حب من طرف واحد: قصة الشاب والفراشه"
، شاب في الصف الأول الثانوي، كان معروفًا بهدوئه وبعده عن كل ما يتعلق بالعلاقات والحب. لم يكن يهتم بهذه الأمور، يعيش يومه البسيط بين الدراسة والدروس الخصوصية، لكن حياته بدأت تأخذ منحى مختلفًا عندما تعرف على فتاة تُدعى فراشه. كانت فراشه جميلة للغاية، وكان الشاب معجب بها بصمت. لم يتجرأ على التعبير عن مشاعره لأكثر من عام ونصف، وظل الحب في قلبه من طرف واحد.
بداية القصة كانت عندما كان الشاب في أحد الدروس مع صديقه المقرب. وبينما كانا خارجين من الدرس، فتح صديقه هاتفه وأظهر له صفحة الفراش على وسائل التواصل الاجتماعي. الشاب تفاجأ بتصرف صديقه وانزعج قليلاً لأنه شعر بأن هذا التطفل غير مناسب. لم يكن الشاب يهتم بهذا النوع من العلاقات ولا البحث عن الفتيات عبر الإنترنت، لكن شيئًا ما بداخله تغير بعد هذا اللقاء. على الرغم من انزعاجه الأولي، لم يستطع نسيان فاطمة.
في اليوم التالي، استسلم الشاب للفضول وقرر أن يفتح حساب الفراشه بنفسه. جلس يتصفح صورها ويشاهد حياتها من خلف الشاشة. ومع مرور الأيام، أصبحت هذه العادة جزءًا من حياته اليومية. كل يوم كان يفتح حسابها ليرى ما الجديد، وبدأ يشعر بشوق كبير يملأ قلبه. ومع كل يوم، كان هذا الشوق يتزايد حتى وصل إلى مرحلة أن الأمر لم يعد مجرد فضول، بل حب كبير نما داخله دون أن يشعر.
ثم بدأت الصدف تلعب دورها. كان الشاب يلتقي بالفراشه في الشارع أثناء ذهابه إلى الدروس والمدرسة. كان يشعر بسعادة غامرة كلما رآها، حتى أنه أصبح يضبط مواعيده ليتزامن خروجه مع خروجها. في أحد الأيام، جاءت فرصة غير متوقعة. كان الشاب مضطرًا لركوب الحافلة، وكانت المواصلات مزدحمة جدًا. المكان الوحيد المتاح كان بجوار الفراشه. تردد الشاب للحظة، لكنه لم يكن أمامه خيار سوى الجلوس بجانبها.
عندما جلس، قامت الفراشه بحركة صغيرة، لكنها أثرت في الشاب بشكل كبير. وضعت حقيبتها كحاجز بينهما. كانت هذه الحركة تعبر عن احترامها لذاتها وحرصها على أن تحافظ على مسافة مناسبة بينهما. هذا التصرف أثار إعجاب الشاب بشكل غير عادي، وجعله يقدرها أكثر. زاد تعلقه بها بشكل لم يتوقعه.
مرّت الأيام، وأصبح الشاب يرى الفراشه بشكل منتظم. كلما رآها، كان يشعر بأن حبه لها يزداد. وصل إلى مرحلة أنه كان يعرف كل شيء عنها تقريبًا؛ من عيد ميلادها إلى الأطعمة التي تفضلها والمشروبات التي تحبها. كان يتابع كل صغيرة وكبيرة عنها من بعيد، دون أن يظهر لها أي شيء.
بعد فترة من الزمن، قرر الشاب أخيرًا أن يتخذ خطوة جريئة ويعترف بحبه لها. استشار صديقه، الذي نصحه بأن يكون صريحًا معها ويخبرها مباشرة عن مشاعره. كان الشاب خائفًا من الرفض، لكنه شعر أنه لا يمكنه الانتظار أكثر من ذلك. جمع شجاعته وكلم الفراشه، معبرًا لها عن إعجابه الكبير وحبه الذي نما بمرور الوقت. قال لها: “أنا فلان، وأنا معجب بك منذ فترة طويلة. أريد أن أعرف شعورك تجاهي.”
لكن رد الفرشه جاء قاسيًا وغير متوقع. رفضته بشدة وقالت له: "من الأفضل ألا نتحدث مرة أخرى، لأنني لا أريد أن تحدث مشاكل." كانت كلماتها مثل الصاعقة على قلب الشاب. كيف يمكن أن تنتهي كل هذه المشاعر بالرفض البارد؟ كان يظن أن الحب الذي حمله في قلبه لفترة طويلة سيقربه منها، لكنه وجد نفسه وحيدًا ومجروحًا.
مرت الأيام، والشاب يحاول تجاوز هذه الصدمة، لكن قلبه ما زال متعلقًا بها. كان يأمل سرًا أنها قد تعود إليه يومًا ما، لكن تلك الآمال تحطمت عندما اكتشف أنها مرتبطة بشخص آخر. كان الأمر بمثابة الضربة القاضية. في تلك اللحظة، شعر أن الأرض قد انشقت لتبتلعه. لقد بنى أحلامه حولها، لكن اكتشف في النهاية أنها لم تكن له.
تعلم الشاب درسًا قاسيًا من هذه التجربة. كان يفكر في نفسه ويقول: “من جهلي، أسميتها وطنًا ونسيت أن الأوطان تُسلب وتُحتل.”
وهكذا انتهت قصه حب الشاب الفراشه بكسر قلبه وتغير حياته للاسوأ من غيرها …….