الصرخة الصامتة والعوده

الصرخة الصامتة والعوده

0 المراجعات

الفصل الأول: العودة إلى الماضي

في إحدى القرى النائية على أطراف المدينة، وقف منزل قديم مهجور على تلة صغيرة. كان المنزل محاطًا بالغموض والشائعات التي تتناقلها الأجيال. قيل إن أسرة عاشت فيه منذ عقود، لكنهم اختفوا فجأة في ليلة مظلمة دون أن يتركوا وراءهم أي أثر. مع مرور السنوات، بدأت القصة تأخذ شكلاً مخيفًا، وبدأ الناس يتحدثون عن أصوات غريبة تُسمع من الداخل، وأضواء تتوهج في النوافذ المظلمة رغم أن المنزل خالٍ تمامًا.

ماركوس، شاب في الثلاثينيات من عمره، عاد إلى القرية بعد غياب طويل. كان قد ورث هذا المنزل عن عمه، الذي توفي في ظروف غامضة. لم يكن ماركوس يعرف الكثير عن ماضي عمه، لكنه كان يشعر بالانجذاب الغريب تجاه هذا المكان. عندما وقف أمام الباب الخشبي المتهالك لأول مرة، شعر بشيء غير طبيعي. كان الجو مشحونًا بالكهرباء، وكأن المنزل نفسه كان يراقبه.

الفصل الثاني: الباب المغلق

عندما دخل ماركوس إلى المنزل، شعر بالبرودة تغمر جسده. الأرضيات الخشبية كانت تصدر صريرًا مع كل خطوة يخطوها، والجدران كانت مغطاة بطبقات من الغبار والنسيج العنكبوتي. رغم كل شيء، كان هناك شيء غريب يجذب ماركوس لاستكشاف المكان أكثر.

في إحدى الغرف الخلفية، وجد ماركوس بابًا مغلقًا بإحكام. لم يكن هناك أي مفتاح، لكن الباب كان محفورًا بنقوش غريبة بدت وكأنها رموز قديمة. حاول فتح الباب لكنه لم يفلح، وكأن شيئًا ما من الداخل كان يمنعه. مع حلول الليل، قرر ماركوس العودة إلى المدينة ليجلب أدوات تمكنه من فتح الباب.

لكن عندما عاد إلى المنزل في اليوم التالي، وجد الباب مفتوحًا، وكأنه كان ينتظره. دخل ماركوس الغرفة بحذر، فوجد نفسه في غرفة نوم قديمة، وكانت هناك مرآة كبيرة تحتل الحائط المقابل للسرير. عند اقترابه من المرآة، لاحظ شيئًا غريبًا: لم تكن تعكس صورته كما ينبغي. بدلاً من ذلك، كانت تعرض غرفة مختلفة تمامًا، وكأنها نافذة إلى عالم آخر.

الفصل الثالث: الصرخة الصامتة

بدأ ماركوس يشعر بتوتر متزايد كلما قضى المزيد من الوقت في المنزل. بدأ يسمع أصواتًا خافتة، كهمسات تأتي من الجدران. في الليل، كان يستيقظ على صوت خطوات خفيفة تجوب الممرات. لكن الأكثر رعبًا كان ما حدث في الليلة التالية.

بينما كان جالسًا في غرفة المعيشة، انطفأت الأنوار فجأة، وغمر الظلام المكان. سمع صوت باب يُغلق بعنف في الطابق العلوي، فتوجه بسرعة نحو مصدر الصوت. عندما وصل إلى الغرفة التي كانت مغلقة سابقًا، رأى شيئًا لا يصدق: انعكاسه في المرآة لم يكن هو. كان هناك شخص آخر ينظر إليه من الجانب الآخر، رجل ذو ملامح مشوهة وعينين مليئتين بالكراهية.

قبل أن يتمكن ماركوس من التحرك، سمع صوت صرخة مدوية قادمة من المرآة. كانت صرخة من عالم آخر، مليئة بالألم والرعب. الغرفة بدأت تهتز، والمرآة بدأت تتشقق. ثم، فجأة، توقفت كل الأصوات، واختفى الرجل الغامض من المرآة.

الفصل الرابع: الحقيقة المرعبة

ماركوس بدأ يبحث في تاريخ المنزل ليعرف أكثر عن هذا الشخص الغامض. اكتشف أن عمه كان مهووسًا بالعلوم الغامضة والطقوس القديمة. كان يعتقد أن المرآة كانت بوابة لعالم الأرواح، وأنه يمكنه التواصل مع من فارقوا الحياة. لكن عمه أخطأ في تقدير قوة الأرواح التي استدعاها، وبدلاً من السيطرة عليها، أصبح أسيرًا لها.

في الليلة التي اختفى فيها، كان عمه يحاول أداء طقوس معقدة لفتح البوابة بشكل كامل، لكن شيئًا ما انقلب عليه. الأرواح التي استدعاها كانت أقوى مما توقع، فتمكنت من احتجازه داخل المرآة، ليبقى هناك إلى الأبد. والآن، بعد عقود، عاد ماركوس دون علمه ليكون الجسر بين العالمين.

الفصل الخامس: المواجهة الأخيرة

بدأ ماركوس يشعر بأن شيئًا شريرًا يلاحقه. كلما حاول مغادرة المنزل، كان يجد نفسه يعود إليه دون وعي. كأنه كان مسحورًا بالمكان. في إحدى الليالي، قرر مواجهة هذا الكيان الغامض. جلس أمام المرآة وبدأ في قراءة الطلاسم التي وجدها في مذكرات عمه.

الأصوات بدأت تعلو، والغرفة امتلأت برياح قوية. انعكاس المرآة بدأ يتغير، حتى ظهر الرجل المشوه مرة أخرى، لكنه هذه المرة كان غاضبًا أكثر من أي وقت مضى. بدأت المرآة تتشقق بشكل أكبر، وكأنها على وشك الانهيار. وفي اللحظة التي كسرت فيها المرآة، انطلقت قوة هائلة أدت إلى انهيار الجدران.

في الصباح التالي، عثر أهل القرية على المنزل وقد انهار بالكامل. لم يجدوا أي أثر لماركوس، سوى مرآة مكسورة كانت ترقد بين الأنقاض، وكان داخلها ظل غامض يظهر للحظة ثم يختفي.

---

انتهى الجزء الاول من القصة، وهي تترك القارئ متسائلًا عن مصير ماركوس وما إذا كان قد أصبح أسيرًا لتلك المرآة كما حدث لعمه. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

4

متابعهم

4

مقالات مشابة