
قصة البيت الملعون الجزء الاول والثاني والثالث
*قصة البيت الملعون1-2-3
مؤخرا كل ليلة تقريبًا وأنا في البيت، كنت بسمع صوت طفل بيعيط وصوت أمه بتهديه بلطف.
كنت بتفكر إن أكيد واحدة من الستات في الحي بتاخد طفلها للحديقة الصغيرة اللي قدام بيتي عشان تهديه.
الحقيقة إن مراتي حامل دلوقتي، فالصوت ده مكنش بيزعجني، بالعكس، كنت بحس إنه شيء جميل، وحسيت إن مراتي اللي يمكن عندها إحساس أمومي زي ده كانت بتتمنى تسمع الأصوات دي كل يوم.
امبارح، بعد ما رجعت من الشغل، لقيت مراتي بتعيط.
قالتلي إنها راحت تقابل صديقتها في الشغل القديم ورجعت للبيت حوالي الساعة ١٠ بالليل.
لما وصلت، شافت الست والطفل في الحديقة.
الست كانت لافه علي نفسها بطانية، وكانت بتلف الطفل بابتسامة هادية وبتتكلم معاه بلطف شديد.
مراتي، اللي بقت من محبي الست وطفلها، حاولت تكلمها وتقولها إن تهدئة الطفل بالليل حاجه صعبة جدًا.
بس الست مردتش، وكأنها مركزة مع الطفل لوحده.
ومراتي كانت بتتكلم، لاحظت إن بشرة الست بقت شاحبة جدًا وإن ابتسامتها ابتسامه باردة وكأنها على وشك الموت.
حاولت مراتي تاني تبدأ كلامها وتقول:
"أنا هولد قريب كمان"
لما الست سمعت الكلام ده، رفعت راسها وبصت لمراتي بتعبير حاد، وبعد لحظة فكت أزرار البطانية بتاعه الطفل ببطء ورمت الطفل تجاه مراتي.
مراتي لحقت الطفل ومسكته، بس لما لمسته حست إن جسمه متصلب جدًا… اتضح إنها كانت مجرد دمية!
مراتي خافت جدًا ورمت الدمية على الأرض، وبعدها سمعت صوت بكاء الطفل بقي أعلي، بس الصوت ده مكنش جاي من الدمية، ده كان جاي من الست نفسها وهي بتقلد بكاء طفل.
مراتي رجعت البيت خايفة أوي بعد ما رجعت أنا وبدأت تحكيلي
"بيتنا قدام الجنينة مباشرة، أنا متأكد أنها لما جريت للبيت، الست عرفت إحنا ساكنين فين.
كنت عايز أقول لمراتي كده، لكن علشان خوفها الشديد، مقدرتش غير اطمنها وأقولها إن مفيش حاجة."
طول الليل بفكر في نفس الموضوع، امبارح لما رجعت البيت، الست وطفلها كانوا واقفين بره بيتنا، بيلفوا حوالين البيت.
والنهارده، نفس الصوت المألوف رجع تاني.
في اليوم ده، صوت بكاء الطفل وصوت أمه كان أعلي من أي يوم تاني، كأنهم جمب الشباك مباشرةً.
أنا ومراتي بصينا لبعض، والخوف كان في عيوننا.
مقدرناش نعدي الموضوع تاني.
عشان كده قررت أواجه الموقف مرة واحدة ونخلص منه إلى الأبد.
نزلت الشارع أدور على الست دي، بس هيا مكنتش موجودة، مع أني سامع صوت بكاء الطفل من بعيد.
رجعت البيت وأنا مرعوب وخايف، لأن كان في ضباب وبرد شديد والرؤية صعبة.
بس لما وصلت للباب، لقيت الدمية بتاعة الست علي الأرض.
دخلت بسرعة، كنت سامع مراتي بتعيط وبتقول أرجوك تعالي بسرعة متسيبنيش لوحدي تاني.
مقدرتش تتكلم بعدها قعدت جمبها لحد أما نامت.
في اليوم اللي بعده، صوت بكاء الطفل بقى أعلى، وانتشر في كل حتة في البيت.
أنا ومراتي، كنا خايفين جداً، استخبينا في أوضتنا، لكن الصوت فضل موجود.
وسط الضلمة لمحت الست ودميتها كانوا واقفين ورا الشباك من بره، بتبص علينا بابتسامتها الباردة.
