قصة "نور والنجمة الصغيرة" |قصص للأطفال 1

قصة "نور والنجمة الصغيرة" |قصص للأطفال 1

0 المراجعات

في قرية هادئة بين الجبال، كانت تعيش فتاة صغيرة اسمها "نور". كانت نور تحب السماء كثيرًا، تقضي ساعاتٍ كل ليلة تنظر إلى النجوم وتحلم أن تزورها يومًا ما.

في إحدى الليالي الصافية، بينما كانت نور جالسة على سطح المنزل، لاحظت نجمًا صغيرًا يلمع بقوة غريبة، ثم فجأة... بدأ يقترب من الأرض!

اقترب النجم شيئًا فشيئًا حتى سقط في حديقة منزل نور، دون أن يُحدث أي صوت أو ضرر.

ركضت نور بسرعة نحو الحديقة، وهناك رأت شيئًا عجيبًا... كانت نجمة صغيرة، بحجم كرة صغيرة، تلمع وتتحرك بخفة.

قالت النجمة بصوت رقيق: “مرحبًا يا نور، أنا لُما، نجمة صغيرة ضللت طريقي في السماء وسقطت إلى هنا.”

فتحت نور عينيها بدهشة وقالت: “أيمكن للنجوم أن تتحدث؟! أنا لا أصدق!”

ضحكت لُما وقالت: “نعم، نحن النجوم نتحدث، لكن فقط من يملك قلبًا نقيًا يستطيع سماعنا، وأنتِ تملكين هذا القلب.”

فرحت نور كثيرًا وقالت: “هل يمكنني مساعدتك؟ هل تريدين العودة إلى السماء؟”

أجابت لُما: “نعم، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة. أحتاج إلى ضوءٍ نقي حتى أستعيد طاقتي وأستطيع الطيران من جديد.”

فكّرت نور قليلاً، ثم قالت: “ضوء نقي؟! لدي فكرة! غدًا سنذهب معًا إلى الجبل الكبير، حيث تسطع شمس الصباح على القمم، وسنبحث عن الضوء النقي هناك!”

نامت نور وهي تحتضن لُما، وفي الصباح الباكر، حملت حقيبتها الصغيرة، ووضعت لُما في علبة شفافة، وبدأت رحلتها.

كانت الطريق إلى الجبل طويلة، ومرت نور على غابة خضراء، وهناك قابلت أرنبًا صغيرًا يبكي.

قالت له: “ما بك أيها الأرنب الصغير؟”

قال الأرنب: “ضاعت أمي ولا أستطيع إيجادها.”

نظرت نور إلى لُما، ثم إلى الأرنب، وقالت: “سأساعدك.”

وبعد بحث طويل بين الأشجار، وجدت نور الأم، وفرح الأرنب كثيرًا. أضاءت لُما قليلًا وقالت: “عمل طيب يا نور، هذا النور الذي أحتاجه.”

تابعت نور رحلتها، وبعد الغابة، وصلت إلى نهر عريض. كانت المياه سريعة، والجسر مكسور. جلست نور تفكر، فلاحظت طائرًا صغيرًا يحاول عبور النهر لكن جناحه مكسور.

صنعت نور قاربًا صغيرًا من الخشب، وحملت الطائر، وعبرت النهر بهدوء.

قال الطائر: “شكرًا لكِ، كنت سأغرق لولاكِ.”

أضاءت لُما أكثر وقالت: “نورك يزداد يا نور، لقد اقتربنا.”

أخيرًا، وصلت نور إلى قمة الجبل، حيث كانت الشمس تشرق بلون ذهبي رائع. أخرجت لُما من العلبة، ورفعتها نحو السماء.

قالت لُما: “شكراً لكِ يا نور. لم أكن لأستطيع العودة بدونك. لقد جمعتِ لي الضوء من خلال لطفك ومساعدتك للآخرين.”

بدأت لُما تطير في الهواء، وأضاءت السماء من حولها. قالت بصوت مرتفع: “وداعًا يا صديقتي، لن أنساك أبدًا!”

ولوّحت نور بيدها وهي تبتسم، وعادت إلى بيتها وهي تشعر بسعادة لم تشعر بها من قبل.

ومنذ ذلك اليوم، كلما نظرت نور إلى السماء، رأت نجمة صغيرة تلمع أكثر من باقي النجوم... كانت لُما، ترسل لها التحية من السماء.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة