عملت فى مناصب كبيرة فى احد الامارات الهندية ؛ والكلام عن فقر الأسرة أمر غير مقبول فقد عمل والدة رئيسا لوزراء امارة ( بورناندار ) لأكثر من ربع قرن ؛ كما أن تعليمه وحصوله على الثانوية وسفرة الى إنجلترا ودراسته للقانون هناك وتعلمه الفرنسية و دراسة الخطابة وشغفه بالقراءة بل وتعلمه عزف الكمان يبطل هذا الكلام .

 

فطرة غاندى وأعراف مجتمعه :

   يقول ( اشورا) فى مذكراته وهو خادم غاندى أن غاندى كان يعطيه الأكل حتى يشبع بل وكان يأكل معه فى نفس الطبق ؛ رغم أنه ( الخادم ) ينتمى لطبقة منبوذة يعتبر الهنود ملامستهم نوع من النجاسة .

   كان مولعاً بالمشي حتى أنه كان يرفض الذهاب لمدرسته بعربة والده الفارهة ؛ بعد حصوله على الثانوية فى موطنه أقترح أحد أصدقاء الأسرة إرساله الى إنجلترا لتعلم القانون وقد كان وتكفل أخيه الأكبر وكان محاميا بمصاريف دراسته وبالفعل سافر غاندى الى إنجلترا .

الحياة والدراسة فى إنجلترا :

   كان غاندى يستمتع بكل وقته هناك ويمارس ما يحب فكان يمشى ستة عشر كلم ليصل للجامعة ولا يكف عن القراءة فى مجالات عديدة قرأ الانجيل وتأثر بالدستور الأخلاقي المتمثل فى موعظة الجبل والتى تعد بمثابة قانون أخلاقي ومن ذلك الا تقاوم الشر بمثله والذى كان له أكبر الأثر فى منهجه المقاوم فيما بعد .

قرأ عن بوذا وعن نبي الإسلام ( محمد ) ولم يكن متعصبا وهى صفة الانقياء ما لم تغيرهم الاحداث . عبر المانش وزار معالم فرنسا وأعجب ببعضها .. وتأثر بثقافتهم كما تأثر بثقافة الانجليز من قبل الا أنه كان يحمل بين جنبيه قلبا هنديا خالصا .

- تخرج غاندى  محاميا و قُيد بنقابة محامى لندن ولكنه عاد لموطنه الهند فله هناك زوجة وأم و أسرة ..

كيف تشكلت شخصيته ؟

   حين حاول غاندى العمل فى المحاماة فور عودته من إنجلترا تفاجأ بمعاملة القضاة السيئة له ؛ فقد كان معظم المحامون من الانجليز وهو ليس انجليزياً .. فترك المحاماة وعمل فى وظائف مختلفة منها التدريس والكتابة ؛ الى أن ساقت له الأقدار ( دادا عبد الله ) وهو أحد

اثرياء الهند الذى كان يمتلك سفناً تعمل فى نقل البضائع والهنود من الهند الى جنوب افريقيا والتى كانت تمثل مستعمرة انجليزية أيضاً

فعرض عليه (دادا عبد الله ) قضية كبيرة فى جنوب افريقيا وعقد عمل سنوي ؛ وافق غاندى على السفر وتولى القضية وبدأت رحلة تشكُل شخصيته هناك فى جنوب أفريقيا .

درس غاندى القضية عدة أيام تم اتجه بعدها الى المحكمة ؛ وكان يلبس عمامة هندية استفزت القاضي الإنجليزي فطلب منه خلع هذه العمامة ولكن غاندى رفض و احتج على ذلك بخطاب نشرته الصحف وقتها وزيلت الخطاب بعبارة سخرية تقول خطاب احتجاج من شخص غير مرغوب فيه .

   توالت بعدها الأحداث التى جعلت غاندى يمقت مظاهر التفرقة العنصرية ومن ذلك حادثة القطار

   كان غاندى متوجها الى " بروتوريا " وقد حجز لنفسة تذكرة فى الدرجة الأولى بالقطار ؛ وما إن وصل القطار الى "مارتزبورج" عاصمة الناتال حتى دخل راكب أبيض ودخل الى المقصورة التى بها غاندى ثم خرج وعاد ومعه اثنين من موظفي القطار طلبا من غاندى مغادرة المقصورة والتوجه اغلى الدرجة الثالثة المخصصة للملونين ؛ فأخرج التذكرة وتشبث بحقه الا أنهم أخرجوه ومعه حقائبه من المقصورة ؛ لم ينتقل غاندى الى الدرجة الثالثة بل غادر القطار كله ؛ ترك الموقف فى نفسه أثرا عميقا حتى أن أحد المراسلين بعد سنوات من الكفاح سأل غاندى عن التجربة التى تركت انطباعا وأثرت فى حياته فكان رده " ليلة سفره بالقطار ونزوله فى مارتزبورج "

   أما بالنسبة للقضية التى أتى غاندى من اجلها الى جنوب افريقيا فقد استطاع أن يقنع ( دادا عبد الله ) وخصمه بقبول التسوية وكان لهذه القضية أثرا فى ايمانه بالبعد عن الصراع واللجوء للتسويات السلمية للمنازعات .

