
القطة التي لا تحب السمك !
سارة القطة التي لا تحب السمك
في بلدة صغيرة تدعى مخلب المدينة، كانت تعيش قطة صغيرة تُدعى سارة. كانت سارة قطة مهذبة وذكية، تلبس فستانًا زهريًا وتحمل دائمًا دفتر ملاحظات صغيرًا في حقيبتها.
لكن سارة لم تكن قطة عادية... كانت تكره السمك!
كل صباح، كانت والدتها توقظها وتقول:
"سارة، هيا لتناول فطورك! لقد أعددت لك شرائح سلمون لذيذة!"
لكن سارة كانت تنزل من السرير، تتثاءب، وتنظر إلى الطبق وتقول بأدب:
"شكرًا يا أمي، لكن... هل يمكنني تناول شطيرة بالخس والجزر بدلًا من السمك؟"
كانت الأم تتنهد بحيرة وتهمس:
"كيف تكونين قطة ولا تحبين السمك؟ هذا غريب جدًا..."
في المدرسة، كان الجميع يتناولون التونة والسردين في استراحة الطعام، بينما كانت سارة تُخرج من صندوقها وجبة نباتية مُلوّنة فيها قطع من الخيار، والفلفل، وزبدة الفستق.
ضحك بعض القطط وهم يهمسون:
"سارة تأكل طعام الأرانب!"
"هل هي قطة أم سلحفاة؟"
لكن سارة لم تغضب، بل ابتسمت وقالت بلطف:
"كلٌّ له ذوقه، وأنا أحب طعامي كما أنتم تحبون طعامكم."
في أحد الأيام، أعلنت معلمة الفصل "ميمي" عن مسابقة طبخ مدرسية. قالت بابتسامة:
"كل طالب سيُعد طبقًا يعبر عن شخصيته. لا قواعد، فقط الإبداع!"
شعر الجميع بالحماس، وخاصة سارة. عملت بجد طوال الليل تُجهز وصفتها السرّية.
وفي يوم المسابقة، قدم الجميع أطباقًا شهية من أنواع السمك المختلفة... أما سارة، فقد قدمت طبقًا من لفائف الخضار المحشوة بالكوسا، والجزر، ومغطاة بزبدة الفستق.
تذوّقت لجنة التحكيم الأطباق، وأعلنت النتيجة:
"الفائزة هي... سارة! لأنها قدّمت شيئًا مختلفًا، صحيًا، ومليئًا بالألوان!"
صفّق الجميع، حتى أولئك الذين سخروا منها، وجربوا لفائفها وقالوا:
"ممم! هذا لذيذ جدًا! لم نكن نعلم أن الطعام النباتي يمكن أن يكون بهذا الطعم!"
ومنذ ذلك اليوم، لم تعد سارة "القطة الغريبة"، بل أصبحت الشيف الصغيرة التي ألهمت الجميع أن يجربوا شيئًا جديدًا.
وفتح والدها مطعمًا صغيرًا بجوار المدرسة باسم:
"طبق سارة النباتي"
وكان الشعار المكتوب على الجدار:
"كن كما أنت، حتى لو لم تحب السمك!"
ليس كل مَن يختلف عنا غريب، بل ربما يكون هو من يُعلّمنا شيئًا جديدًا!