"من الأسطورة للحقيقة.. اكتشاف المدينة الغارقة بالإسكندرية"

"من الأسطورة للحقيقة.. اكتشاف المدينة الغارقة بالإسكندرية"

Rating 5 out of 5.
1 reviews

“من الأسطورة للحقيقة.. اكتشاف المدينة الغارقة بالإسكندرية”

 

اكتشاف المدينة الغارقة في مصر.. أسرار من أعماق البحر

من فترة مش بعيدة، العالم كله اتفاجئ بخبر اكتشاف من أهم وأغرب الاكتشافات الأثرية اللي حصلت في مصر في العصر الحديث، وهو ظهور المدينة الغارقة "هيراكليون" – أو زي ما كان بيسموها المصريين القدماء "ثونيس". المدينة دي اختفت تحت مياه البحر المتوسط لقرون طويلة جدًا، لدرجة إن ناس كتير كانت فاكرة إنها مجرد أسطورة أو حكاية من الماضي. لكن الحقيقة إن مصر مرة تانية أثبتت إن أرضها وبحرها لسه مليانين أسرار وتاريخ محدش يعرفه غيرها.

بداية الحكاية: مدينة اتبلعت بالبحر

هيراكليون كانت مدينة مهمة جدًا في العصور القديمة، خصوصًا من حوالي 2300 سنة. مكانها كان في خليج أبي قير، قريب من الإسكندرية الحالية. المدينة دي كانت بمثابة الميناء الرئيسي لمصر قبل ما تتبني مدينة الإسكندرية على إيد الإسكندر الأكبر. يعني أي سفينة جاية من اليونان أو من أي مكان في البحر المتوسط كانت بتدخل مصر من بوابة هيراكليون.

لكن، في لحظة غامضة في التاريخ، المدينة دي غاصت بالكامل تحت سطح البحر. فيه نظريات كتير بتقول إن السبب ممكن يكون زلزال أو انهيار أرضي أو حتى فيضان قوي جدًا، والنتيجة إن مدينة كاملة اتغطت بالمية وبقت جزء من البحر. ومن هنا بدأت تتحول لأسطورة، والناس تنساها مع مرور السنين.

إزاي اكتشفوها؟

في سنة 2000، الباحث الفرنسي فرانك جوديو بدأ مشروع ضخم للبحث تحت المياه في خليج أبي قير. باستخدام أجهزة متطورة جدًا زي السونار وأدوات رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد، قدر فريقه يحدد مكان غريب تحت المية. ومع الغوص والدراسة، ظهر إن ده مش مجرد حطام سفن، لكن دي كانت مدينة كاملة غارقة!

التجربة كانت مذهلة، تخيل معايا إنك بتنزل البحر وتلاقي تماثيل ضخمة من الجرانيت، أعمدة معابد، مراكب خشبية لسه شبه سليمة، عملات ذهبية، وأوانٍ فخارية محفوظة بشكل يخليك تحس إنها من يومين مش من آلاف السنين!

كنوز تحت المية

الآثار اللي اكتشفوها في هيراكليون مش قليلة. لقوا معابد ضخمة زي معبد للإله آمون، تماثيل لآلهة مصرية بارتفاع أكتر من 5 أمتار، تماثيل لملوك وملكات، وكمان أدوات كانت بتستخدم في الحياة اليومية. ده غير كمية العملات الذهبية اللي بتثبت إن المدينة كانت مركز تجاري عالمي، بيجمع بين مصر وحضارات البحر المتوسط.

المدينة كمان كان فيها مراكب ضخمة غارقة، ودي بدورها فتحت باب جديد لدراسة بناء السفن في مصر القديمة. كل قطعة لقوها تحت المية كانت بتضيف معلومة جديدة عن حضارة غنية جدًا وعن مدينة كان ليها مكانة مميزة قبل ما تختفي.

ليه المدينة دي مهمة؟

هيراكليون مش مجرد مدينة أثرية. أهميتها جاية من إنها كانت بمثابة شريان التجارة لمصر. أي بضائع جاية من الخارج أو طالعة من مصر كانت بتمر من خلالها. كمان كانت مدينة دينية مهمة، لإن المعابد اللي اكتشفوها بتقول إنها كانت مركز للعبادة والاحتفالات الدينية الكبرى.

اللي يخلينا نقول "سبحان الله"، إن الآثار اتغطت بالمية فده ساعد إنها تفضل محفوظة بشكل أفضل من الآثار اللي على اليابسة. المية حمتها من عوامل التعرية ومن عبث الإنسان، وده خلّى الاكتشاف يظهر لنا قطع شبه كاملة وكنوز ماكنّاش نتخيل إنها لسه موجودة.

سحر المدينة الغارقة

image about

تخيل معايا إنك تركب غواصة سياحية أو معدات غوص وتنزل تشوف المدينة دي بعينك! الإحساس إنك ماشي بين معابد وتماثيل تحت المية بيخليك تحس إنك دخلت فيلم من أفلام الخيال. وده اللي بيخلي اكتشاف هيراكليون مش بس أثر تاريخي، لكنه كمان كنز سياحي ضخم ممكن يخلي مصر وجهة لعشاق الغوص والأثار البحرية من كل أنحاء العالم.

الخلاصة

اكتشاف المدينة الغارقة في مصر مش مجرد حدث أثري عادي، لكنه رسالة قوية إن حضارة مصر لسه ماكشفتش كل أسرارها. البر لسه فيه كنوز، والبحر كمان بيخفي جواه تاريخ مش أقل عظمة. وهيراكليون بقت رمز لفكرة إن التاريخ ممكن يختفي مئات السنين، لكنه بيرجع يظهر في لحظة، ويبهرك بكل تفاصيله.

مصر بلد التاريخ، وبرها وبحرها شاهد على حضارة عمرها آلاف السنين ولسه مكملة. والمدينة الغارقة "هيراكليون" دليل حي إن الماضي لسه عايش معانا، ومستني يتشاف ويتحكى للعالم كله.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

15

followings

5

similar articles
-