بين ضلوع الزمان
**"بين ضلوع الزمن"**
في يوم من الأيام، في حارة مصرية قديمة، كانت بتعيش بنت جميلة اسمها "سلمى". سلمى كانت بنت بسيطة لكن قلبها مليان حب وأمل. كانت بتحب تقعد على السطوح بليل وتبص للنجوم، وتحلم بحبيب يكون ليها نصيب منه.
في يوم، سلمى اتعرفت على شاب اسمه "عمر". عمر كان بيلعب عود في قهوة صغيرة قريب من بيتها. أول ما شافته، حسّت إن قلبها بيدق بسرعة، وكأنها عرفت إنه هو ده اللي كانت بتحلم بيه. الأيام مرت وابتدوا يتقربوا من بعض، وكل ليلة بقت تجمعهم حكايات وأغاني.
لكن القدر كان له رأي تاني. عمر كان عليه يسافر بره مصر علشان يشتغل ويجمع فلوس. وعد سلمى إنه هيكون ليها ويرجع ليها بأسرع وقت، لكن الوقت مر، والأشواق زادت، والرسائل بدأت تقلّ.
سلمى كانت بتستنى أي خبر من عمر، لكن في يوم عرفت من أهله إنه حصل له حادث في الغربة، وفقد ذاكرته. الخبر كان زي الصاعقة، حسّت إن الدنيا ضاقت بيها وكل أحلامها تبخرت. لكن الأمل عمره ما بيموت في قلبها، فضلت تدعي وتبعت له رسائل على أمل إنه يفتكرها يوما
مرت الأيام وسلمى كانت بتعيش على الأمل والذكريات، كل مكان كانت تروح له بيذكرها بعمر. كانت بتحب تقعد في الكافيه اللي كانوا بيتقابلوا فيه وتسمع أغانيه المفضلة. كانت بتحس إن حنينها ليه بيكبر يوم بعد يوم.
في يوم، سلمى قررت تكتب لعمر رسالة أخيرة، فيها كل مشاعرها وأحاسيسها اللي كانت مكتومة جواها. كتبت له عن حبها اللي مامتش، وعن الأيام اللي عدت وهي مستنيا يرجع. أرسلت الرسالة على عنوان عائلته في الغربة وفضلت تدعي إنه يفتكرها.
الوقت مر وسلمى ما فقدتش الأمل، كانت بتحس إن قلبها لسه متعلق بعمر، وإنه لازم يرجع لها يومًا ما. في يوم مشمس، سلمى كانت ماشية في الحديقة اللي جنب بيتها وفجأة سمعت صوت مألوف وراها. لما التفتت لقت عمر واقف، وعينيه مليانة دموع.
عمر كان فاقد الذاكرة لفترة، لكن رسالة سلمى وصورهم سوا رجعت له كل حاجة. حضنها وقال لها إنه مش هيقدر يعيش من غيرها، وإنه رجع علشان يبتديوا حياتهم من جديد.
الفرحة ملأت قلب سلمى وعرفت إن الحب الحقيقي دايمًا بينتصر. رجعوا يكملوا حياتهم سوا، وكل لحظة كانوا بيعيشوها كانت بتأكد لهم إن الحب هو أغلى حاجة في الدنيا.
مرت الشهور وسلمى وعمر كانوا بيعيشوا قصة حبهم من جديد. كانوا بيشاركوا في كل حاجة، من لحظات الفرح لحد لحظات الحزن. في يوم، عمر قرر ياخد سلمى في رحلة صغيرة لبندر البحر الأحمر، علشان يفتكروا أول مرة شافوا بعض في مكان رومانسي.
وصلوا هناك وقعدوا يتجولوا في شوارع البندر القديمة، ويفتكروا ذكرياتهم الجميلة. في ليلة صافية، قعدوا على الشاطئ، وكان القمر بينور السماء بنوره الهادئ. سلمى سألت عمر عن أحلامه للمستقبل، وعمر ببص للسماء وقال لها إنه مبيحلمش بحاجة تاني غير إنها تفضل جمبه على طول.
لكن مع كل الحب والسعادة، الدنيا مش دايمًا بتمشي زي ما بنتمناها. عمر بدأ يحس بآلام غريبة في صدره، ولما راح للدكتور اكتشف إنه مريض بمرض خطير. عمر كان عارف إنه مش هيفضل لوقت طويل، لكنه مخبرش سلمى علشان ميجرحهاش.
الأيام عدت وسلمى لاحظت إن عمر بيتعب بسرعة وبيظهر عليه علامات المرض. ضغطت عليه لحد ما قالها الحقيقة، وانفجرت بالبكاء. لكن عمر حاول يطمئنها وقال لها إنهم لازم يستمتعوا بكل لحظة باقية ليهم مع بعض.
بدأوا يعيشوا كل يوم كأنه آخر يوم. كانوا بيضحكوا ويتقابلوا مع الأصدقاء، ويسافروا لأماكن جديدة. ومع كل يوم كان عمر بيشعر بإنه أقرب للرحيل.