صرخت مراتي اللي كانت شفايفها بتترعش
"عايزة إيه مننا؟"
الست بصت علي الدمية وقالت بصوت هامس بيخلي الواحد يقشعر:
"عايزة طفل جديد".
..
انتظروا الجزء التاني...
الجزء التاني البت الملعون
وسط الضلمة، لمحت الست واقفة بره الشباك، ماسكة الدمية في حضنها، وعنيها ثابته علينا ورا الشباك بابتسامة باردة تخلي الواحد جلده يقشعر.
مراتي صوتها كان بيرتعش وهي بتصرخ:
"عايزة إيه مننا؟"
الست بصت على الدمية اللي في إيديها، وبصوت هامس،
قالت:
"عايزة طفل جديد."
حسيت بجسمي بيتجمد، دماغي بدأت تربط التفاصيل ببعضها.
هي مش مجرد ست غريبة… هي عايزة تاخد طفلنا اللي لسه متولدش!
فضلت واقفة قدام الشباك لفترة طويلة، كأنها بتستنانا نستسلم. وبعدها، فجأة، اختفت في غمضة عين، وكأنها كانت مجرد حلم… لكن إحنا كنا عارفين إنها مش كده.
الليلة دي مكنش فيها نوم.
أصوات البكاء فضلت ترن في وداننا طول الليل، كأن حيطان البيت نفسها بتبكي.
قررنا نروح ندور على مساعدة.
سألنا ناس كتير لحد أما حد دلنا علي روحاني وقالوا إنه الوحيد اللي هيقدر يساعدنا، وفعلاً رحنا عندة، شكله كان كبير في المنطقة، وحكينا له على اللي حصل.
وشه اتغير وقالنا:
"الكيانات دي بتدور على حاجة ناقصة فيها… ومش هتسيبكم غير لما تاخد اللي هيا عايزاه، بس أنا مش هقدر اجي اساعدكم لازم انتوا اللي تعملوا ده بنفسكم."
ادانا حجاب وتعويذات وقاللنا لازم نحمي البيت، نولع شمع، ونردد الكلمات دي عشان نطردها.
مكنش قدامنا حل غير أننا نثق فيه.
اليوم ده، نفذنا كل حاجة بالحرف.
الشمع اتولع، الحجاب اتعلق على كل الشبابيك والأبواب، وفضلنا نقرأ الكلام بصوت عالي.
كان في إحساس غريب في الجو، البرد شديد وكأن البيت نفسه بيحاول يقاوم اللي إحنا بنعمله.
وأحنا بنردد الكلام ، الصوت رجع… بكاء الطفل كان أعلى من أي مرة قبل كده، والست ظهرت تاني بره الشباك.
كنا شايفنها بوضوح بس المرة دي كانت مختلفة… وشها كان ملتصق بالزجاج، وعنيها مليانة واسعة زي المجنونة وهي بتبص على مراتي.
حاولنا نعلي صوتنا أكتر، الحجاب بدأ يشع نور للحظة كأن البيت بدأ يساعدنا نقاوم وجودها، وفجأة، اختفت.
مراتي وقعت في حضني وهي بتبكي، وإحساس الدفء بدأ يرجع للمكان.
بعد الليلة دي، الحياة رجعت طبيعية… أو على الأقل كنا فاكرين كده.
بنتي اتولدت، وكانت أجمل حاجة في حياتنا.
لأول مرة من شهور، حسينا إن البيت بقى مكان آمن تاني.
لكن اللي حصل بعد كده خلاني أتأكد إن الكيان ده مش هيسيبنا في حالنا.
في يوم، كنت راجع البيت، كنت جايب هدية لبنتي شويه لعب وشوخشيخه اللي بتطلع صوت عشان تلعب بيها.
دخلت البيت كنت بنده علي مراتي لقيتها في المطبخ، ضهرها ليا… بس في حاجة كانت غريبة، نفس أحساس البرد اللي كنت بحس بيه في وجود الست.
كنت سامع صوت… نفس الصوت اللي سمعناه قبل كده.
صوت بكاء الطفل.
بس المرادي طالع من مراتي.
قلبي وقع في رجلي.
وقفت مكاني، مش عارف أتحرك، وبهدوء سألتها:
"إنتي كويسة؟"
كانت بتتحرك ببطء، وعلى وشها ابتسامة باردة… نفس الابتسامة اللي شفتها على وش الست.
