قصة الزائر المجهول
الزائر المجهول
في إحدى الليالي الشتوية الباردة، جلست "ليلى" في غرفة المعيشة بمنزلها القديم وسط الغابة. كانت الرياح تعصف بشدة، والظلام يلف المكان. بينما كانت تتابع برنامجها المفضل، سمعت صوت طرق خفيف على النافذة. تجاهلت الصوت في البداية، معتقدة أنه صوت الرياح، لكن الطرق استمر، وأصبح أكثر إلحاحًا.
شعرت ليلى بالخوف، لكنها قررت أن تتحقق من الأمر. عندما اقتربت من النافذة، لم ترَ شيئًا سوى انعكاس وجهها في الزجاج. وعندما استدارت لتعود إلى مقعدها، لاحظت خيالًا يمر خلفها في الغرفة.
ارتجفت وهرعت لتشعل جميع الأنوار، لكن الكهرباء انقطعت فجأة، مما جعل المكان يغرق في الظلام. بدأت تسمع أصوات أقدام تقترب منها. تسارعت أنفاسها، وحاولت أن تتصل بأحد، لكن هاتفها كان بلا إشارة.
في تلك اللحظة، شعرت بيد باردة على كتفها. تجمدت مكانها، وعندما استدارت ببطء، لم تجد أحدًا. فجأة، ظهر وجه غريب خلفها في المرآة، وجه مشوه يبتسم بطريقة مرعبة.
استيقظت ليلى وهي تصرخ، لكنها وجدت نفسها في نفس الغرفة، مع بقايا آثار اليد الباردة على كتفها.
بينما كانت تحاول استيعاب ما حدث، لاحظت أن المرآة أصبحت مغطاة بضباب كثيف، وبدأت كلمات تُكتب ببطء على سطحها: "لن تخرجي من هنا". جمعت شجاعتها وركضت نحو الباب الأمامي، لكنها وجدته مقفلًا بسلسلة لم تكن موجودة من قبل.
بدأت الأصوات الغريبة تملأ المنزل، همسات وضحكات مخيفة، كأنها تأتي من كل زاوية. قررت أن تبحث عن مفتاح أو أي وسيلة للخروج. وبينما كانت تمر في الممر الطويل المؤدي إلى غرفة النوم، لاحظت ظلالًا تتحرك بسرعة حولها.
في غرفة النوم، وجدت صندوقًا قديمًا يحمل نقشًا غريبًا. فتحته بحذر، ووجدت داخله صورة قديمة لشخص يشبه الوجه الذي رأته في المرآة. بجانب الصورة، كان هناك مفتاح صدئ. أخذت المفتاح على أمل أن يكون الحل للخروج.
عندما عادت إلى الباب الأمامي، سمعت صوتًا عميقًا يقول: "لن تنجحي". لكنها تجاهلت الصوت وأدخلت المفتاح في القفل. فتح الباب ببطء، ورأت أمامها الغابة مضاءة بنور القمر. هرعت للخارج دون أن تنظر خلفها.
عندما وصلت إلى الطريق الرئيسي، توقفت لتلتقط أنفاسها. لكنها لاحظت شيئًا غريبًا: كانت آثار الأقدام التي تركتها خلفها تمتد بجانبها، كأن شخصًا ما كان يسير معها طوال الطريق. أدركت أن الزائر المجهول لم يتركها وحدها، وربما لن يتركها أبدًا.