حياتي فداكي انت حبيبتي الوحيدة
"حياتي فداكي":
---
في ليلة هادئة على أطراف قرية صغيرة محاطة بالجبال، كان "سامر" يتأمل السماء الملبدة بالغيوم. كان يحمل في قلبه شوقًا قديمًا لم يُشفَ أبدًا. منذ أن فارقته "ليلى"، حبيبته التي اختفت قبل سنوات في ظروف غامضة، لم يعد يجد طعمًا للحياة.
كانت ليلى فتاة بسيطة لكنها تحمل روحًا نقية، كأنها انعكاس للضياء. عشقها سامر منذ طفولتهما. في كل مرة كان يرى عينيها البنيتين، يشعر وكأنه يغوص في بحر لا نهاية له. لكن القدر لم يمنحهما فرصة السعادة؛ ففي إحدى الليالي العاصفة، اختفت ليلى من القرية، ولم يعثر لها على أثر.
قضى سامر سنوات من حياته باحثًا عنها. جاب القرى والمدن، وسأل الغرباء في الطرقات، لكنه لم يعثر على خيط يوصل إليه. وفي كل مرة كان يعود إلى قريته محطّمًا، يقف تحت شجرة السنديان العتيقة حيث كانا يتواعدان، ويتحدث إلى نفسه كأنها تسمعه.
ذات مساء، بينما كان سامر يجلس تحت الشجرة، سمع صوتًا خافتًا ينادي باسمه. كان الصوت يشبه صوت ليلى، لكن بدا وكأنه يأتي من مكان بعيد. وقف سامر مذعورًا، نظر حوله ولم يجد أحدًا.
تكرر الصوت مرة أخرى، هذه المرة كان أكثر وضوحًا:
"سامر... ساعدني."
تبع الصوت عبر الغابة الكثيفة التي أحاطت بالقرية. كانت الغابة مظلمة ومخيفة، مليئة بالأشجار الضخمة التي تبدو وكأنها تراقبه. رغم الخوف الذي تسلل إلى قلبه، لم يتوقف سامر عن السير. كانت فكرة رؤية ليلى مجددًا تُشعل في داخله نارًا من الإصرار.
بعد ساعات من المشي، وصل إلى كهف مظلم. كان مدخل الكهف يبدو كأنه فم مفتوح لوحش جائع. دخل سامر، مستندًا إلى شعلة صغيرة أضاءت طريقه.
في عمق الكهف، رأى سامر منظرًا لم يكن يتوقعه: كانت ليلى هناك، مقيدة بسلاسل فضية، وتحيط بها هالة خافتة من الضوء. نظرت إليه بعينيها المليئتين بالحزن، وهمست:
"سامر... لقد كنت أعرف أنك ستأتي."
ركض نحوها محاولًا فك قيودها، لكن فجأة ظهر كيان مظلم من ظلال الكهف. كان الكيان ضخمًا، عينيه تشتعلان كالجمر، وصوته يشبه زئير الرياح. تحدث بصوت مخيف:
"إنها ملكي الآن، ولن تأخذها مني إلا إذا كنت مستعدًا للتضحية بكل شيء."
تجمد سامر في مكانه. حاول أن يستجمع شجاعته وقال:
"أنا مستعد. حياتي فداء لها."
ضحك الكيان بصوت ارتجفت له جدران الكهف وقال:
"إذا كنت جادًا، فتعال وواجهني."
بدأت معركة بين سامر والكيان. كان القتال غير متكافئ؛ فالكيان كان يستخدم قوته الظلامية، بينما سامر لم يكن يملك سوى إيمانه وحبه لليلى. ومع ذلك، لم يتراجع. كان ينهض في كل مرة يُطرح فيها أرضًا.
في النهاية، وبعد قتال طويل، أدرك سامر أن القوة الوحيدة التي يمكن أن تهزم الكيان هي التضحية. تراجع خطوة وقال بصوت عالٍ:
"خذ حياتي، لكن دع ليلى تذهب."
توقف الكيان للحظة، ثم ابتسم بطريقة مخيفة. فتح ذراعيه، واندفعت طاقة مظلمة نحو سامر، غمرته تمامًا. شعر سامر بألم لا يوصف، لكنه لم يصرخ. كانت عينيه مثبتتين على ليلى، التي بدأت تتلاشى قيودها تدريجيًا.
عندما اختفت الطاقة، انهار سامر على الأرض، لكن ليلى كانت حرة. ركضت نحوه واحتضنته، والدموع تنهمر من عينيها. همست له:
"لماذا فعلت هذا؟ حياتك كانت أغلى من أي شيء."
ابتسم سامر بصعوبة وقال:
"حياتي كانت دائمًا ملكك، ليلى. طالما أنك بخير، فأنا لم أخسر شيئًا."
ثم أغمض عينيه بهدوء.
---
خرجت ليلى من الكهف وهي تحمل سامر بين ذراعيها. رغم حزنهما، عادت الحياة إلى القرية بعودتها. أما سامر، فقد أصبح أسطورة تُروى على ألسنة الناس؛ الشاب الذي ضحّى بحياته من أجل حبٍ خالد.
وفي كل ليلة، تحت شجرة السنديان، كانت ليلى تجلس وتهمس للريح:
"حياتي فداك، سامر. لن أنساك أبدًا."
---
أخبرني إن أردت تعديل أو إضافة تفاصيل معينة!