"هتاكل معانا النهارده؟"
قالتها بصوت هادي، متأكد ان فيه حاجة غلط… شايف في عينها نظرة مرعبة
حاولت أتصرف كأن كل حاجة طبيعية.
قعدنا، وكأن اليوم ماشي بشكل عادي، لكن كل لحظة كانت بتحسسني إن اللي قدامي مش مراتي… مش الإنسانة اللي أعرفها.
ولما جينا ننام، مراتي بدأت تطلع نفس الصرخة اللي كنا بنسمعها من الدمية… عنيها خارج منها شعاع أحمر، وجسمها اتهز كأنها مش متحكمة فيه.
الكيان اللي كنا خايفين منه… دخل فيها!
مسكت إيديها بقوة وبدأت أردد الكلمات اللي قالها الروحاني.
سكت الصوت وبدأت تبقي اهدي.
كنت بصره فيها:
"إنتي لازم تقاومي! أحنا أقوي منها، مش هتقدر تاخد مننا بنتنا!"
بصتلي للحظة، وبدأت ترجع دم…
سمعت البنت بتبكي جريت ناحية سرير بنتي، قلبي كان بيدق بسرعة، وخفت ألاقي أسوأ حاجة ممكنة.
لقيتها نايمة بأمان… لكن على الأرض… كانت الدمية!
الدمية اللي الست كانت شايلها، وشها كان عليا، عينها مفتوحة، خارج منها صوت وبتصرخ!
شيلت الدمية وأنا جسمي كله بيرتعش، أخدتها وجريت علي الجنينة، دلقت عليها بنزين، ورميت عليها عود كبريت.
النار ولعت، بس بدل ما تتحرق في لحظات، بدأت تصرخ… مش صوت لعبة بتتحرق، لأ… كان صوت طفل حقيقي بيصرخ، صوته مليان ألم ورعب!
النار كأنها مش عايزة تاكلها، كانت بتلف وتتحرك كأن الدمية بتقاوم.
مراتي مسكت إيدي وهي بتبكي، كانت خايفة من اللي ممكن يحصلنا، بس أنا كنت عارف إننا لازم نكمل.
مسكت عصي حديد صغيرة، وبدأت أضرب الدمية، كل ضربة كانت بتخلي صراخها أعلى، لحد أما أخيرًا… اتكسرت نصين.
الصمت اللي جه بعدها كان مرعب أكتر من الصراخ نفسه.
ولما قربت أشوف… لقيت جواها… بين القطن المتفحم… جسم صغير متحنط.
جثة طفل.
.... انتظروا الجزء التالت
((افتكرنا إن الكابوس خلص… لكن الحقيقة طلعت أبشع بكتير! تفتكروا، هل فعلاً هنقدر نتخلص منها؟ ولا لسه هتستني اللحظة المناسبة عشان ترجع؟ مستعدين للجزء الجاي؟))
الجزء الثالث البت الملعون
مسكت العصي الحديد الصغيرة، وبدأت أضرب الدمية بكل قوتي. كل ضربة كانت بتخلي الصراخ أعلى، كأنه مش صوت جاي من لعبة… لا، كان صوت كائن حي بيتعذب.
الأرض كانت بتتهز.
ضربة…
اتنين…
تلاتة…
وأخيراً، اتكسرت نصين.
الصمت اللي جه بعدها كان مرعب أكتر من الصراخ نفسه.
الجو بقي ضلمة، وكأني لوحدي في عالم تاني.
القطن المتفحم كان متناثر على الأرض، بس فيه حاجة وسطه… حاجة مش طبيعية.
مديت إيدي المرتعشة… وبعدت القطن…
جثة طفل.
صغيرة… جلدها متجعد… عينيها مقفولة، كأنها نايمة جوه الدمية دي من قرون.
مراتي صرخت بصوت عالي، ووقعت على الأرض وهي بتحاول تبعد بعنيها عن المشهد.
بس أنا فضلت واقف متجمد… مش قادر أتنفس، مش قادر أفهم.
المكان بارد… بارد جداً.
طيف الست ظهر قدامي…
المرة دي كانت أوضح، كأنها مش مجرد طيف، كأنها واقفة معانا في نفس المكان.
عينيها حمرا جداً، والدموع بتنزل منهم زي الحبر السائل.
بصت للطفل اللي جوه الدمية، ورفعت وشها وصرخت…
"طفلييي!"