   كثيرا من العمل والمواقف والنزاعات التى راها غاندى فى  جنوب افريقيا بين الجالية الهندية ومظاهر التفرقة العنصرية والحالة المتدهورة للهنود فى جنوب افريقيا رغم أنهم يمثلون أكثر من مليون وربع المليون من الهنود حينها يعملون فى جنوب افريقيا ووقوفه الى جانب المظلومين شكلت شخصية غاندى ومنهجه السلمى فى المقاومة .

العودة الى الهند

   وحين قرر غاندى العودة الى الهند أقام له مواطنوه حفلة قدموا خلالها الهدايا والجواهر والذهب له و لزوجته ؛ الا أنه لم ينم ليلته هذه وفى الصباح قرر بيع هذه الهدايا كون أن مواطنوه اشتركوا فى شرائها وأسس بثمنها " مؤسسة المنافع العامة " لخدمتهم .

ثم سافر الى الهند وفى باله حال الجاليات الهندية فى جنوب افريقيا وحاول ان يقنع بعض رؤساء تحرير الصحف وبعض أصحاب النفوذ بعرض قضية الهنود فى جنوب افريقيا ولكنه لم يجد دعما ؛ لم يمكث غاندى كثيرا فى الهند وعاد الى جنوب افريقيا بعد ان استدعاه مواطنوه هناك مرة أخرى ليدافع عن قضاياهم .

   وقف غاندى والهنود فى جنوب افريقيا مع الانجليز فى حربهم ضد " البوير" وكان يأمل فى ان يجد لذلك صدىً يخفف من التمييز الذى يتعرض له مواطنوه هناك ومعللا ذلك بان الإنجليز هم اخف الضررين .

فلما انتهت الحرب فوجئ بالحاكم البريطانى يصدر قرارا بهيمنة البيض على مقدرات الدولة .

   ظل غاندى يدافع عن حقوق مواطنيه وأبناء جلدته ؛ وتزعم حركة حرق شهادات التسجيل التى أمر بها الحاكم البريطانى "سميث "

لحصر الاسيويين والحد منم هجرة الهنود الى جنوب افريقيا ؛ فأمر "سميث " بسجن الذين أحرقوا الشهادات وقدم " غاندى " للمحاكمة وحكم عليه بثلاثة شهور ثم خرج وأسس حركة ( الساتيا جراها ) ومعناها الثبات على الحق دون استخدام العنف وكان يطلب المساواة للهنود أسوة بالأوربيين .

ذاع صيت غاندى فى الهند و فى جنوب افريقيا كرجل يحارب الظلم وصور التفرقة دون اللجوء للعنف وقاد مسيرة ضمت اكثر من خمسين الفا من الهنود والتى أُعتقل على اثرها ؛ فبدأ اضرابا عن الطعام ولد موجة سخط عارمة ضد الجنرال سميث وأدت الى ازدياد شعبية الرجل مما اضطر معه الحاكم البريطانى الى الافراج عنه .

   وعند خروجه استقبله عشرات الالاف من الهنود وعدد كبير من مراسلي الصحف العالمية

   اتعب الكفاح غاندى وقد كان يحن للقراءة والهدوء وقد كانت له مزرعة تبرع بها أحد محبيه ؛ اطلق غاندى عليها اسم مزرعة "تولستوي " فقد كان متأثرا بالرجل فكانت مزرعته نموذجا لمزرعة اشتراكية الكل يعمل فيها ويأكل منها .

 

   عاد بعدها الى الهند يبدأ مرحلة أكبر فى الجهاد ؛ فى هذه المرة كان الكفاح أكبر وفى ميادين عدة من مكافحة المحتل وحقوق الفلاحين ومحاربة الجهل والفقر والمرض وبعض العادات القبيحة لبعض الطوائف الهندية

هذا الكفاح فى مجالات عدة كلفه فى نهاية المطاف حياته على يد أحد المتعصبين ممن رأوا أن المهاتما غاندى بنجاحة فى استمالة المسلمين له قد خان هندوسيته .

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

6

followers

7

followings

4

similar articles