صرخة قطعت هدوء الليل… صرخة كانت نصها غضب، ونصها حزن.
حسيت أن الأرض كلها بدأت تتهز، خدت مراتي وجريت علي جوة، كنت شايف الحيطان بتتشقق، اللمبة اللي في السقف انفجرت، والزجاج وقع علينا زي المطر.
حسيت إني مش هقدر أتنفس، كأن إيدين مش شايفها ماسكة على رقبتي وبتعصرها.
"أنتم السبب!"
الهوا بقى تقيل… جسمي كله بيتكسر، بخرج أنفاسي الأخيرة، مراتي كانت بتصرخ بالكلمات اللي حفظناها من الروحاني.
فجأة… اختفت.
كنت باخد نفسي بسرعة وبحاول استوعب اللي حصل كنت متأكد إن دي مش النهاية… دي مجرد بداية الكابوس.
مرت فترة طويلة… والبيت كان ساكت وفي هدوء تام.
مفيش أي صوت.
بس دايماً عندي احساس أن في حاجه هترجع تحصل وأن اللي إحنا عايشينه هو مجرد هدوء ما قبل العاصفة.
بعد فترة بدأت ألاحظ…
بنتي كل يوم بتصحى الساعة ٣ الفجر.
تقوم من سريرها، تقعد تبص للسقف، وتعيط.
مفيش أي سبب، مفيش أي كوابيس… بس بتصحى وتبكي.
كل يوم.
كنت بلاحظ كمان وأحنا بنصحيها الصبح، أن الألعاب اللي في أوضتها متحركة من أماكنها.
دمى مقلوبة، عربية صغيرة مرمية على السرير، حصان خشب قديم كنت بحاول أقنع نفسي إنها مجرد صدف… لحد اليوم ده.
دخلت أوضتها بالليل… ولقيتها قاعدة على سريرها، في الضلمة، ماسكة حاجة في إيديها.
نفس الدمية اللي كانت مع الست اللي أنا حرقتها.
الدمية دي أنا حرقتها وكسرتها بأيدي.
إزاي رجعت؟!
قربت منها، وحاولت أسحبها من إيديها، بس بنتي رفعت عينيها وبصتلي.
كانت عيونها مش طبيعية… كأنها شايفة حاجة مش أنا اللي شايفها.
وقالت بهدوء مرعب:
"ماما رجعت… وبتقولكم متسيبوش البيت… لو خرجتوا، هتموتكم كلكم… زي ما قتلتم طفلها."
ماما مين؟ أنا مش قادر استوعب اللي بيحصل دي مش بنتي؟
مسكتها وقعدت اقرأ عليها لحد أما هديت وأنا كل اللي في دماغي اني خايف عليها مرعوب مش عارف اعمل ايه.
كل اللي في أيدي ادعي ربنا يحافظلي علي بنتي.
فضلت صاحي جنب بنتي طول الليل، عيني مش بتتحرك من عليها. كنت بحاول أقنع نفسي إن كل حاجه هتبقي كويسه… بنتي بخير… الدمية دي مش حقيقية.
بس أنا بخدع نفسي الحقيقة واضحة قدامي.
فيه حاجه مش طبيعيه ومش هنقدر نهرب منها بسهولة.
قررت إني لازم ادور في كل حته في البيت مش هسيب مكان غير أما ادور فيه يمكن اوصل لأي طرف خيط يوصلني لأي حاجه اخلص بيها من الكابوس ده.
قلبت في كل حتة في البيت، البيت كان كبير وصعب اني اوصل لكل حاجة فيه، كان في شويه دولايب قديمة، في أدراج مقفولة بقالها سنين، حتى في القبو اللي عمري ما فكرت أدخله.
كان المكان كله مترب… وأنا بقلب وسط الكراكيب، لقيت صندوق خشب صغير قديم… مقفول بمشبك صدى مع مرور الزمن.
حسيت إن فيه حاجة مش طبيعية.. حاجة كنت خايف أشوفها.
لكن برغم خوفي، فتحته.
كان في صور قديمة… لونها باهت… لكن ملامح اللي فيها كانت واضحة.
لاحظت حاجه أن الست اللي في الصور… نفس الست اللي كنت بشوفها، شكلها متغير شويه بس أنا متأكد أن هيا.
...انتظروا الجزء الرابع
((تفتكروا إيه قصه الست دي؟ وعايزه منهم ايه؟ هل هيقدروا يخرجوا من البيت؟